حكم قراءة البسملة في الصلاة، وخاصة عند قراءة الفاتحة أو السور الأخرى، من المسائل التي أثارت نقاشًا واسعًا بين العلماء واختلفت حولها المذاهب الفقهية الأربعة. دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي، سلطت الضوء على هذا الأمر في فتوى نشرتها على موقعها الرسمي على الانترنت، موضحةً تفاصيل الخلاف الفقهي وآراء الأئمة حول قراءة البسملة، لتطمئن القلوب وتزيل الحيرة عن المصلين.
وأوضحت دار الإفتاء أن العلماءُ أجمعوا على أن البسملةَ الواردةَ في سورة النمل هي جزء من آية في قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [النمل: 30]، ولكنهم اختلفوا فيها أهي آية من أول الفاتحة ومن أول كل سورة، أم لا؟
والمسألة على أقوال: الأول: هي آيةٌ من الفاتحة ومن كل سورة، وهو مذهب الشافعي رحمه الله. الثاني: ليست آيةً لا من الفاتحة ولا من شيءٍ من سور القرآن، وهو مذهب مالك رحمه الله. الثالث: هي آيةٌ تامّة من القرآن أنزلت للفصل بين السور وليست آية من الفاتحة، وهو مذهب أبي حنيفة رحمه الله
وترتيبًا على ذلك اختلف الفقهاء في حكم قراءة البسملة في الصلاة
ذهب مالك رحمه الله إلى منعِ قراءتها في الصلاة المكتوبة جهرًا كانت أو سرًّا لا في استفتاح أمّ القرآن ولا في غيرها من السور، وأجازوا قراءتها في النافلة
ذهب أبو حنيفة رحمه الله إلى أنّ المصلّي يقرؤها سرًّا مع الفاتحة في كل ركعة من ركعات الصلاة، وإن قرأَها مع كل سورة فحسنٌ.
قال الشافعي رحمه الله: يقرؤها المصلي وجوبًا في الجهر جهرًا وفي السر سرًّا.
قال أحمد بن حنبل رضي الله عنه: يقرؤها سرًّا ولا يُسنّ الجهر بها
ونقول للسائل بعد هذا البيان: لك أن تتبع أيّ مذهب من هذه المذاهب؛ فالكل على صوابٍ ولكلٍّ دليله، ولتبعد عنك وساوس الشيطان حتى لا يُفسِدَ عليك عبادتك
والله سبحانه وتعالى أعلم.
اترك تعليق