هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

علمتني المحنة.. ما حك جلدك مثل ظفرك فتولى أنت جميع امرك

جاءتنا مرتين المرة الاولي كانت ضعيفة يائسة منهزمة لا تتوقف عن البكاء ترتدي السواد بعد وفاة زوجها بشهرين شعرت خلالهما بالضياع والانهيار لدرجة أنها فقدت الحركة والنطق شهر كامل وجاءتنا المرة الثانية بعد مرور عامين وكانت امراة مختلفة تماما عن الأولي قوية مشرقة الوجه مبتسمة متفائلة.


روت قصتها كاملة فقط ليتعلم منها من مر بمثل ظروفها.

كان زوجها يعمل في وظيفة مرموقة وكان رغم ذلك يتحمل كل أمورها هي وبناتهما الاربعة لدرجة انه كان يشتري مستلزمات البيت بنفسه ولم تكن تخرج من البيت الا للنزهة أو لزيارة الاقارب وكان الكل يحسدها علي حبه لها.

وذات يوم كانوا يقضون العطلة الصيفية في أحد المدن الساحلية وفجأة شعر زوجها بألم شديد فى الصدر وقبل ان تحضر له كوب الماء كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة بدون أى إنذار سابق.

استغاثت وجيرانها فى المصيف وتم نقله لاقرب مستشفى ليؤكد لها الطبيب خبر وفاته وتظلم الدنيا فى عينيها ولا تشعر بنفسها الا بعد شهر كامل من هذا الحدث وهي داخل المستشفي في القاهرة حيث تم التواصل مع أسرتها جميعا دون أن تدري.

كانت كلما أفاقت من الغيبوبة تتذكر قول الطبيب لها البقاء لله وتعود للغيبوبة ثاني حتي أفاقت علي صوت بكاء بناتها ورجاءهم لها إلا تتركهن مثل والدهن.

حاولت تلملم أحزانها وتستعيد قوتها لكنها فوجئت بأن أسرة زوجها قد استولت علي كل أملاكه بحيل غير قانونية بحجة الحفاظ علي أموال القصر ولم يتبق لها وبناتها سوي معاش بسيط.

بدأت رحلة من البحث عن حقها وبناتها وطرقت كل الابواب المتاحة بحثا عمن يتوسط لدي أسرة زوجها ليعطوهم حقها.

لم تنجح أي محاولة اضطرت وقتها للجوء الينا لمساعدتها علي سداد مصروفات بناتها في مدرستهن الخاصة التي لم تقدر علي تحويلهن منها بسبب ظروفها الجديدة علي وعد ان تعيد سداد ما نساعدها به عندما تسترد ميراثها.

سددنا عنها المصروفات اللازمة وكانت نصيحتنا لها ان تلجا للقضاء لمساعدتها في الحصول علي حقها وارشدناها الي محامي متطوع من المتعاونين معنا ثم انقطعت اخبارها لتأتينا في المرة الثانية لتؤكد لنا انها بفضل الله وقفت علي قدميها من جديد عندما علمت انه لن يساعدها احد سوي نفسها وعملت بالحكمة القائلة ما حاك جلدك مثل ظفرك فتولي انت جميع امرك حيث عملت بنصيحتنا ولجاءت للقضاء واستردت ميراثها وبناتها كاملا بل وسعت حتي وافقت الشركة التي كان يعمل بها زوجها علي توظيفها لديهم وعلمت بناتها درسا قويا في مواجهة المحن وتحويلها الي منح.

عرضت رد ما حصلت عليه من مساعدة وقت محنتها فاكدنا لها أنه كان تبرعاً من فاعل خير وليس قرضا وارشدناها للتواصل مع حالة انسانية تعاني من ظروف تشبه ظروفها السابقة لتكون سندا ودعما لها بما في استطاعتها.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق