كان النبى صل الله عليه وسلم شديدُ العِنايةِ بأصحابِه، خصوصًا الغُرباءَ والفقراء والضعفاء ومن ملامح ذلك ما ذكره الاستاذ بجامعة الازهر الدكتور محمد مختار جمعة وزير وزارة الاوقاف السابق فى سياق شرحه لحديثه ﷺ "إن تَصدقِ اللَّهَ يَصدقكَ"
حيث افاد أنَّ رجلًا مِنَ الأعرابِ جاءَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فآمنَ بِهِ واتَّبعَهُ، ثمَّ قالَ: أُهاجرُ معَكَ، فأوصى بِهِ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ بعضَ أصحابِهِ، وذات يوم أصاب النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ وأصحابه الكرام سبيًا، فقسمَ لهم وقسمَ لَهُ،وَكانَ يرعى إبلهم ، فلمَّا جاءَ دفعوهُ إليهِ، فقالَ: ما هذا؟ قالوا: قَسمٌ قَسمَهُ لَكَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ
فأخذَهُ فجاءَ بِهِ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، فقالَ: ما هذا؟ قالَ: قَسمتُهُ لَكَ، قالَ: ما علَى هذا اتَّبعتُكَ، ولَكِنِّي اتَّبعتُكَ على أن أرمى إلى ههُنا، وأشارَ إلى حَلقِهِ بسَهْمٍ، فأموتَ فأدخلَ الجنَّةَ
فقالَ: إن تَصدقِ اللَّهَ يَصدقكَ، فلبِثوا قليلًا ثمَّ نَهَضوا في قتالِ العدوِّ، فأتيَ بِهِ النَّبيُّ يحملُ قَد أصابَهُ سَهْمٌ حيثُ أشارَ، فقالَ النَّبيُّ: أَهوَ هوَ؟ قالوا: نعَم، قالَ: صدقَ اللَّهَ فصدقَهُ، ثمَّ كفَّنَهُ النَّبيُّ في جبَّته صلى الله عليه وسلم ، ثمَّ قدَّمَهُ فصلَّى علَيهِ، فَكانَ فيما ظَهَرَ من صلاتِهِ: اللَّهمَّ هذا عبدُكَ خرجَ مُهاجِرًا في سبيلِكَ فقُتلَ شَهيدًا أَنا شَهيدٌ على ذلِكَ.
واشار الى ان فى هذا الحديثِ بيان فَضلُ الصِّدقِ مع اللهِ تعالى، فمن صدق الله صدقه الله ، " إن تصدق الله يصدقك "
كما ان فيه: بيانُ لشِدَّةِ عِنايةِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بأصحابِه، خصوصًا الغُرباءَ والفقراء والضعفاء
اترك تعليق