نظم مجمع إعلام بنها اليوم الثلاثاء بالتعاون مع مجلس مدينة طوخ، ندوة تثقيفية، تحت عنوان " آثار العنف ضد المرأة على جهود التنمية والبناء في مصر" وذلك فى إطار إهتمام الهيئة العامة للاستعلامات بقضايا المرأة و مناهضة العنف الموجه ضدها وتحقيق المساواة بين الجنسين من خلال عقد لقاءات جماهيرية وندوات تثقيفية خلال شهر نوفمبر الحالي ينفذها قطاع الإعلام الداخلي عبر مراكزه الإعلامية المنتشرة بكافة أنحاء الجمهورية تحت إشراف الدكتور أحمد يحيي - رئيس قطاع الإعلام الداخلي.
تأتي هذه الندوة في إطار حملة الـ 16 يوم أنشطة لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي .
حاضر في الندوة كلا من: الدكتورة جيهان فؤاد - دكتوراة التنمية الاجتماعية والاقتصادية جامعة القاهرة ومقرر فرع المجلس القومي للمرأة السابق بالقليوبية
الدكتورة هند فؤاد - أستاذ علم الإجتماع بالمركز القومي للبحوث الجنائية والمشرف على فرع المركز بالقليوبية وأشرف بدوي - مدير عام هيئة محو الأمية وتعليم الكبار بالقليوبية وفضيلة الشيخ محمد عنتر، واعظ بإدارة أوقاف طوخ .
بدأ اللقاء بكلمة أميرة محروس أخصائي إعلام بمجمع إعلام بنها مؤكدةً على أن ظاهرة العنف ضد المرأة ظاهرة عالمية ولكنها تزايدت خلال السنوات الأخيرة وأصبحت واحدة من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشاراً واستمراراً وتدميراً في عالمنا اليوم .
فالعنف يمثل حاجزًا كبيرًا يمنع الوصول للسلام والتنمية المستدامة، فالمرأة نصف المجتمع وتربي وتنشئ النصف الآخر، لذا فإن تمكينها هو مفتاح تحقيق التنمية المستدامة وإحلال السلم والأمن المجتمعي .
كما أشارت أن العنف الموجه ضد المرأة من أخطر معوقات تحقيق التنمية الشاملة لما له من آثار سلبية جسدية ونفسية وعقلية قصيرة وطويلة المدى مما يمنعها من العمل والإنتاج و المشاركة الفعّالة في المجتمع.
ثم أشارت الدكتورة جيهان فؤاد إلى حملة الـ ١٦ يوم أنشطة لمناهضة العنف القائم على النوع الإجتماعي هي حملة دولية أطلقتها الأمم المتحدة لمواجهة العنف ضد النساء والفتيات كل عام ابتداءً من 25 نوفمبر وهو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، إلى 10 ديسمبر وهو يوم حقوق الإنسان، ويشارك بها العديد من المنظمات الدولية، والمؤسسات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني بمختلف بلدان العالم.
حيث أن مفهوم العنف يختلف ويتغير من مجتمع إلى أخر بحسب وعي المجتمع ودرجة تقدمه ومدى علمه وثقافته الحضارية المتطورة، وأيضا درجة ومستوي مفهوم العدالة الإجتماعية والقيم الإنسانية الراسخة في وجدان المجتمعات المحلية المختلفة، ومدي احترام تلك المجتمعات لمبدأ سيادة القانون وحقوق الإنسان .
وفي سياق متصل أشارت إلى تعدد صور وأشكال العنف الذي تواجهه المرأة ما بين العنف البدني والعنف النفسي وأيضًا العنف الجنسي والعنف الاقتصادي والثقافي والإلكتروني .
كما نوهت على أن ذلك العنف ينتج عنه العديد من الآثار الإجتماعية التي تعتبر من أشد الآثار علي المرأة والأسرة والمجتمع، فضرره لا يقتصر علي المرأة المعنفة فقط، وإنما يمتد ليشمل أسرتها ومجتمعها، وتتمثل هذه الآثار في ارتفاع نسبة الطلاق ، وزيادة التفكك الأسري الذي يظهر في عدم القدرة علي ضبط وتربية الأبناء وتنشئتهم تنشئة نفسية وإجتماعية سليمة ومتوازنة، مما ينعكس سلبًا على الأبناء فيميلون إلى العنف والعدوانية .
وأكدت على حرص الدولة المصرية على بذل العديد من الجهود وإصدار التشريعات والقوانين والقرارات لضمان حماية المرأة من جميع أشكال العنف ضدها .
وفي الختام أكدت أن المرأة هي نصف المجتمع، فتمكينها اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً هو لب عملية الإستدامة وتحقيق الشمول والنمو الإقتصادي .
ثم تحدثت الدكتور هند فؤاد عن مفهوم دوائر العنف الأسري ضد المرأة في المجتمع موضحة مفهوم دوائر العنف يعنى سلسلة من الممارسات والسلوكيات التى تتسم بالعنف ضد الفتيات والنساء خلال مراحل حياتهن المختلفة منذ الصغر وحتى الكبر داخل الأسرة والذى يتم من قبل أفراد الأسرة.
أما العوامل الدافعة لممارسة العنف الأسرى ضد النساء واستمراره تركزت فى أساليب التنشئة الاجتماعية - التقبل المجتمعى لثقافة العنف ضد النساء والفتيات - ثقافة اللوم التى تصاحب المرأة عند البوح أو الإفصاح عن العنف - افتقاد النساء للحماية القانونية والأماكن الآمنة - صعوبة البلاغ عن العنف الأسرى .
ونوهت الدكتورة فى كلمتها أيضًا عن الآثار المختلفة المصاحبة للعنف الأسرى والتى من أكثرها ألماً وإيذاءاً الآثار النفسية التى تأخذ وقتا طويلا للتعافى بجانب الآثار الاجتماعية والجسدية والصحية التى تصاحب العنف .
ثم تطرقت إلى الآليات المقترحة لكسر دوائر العنف الأسرى من خلال العديد من الجهود والمستويات فى المعالجة .
ثم تحدث أشرف بدوي قائلاً أن الجهل وانخفاض مستويات التعليم هو أحد أهم أسباب العنف ضد المرأة وأنه يمكن مع التوعية والتدريب والتثقيف للمرأة الوصول بها إلى منع التسرب من التعليم والخروج من عباءة العادات والتقاليد والموروثات التي تأؤول إلى عدم تعليم الفتيات وتنتقل وراثيا من جيل إلى جيل .
مؤكداً ضرورة تفعيل قوانين منع تسرب الأطفال من التعليم و أوضح أن للمؤسسات الدينية دور كبير فى مواجهة العنف ضد المرأة من خلال قادة الرأى والتحدث بلطف مع أولى امر الفتيات في القرى لتغيير أرائهم ونبذ أفكارهم السلبية.
بينما أكد فضيلة الشيخ محمد عنتر عن مكانة المرأة في الإسلام وأن الله كرمها ورفع شأنها وأعلى قدرها، وكفل لها من الحقوق ما لن تجده في أي ملة أخرى، ففي الإسلام المرأة مقدَّرة إن كانت أُمًّا أو زوجة أو كانت بنتًا، ومهما طوّف الناس وتكلموا في قضية المرأة فلن يجدوا شريعة حفظت لها الحقوق، وحمتها من التجني وأكرمتها غاية الإكرام مثل شريعة الإسلام .
أعد وأدار اللقاء: ميرة محروس السيد - أخصائي إعلام بمجمع إعلام بنها
اترك تعليق