كشف أبحاث جديدة أن الإرهاق العقلي (الذهني) لفترات طويلة، يمكن أن يؤدي إلى نشاط دماغي شبيه بالنشاط أثناء النوم في المناطق المسؤولة عن ضبط النفس، مما يؤدي إلى سلوك أكثر عدوانية.
ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين خضعوا لمهام عقلية شاقة لمدة ساعة أظهروا سلوكًا تعاونيًا أقل بشكل ملحوظ، حيث انخفض التعاون السلمي من 86% إلى 41% مقارنة بالمشاركين غير المتعبين.
الدماغ لديه طريقة غريبة لإظهار التعب، حيث تبدأ أجزاء منه في إظهار نشاط يشبه النوم أثناء اليقظة. تحدث هذه الظاهرة، المعروفة باسم "النوم المحلي"، بشكل خاص أثناء الإرهاق العقلي وقد تفسر لماذا يتخذ الأشخاص المتعبون أحيانًا قرارات اجتماعية سيئة.
وبعد أداء المهام المجهدة، لعب المشاركون ألعاباً اقتصادية تتطلب درجات متفاوتة من التعاون والمنافسة. وكان أحد الاختبارات الرئيسية لعبة "الصقر والحمامة"، حيث يتعين على اللاعبين تقاسم الموارد المحدودة في بيئة معادية، والاختيار بين التعاون أو السلوك العدواني.
يوضح بييترو بيتيريني، مدير مختبر العقل الجزيئي في الكلية، أن "هذه النتائج توفر أسسًا علمية للحكمة الشعبية التي تقترح "النوم" قبل اتخاذ القرار، من خلال إظهار أن الإرهاق الأيضي داخل مناطق معينة من الدماغ يؤثر على عمليات اتخاذ القرار لدينا".
وأضاف بيتريني: "بشكل عام، تحمل هذه النتائج آثاراً مهمة على مواقف متعددة في الحياة اليومية، بما في ذلك المعاملات الاقتصادية والاتفاقيات القانونية، لأنها تثبت أنه عندما يكون الدماغ "متعباً"، فقد نتخذ خيارات تتعارض حتى مع مصالحنا".
اترك تعليق