اشادات عالمية واسعة بتنظيم مصر للمنتدي الحضري العالمي في دورته الـ 12 وإعداد جلساته المتميزة طوال الفترة من 4 إلي 8 نوفمبر الجاري. التي ناقشت القضايا والتحديات التي تواجه التنمية الحضرية في مختلف أنحاء العالم وفي مقدمتها التغيرات المناخية وتأثيراتها علي البيئة والمجتمعات.
أكد جين بيير مباسي المدير العام لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الأفريقية "UCLGAFRICA" بدعم مصر المستمر لأجندة تغير المناخ في قمة المدن الأفريقية 2025 التي تستضيفها مصر. مشيداً بنجاح المؤتمر وحسن التنظيم وإدارة الجلسات وأهميتها للمحليات علي مستوي العالم.
بدوره قال الدكتور توبياس جيرلاس منسق مجموعة "GIZ" في مصر.. لم أجد مثل هذا النظام وتوفير كل شيء في منتدي سابق. وأود تقديم الشكر للدولة المصرية.
الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة شاركت بقوة في انجاح هذا المنتدي العالمي تحت شعار كل شيء يبدأ محلياً لنعمل معاً من أجل مدن مستدامة.. منذ اليوم الأول بداية من المشاركة في الحوار رفيع المستوي حول المدن وأزمة المناخ بحضور ميشال ملينار نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة مشيرة إلي أن العالم يشهد أثاراً واضحة لتغير المناخ من خلال التقلبات والفيضانات بالإضافة إلي أن المدن تتسبب في انبعاثات غاز الاحتباس الحراري وفي نفس المدن أكثر تأثيراً بتغير المناخ وهذا يتطلب تدخلاً سياسياً يراعي الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للتصدي لهذه التأثيرات.
التجربة المصرية.. نموذج للاستدامة
وفي هذه الجلسة عرضت الوزيرة التجربة المصرية لدمج ملف تغير المناخ في المجتمعات العمرانية الجديدة. خاصة إعداد دراسات تقييم الأثر البيئي والاعتماد علي الطاقة الجديدة والمتجددة ووسائل نقل صديقة للبيئة مثل الأتوبيسات الكهربائية والدراجات وأيضاً الحفاظ علي استدامة نوعية الحياة والمشروع الذي تنفذه مصر بالتعاون مع صندوق المناخ الأخضر لمواجهة ارتفاع سطح البحر في 7 محافظات وبالشراكة مع المانيا أطلقت مصر المبادرة العالمية الخاصة بالحلول القائمة علي الطبيعة بالإضافة لاشراك القطاع الخاص وتقليل المخاطر.
كما استعرضت دور تدوير المخلفات في استدامة المدن واصدار قانون تنظيم إدارة المخلفات الذي يقوم علي فكرة الاقتصاد الدوار وكان الهدف من هذه الجلسة التعرف علي الرؤي القابلة للتنفيذ لوضعها في استراتيجيات التكيف والتخفيف للمناخ المتطرف وتحقيق أهداف محددة منها اعتماد كود وطني للمباني الخضراء وتطوير أنظمة جميع مياه الأمطار. وأن خطة المساهمات الوطنية حددت اجراءات للتكيف تعتمد علي الانذار المبكر والتنبؤ بالطقس والفيضانات لمواجهة التحديات.
القارة السمراء
وفي جلسة منظمة المدن الأفريقية مع جين بيير مباس المدير العام لمنظمة المدن والحكومات المحلية أوضحت الوزيرة ضرورة آليات التعاون لتعزيز المشاركة الأفريقية في مؤتمر الأطراف "كوب 29" بأذربيجان باعتباره مؤتمراً للتمويل وبالتعاون مع استراليا لتسيير مشاورات الهدف الجمعي الجديد وفي الجلسة أبدي رئيس منظمة المدن الأفريقية للتعاون المشترك في الكوب القادم وتأكيده أيضاً علي أهمية المبادرة الأفريقية باعتبار التكيف أولوية قصوي للقارة السمراء لحشد موارد التمويل.
أشارت الدكتورة ياسمين لأهمية صندوق الخسائر والأضرار والذي ولد في كوب 28 بمصر مما يتطلب ضرورة توحيد أصوات الوزراء الأفارقة مع مصر للمطالبة بآلية تمويل المدن الأفريقية لمواجهة أثار تغير المناخ من خلال الصندوق للخسائر والأضرار ونفس القضية سيتم التأكيد عليها في اجتماعات مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة "الأمس" مما يتطلب إعداد تقرير حول المدن المهددة من تغير المناخ في أفريقيا بأرقام ودلائل واضحة لهذه التأثيرات.
من جانبه أشاد المدير العام بدعم مصر المستمر لأجندة تغير المناخ. في قلب قمة المدن الأفريقية 2025 والتي تستضيفها مصر العام القادم مشيراً إلي أن المنظمة الأفريقية تمثل 350 مليون مواطن أفريقي. و16 ألف حكومة محلية ولها مكانتها في النهوض بالحكم المحلي في أفريقيا. كما أشاد بنجاح المؤتمر وحسن التنظيم وإدارة الجلسات وأهميتها للمحليات علي مستوي العالم.
الطبيعة والإنسان أساس الحياة
رفعت الدكتورة ياسمين فؤاد شعار الطبيعة والإنسان والبيئة هم المكون الأساسي للحياة ذلك في جلسة إحياء المراكز الحضرية التاريخية لتحقيق التوازن بين الحفاظ والتطوير بحضور محافظ القاهرة وتشين يونج عمدة نانينغ والسور ميتشين عمدة قازان بروسيا وبابلو ممثل المكسيك قالت إن دمج المناخ وصون الطبيعية في إعادة تأجيل المناطق الحضرية جزء من خطة مصر لتحقيق التنمية المستدامة وأبرزها تجربة تطوير منطقة الفسطاط من نقل المخلفات وآليات إعادة تأهيل الأرض. بالإضافة إلي عرض الفيديو التسجيلي لتحويل القاهرة التاريخية لوجهة سياحية عالمية.
كما أوضحت دور اشراك القطاع الخاص في إعادة تأهيل المناطق المتضررة منها تحويل مقلب السلام العشوائي إلي متنزه عام يعتمد علي الطاقة الشمسية واستخدام الغاز الحيوي من المخلفات وأشارت للبعد الاجتماعي وتقديم حياة كريمة من خلال بيئة صحية مع اشراك المجتمعات المحلية في تطوير المحميات خاصة أنه من المتوقع أن يعلن رئيس الوزراء الانتهاء من تطوير قرية "الغرقانة بمحمية نبق لتحسين الأوضاع المعيشية.
الزراعة الذكية
منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراع عقدت جلسة بعنوان "برنامج رفع طموح المناخ في استخدامات الأراضي الزراعية" تحدثت فيها الوزيرة عن ربط الزراعة بمواجهة تغير المناخ ودعم الاستراتيجية الوطنية للمناخ 2050 وربط اتفاقيات ريو الثلاث خاصة أن مصر من الدول التي تحتاج لمواجهة تهديدات أثار تغير المناخ قبل الدلتا لذا حرصت الدولة علي صياغة الاستراتيجية الوطنية والتي سيتم تحديثها في شهر فبراير القادم.
أشارت إلي أن مصر كانت علي وعي بالترابط بين المياه والأراضي والتنوع البيولوجي لذا تم اطلاق مبادرة "الغذاء والزراعة للتحول المستدام" بدعم من منظمة الفاو ومبادرة التوعية ومواجهة ارتفاع مستوي سطح البحر واطلاق رابطة الطاقة والغذاء والمياه "نوفي" والتي تهدف لتحقيق التوازن بين التخفيف والتكيف بالإضافة للبحث عن أنسب أنواع المحاصيل القادرة علي مواجهة الحرارة بأفضلة استخدامات للمياه.
أوضحت أن إعلان موافقة صندوق المناخ الأخضر لتنفيذ مشروع الزراعة الذكية والحصول علي تمويل عادل من شركاء التنمية ودعم صغار المزارعين واشراك القطاع الخاص.
من أجل مدن مستدامة
تسريع العمل المناخي والتحول الحضري الأخضر من أجل مدن مستدامة ومرتنة "عنوان الحلقة النقاشية شرم الشيخ خضراء التي ترأستها الدكتورة ياسمين فؤاد مشيرة إلي أن مشروع شرم الشيخ خضراء كان رحلة مليئة بالتحديات لتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وإدارة الموارد الطبيعية منها أن المدينة تستمر بتنوع مواردها الطبيعية والتنوع البيولوجي والوظائف فيها تعتمد علي السياحة وأن الوزارة ركزت علي بناء الثقة بين مختلف أصحاب المصلحة ومنها طريقة إدارة المحميات وفرض رسوم علي الأنشطة للحد من التعديات علي البيئة البحرية ومشاركة القطاع الخاص في الابلاغ عن أي تعديات وسيتم العمل علي توسيع التجربة ومنها اشراك المجتمع المحلي ُفي تطوير قرية الغرقانة وهذا يتوافق مع أهداف الاطار العالمي للتنوع البيولوجي والشعاب المرجانية التي تعد حائط الصد أمام أثار التغيرات المناخية وتعد شرم نموذجاً حقيقياً ناجح للمدن المستدامة من حيث اعتمادها علي الطاقة المتجددة مما يقلل الاعتماد علي الوقود الأحفوري وإدارة المخلفات وإعادة التدوير.
في اليوم الرابع للمنتدي الحضري تم اطلاق مبادرة المدن المستدامة وأطلس المدن المصرية حيث شاركت الوزيرة في وضع جزء الاستدامة من الأطلس مع الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية وبحضور ستيفان جاميير ممثل البنك الدولي لدي الدولة المصرية وهذه المبادرة تهدف لدفع استدامة المدن والمجتمعات المحلية ما يتوافق مع رؤية مصر 2030 واستراتيجية المناخ 2050 وبما يظهر مدي التزام مصر بالتنمية الخضرية مع الحوكمة مشيرة أنه خلال الحضور لمؤتمر المناخ بأذربيجان سيتم طرح تجربة الأطلس المصري مع الأشقاء العرب والأفارقة.
قانون المخلفات
من أهم الجلسات التي شهد حضوراً كبيراً "إعادة النظر في المخلفات الصلبة من أجل اقتصاد دائري" حيث أشارت الوزيرة أن المخلفات كانت أزمة تعاون منها الدولة المصرية في ظل غياب التحديد الدقيق علي أدوار والمسئوليات وعدم توافر التمويل ثم بدأنا في وضع البنية التحتية منذ عام 2015 واصدار قانون لتنظيم المخلفات يهدف لفصل إدارة التخطيط عن التنفيذ والإدارة مؤكدة أن جمع المخلفات مقدمة للمواطن بحاجة لتمويل لضمان الاستدامة حيث إن بناء المنظومة كلف الدولة 10 مليارات جنيه بتكلفة 2019 فتم انشاء 28 مدفن صحي وانشاء 60 محطة وسيط بالإضافة لبناء قدرات وطنية قادرة علي التعامل المنظومة بأكملها بالإضافة لتقليل التلوث البلاستيكي خاصة أن الاتفاقية القانونية الخاصة بالبلاستيك سيتم التصديق عليها بنهاية العام.
أشارت إلي أن مخلفات البناء والهدم والزراعة يوجد لها فرص استثمارية كبيرة مثل صناعة الكرتون من ألياف الموز.
وفي هذه الجلسة أشاد الدكتور توبياس جيرلاس منسق مجموعة GIZ في مصر بنجاح المنمتدي ودور مصر في التنظيم وإدارة الجلسات وذلك بناء علي حرصه علي حضور المنتدي في مختلف الدول قائلاً "لم أجد مثل هذا النظام وتوفير كل شيء في منتدي سابق وقدم الشكر للدولة المصرية".
تعاون ثنائي مع سلوفاكيا وألمانيا
كما التقطت وزيرة البيئة بوزير جمهورية سلوفاكيا لبحث التعاون الثنائي في الاقتصاد الدوار والحد من الأكياس البلاستيكية.
وفي ختام المنتدي عقدة الدكتورة ياسمين لقاءً ثنائياً مع وزير البيئة الألماني نيكلاس جيسنهوس لبحث التعاون في مبادرة الحلول القائمة علي الطبيعة والاتفاق العالمي للبلاستيك المنتظر الوصول له في نهاية العام. كما شددت علي أهمية وصول الدول للتمويل المناخي لتنفيذ أولوياتها الوطنية.
اترك تعليق