في خطوة جديدة تُتوج جهود التوجهات الاستراتيجية نحو التنمية المستدامة وتوطين الصناعة المصرية لدعم المنتج المحلى
شهدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، واللواء دكتور محمد سالمان الزملوط محافظ الوادي الجديد، توقيع مذكرة تفاهم بين جهاز تنظيم إدارة المخلفات، وشركة أبو ظبي لإدارة النفايات (مجموعة تدوير)؛ لتعزيز الفرص الاستثمارية في قطاع إدارة المخلفات وإعادة التدوير، بحضور اللواء مهندس مختار عبد اللطيف رئيس الهيئة العربية للتصنيع، وعددٌ من قيادات الوزارة والهيئة وذلك بمقر وزارة البيئة بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وأكدت وزيرة البيئة، على أن مذكرة التفاهم تهدف إلى بحث الفرص الاستثمارية المتاحة ومجالات الشراكة بين القطاع العام والخاص، وأشارت إلى أن الاستثمارات المقترحة تضم عدد من المجالات ومنها المخلفات الزراعية من خلال مشروع إنشاء مصنع لتدوير مخلفات جريد النخيل بالوادي الجديد لإنتاج أخشاب MDF، بقيمة استثمارية تصل إلى ٧٠ مليون يورو، بالتنسيق مع الهيئة العربية للتصنيع ومحافظة الوادي الجديد وجهاز تنظيم إدارة المخلفات.
من جانبه صرّح المحافظ ، بأن إجمالي عدد النخيل بالمحافظة يزيد عن ٤ مليون نخلة، ويصل إجمالي حجم المخلفات إلى ٦٧ الف ٦٢٧ طن/ السنة، وهو ما دعا إلى التوجه إلى استغلال المخلفات والتخلص الآمن منها، من خلال تصنيعها وخلق قيمة مضافة، في ظل توجه المحافظة للممارسات الآمنة بيئيًا والمستدامة ، في ظل ما تحظى به المحافظة من مقومات الاستدامة البيئية نحو منتج امن وعالى الجودة.
كما لفت أنه سبق للمحافظة التعاون مع الجانب الألماني لاختبار جودة مخلفات النخيل بالمحافظة، مُشيرًا أن النتائج أكدت صلاحية وجودة العينات في إنتاج أخشاب عالية الجودة، مُثمّنًا التعاون البنّاء بين الوزارة والمحافظة وجهاز تنظيم إدارة المخلفات لاستغلال المقومات البيئية وإنتاج أخشاب mdf من مخلفات النخيل.
وقال الدكتور مجد المرسي وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة ، أن هذه الخطوة الرائدة فى مجال تصنيع الاخشاب من تدوير مخلفات النخيل تجسد رؤية الدولة الوطنية في استثمار الموارد الطبيعية بكفاءة واقتدار ، مما يسهم في خلق فرص عمل جديدة وتحسين مستوى المعيشة لسكان الواحات ، مشيرا إلى أهمية المشروع الذى يُعزز من مكانة المحافظة كمركز صناعي متقدم، كما يعكس أيضًا التزام الحكومة بالاستدامة البيئية من خلال اعتماد تقنيات إنتاج حديثة لضمان مستوى جودة المنتج النهائي.
اضاف المرسي ، أن النخلة الواحدة تنتج حوالي خمس وعشرون سعفة نخيل في السنة والذى يتميز بقوة تحمل للضغط وقوة الانحناء والصلابة، كما أن له مظهر خارجي مميز يعرف به عن غيره من أنواع الاخشاب المصنعة الأخرى ، لافتا بأن صناعة أخشاب «الإم دى إف» و«الحبيبى»، تعتمد على جريد النخيل ومخلفاته بشكل عام، كإحدى الفرص الاقتصادية، التى يمكن من خلالها تحقيق أقصى إستفادة من هذه الأشجار، والمساهمة فى سد النقص الكبير فى الأخشاب، الذى يتم تغطيته حالياً بالاستيراد.
وبدوره كشف الدكتور محسن عبدالوهاب نقيب الزراعيبن بالمحافظة عن أهمية توقيع المذكرة واقامة أول مصنع اخشاب MDF كمشروع صناعي ونقلة نوعية تعكس مدى وعى القيادة السياسية بمتطلبات كل منطقة على حدا والتى لم تشهدها المحافظة من قبل على صعيد التنمية الزراعية وتشجيع.المنتج المحلى ، مثمنا جهود محافظ الاقليم لحرصه على تجسيد رؤية شاملة تهدف إلى بناء اقتصاد قوي ومتوازن، يُراعي حقوق الأجيال القادمة في بيئة نظيفة وصحية ، موجها الشكر والتقدير للقائمين على تنفيذ مثل هذه المبادرات والمشروعات التى من شأنها أن تفتح آفاق جديدة نحو مستقبل مشرق يعكس الطموحات الوطنية في مجال التنمية المستدامة.
اعرب محمود شاذلى مدير الجمعية المركزية لتعبئة التمور بالداخلة عن سعادته لما توليه الدولة المصرية من اهتمام وقرارات تصب في صالح مستقبل التنمية المستدامة على أرض المحافظة ، مؤكدا بإن مصر تستورد سنويا 500 ألف متر مكعب من الخشب بقيمة 350 مليون دولار، والهدف من إنشاء المصنع هو تحويل سعف النخيل "الجريد" إلى أخشاب لتوفير العملة الصعبة من استيراد الأخشاب، وحل مشكلة بيئية للتخلص من مخلفات النخيل الذى كان يتم عن طريق الحرق فى كل الأماكن، وبالتالى يؤدى ذلك إلى تلوث البيئة ، وهو بمثابة "فاتحة خير" على الجميع وانتهاء ازمة حرائق المزراعين.
تجدر الاشارة إلى أن الدراسة الخاصة بالمشروع لإنتاج 100 ألف طن متر مكعب سنويا، والمصنع مخطط الانتهاء منه خلال عام واحد فقط بالتعاون بين الهيئة العربية للتصنيع ووزارة البيئة ومحافظة الوادى الجديد، "المحافظة قدمت 75 فدانا من الأراضى مجانا لإنشاء المصنع كما قدمت وزارة البيئة دعما للمشروع.
اترك تعليق