هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

أنت تسأل ودار الإفتاء تجيب 

الخلوة الشرعية لا تجوز إلا بين المحارم

التحايل للحصول علي سيارات ذوي الهمم خيانة للأمانة وللعهد والعقد

صلاة المرأة بالملابس الضيقة صحيحة مع الكراهة

هذا ما يجب علي المسلم فعله وقت الأزمات

قراءة الفاتحة بنية شفاء المرضي وقضاء الحوائج .. جائزى شرعًا

ذهب الأم المتوفاة تركة يُقسَّم علي ورثتها الشرعيين كلّى حسب نصيبه

مقولة "اللي يحبه ربه يحبب فيه خلقه" توافق الكتاب والسنة

ترد إلي دار الإفتاء المصرية يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك وتجيب عليها لجنة الفتوي الرئيسة بالدار.


* ما حدود التعامل بين الرجل والمرأة وضوابطه. وكذلك ما حكم الخلوة الشرعية؟

** الشريعة الإسلامية لم تُحرِّم التعامل بين الرجل والمرأة بل سلكت طريقًا وسطًا في تحديد هذا التعامل. فلم تمنعه منعًا باتًّا بحيث تصير معه المرأة بمعزلي عن الناس. ولم تفتحه انفتاحا يؤدي إلي الفوضي بين الجنسين.. فالشريعة ضبطت هذا التعامل بضوابط تحفظ معها القيم والأخلاق الإسلامية. ومن بين تلك القيم أنها أمرت بحفظ حرمات الله تعالي في البصر والسمع والمشاعر. مع الابتعاد كل البعد عن الخلوة الشرعية التي لا تجوز إلا بين المحارم.

* ما رأي الشرع في التحايل علي القانون للحصول علي السيارات المستوردة لصالح ذوي الهمم؟

** من مظاهر تكريم الشريعة الإسلامية للإنسان أنْ خصَّت الشريعة ذوي الهمم بخصائص ترفع عنهم الحرج وتعينهم علي شئون الحياة. وإلي هذا أشار القرآن الكريم بقوله: "لَيْسَ عَلَي الْأَعْمَي حَرَجى وَلَا عَلَي الْأَعْرَجِ حَرَجى وَلَا عَلَي الْمَرِيضِ حَرَجى".. كما ورد في السُّنة النبوية ما يدلُّ علي رفع الحرج عن أصحاب الأعذار جميعًا» فعن عمران بن حصين رضي الله عنه -وكان له عذر يحول دون صلاته قائمًا- قال: فسألت النبي صلي الله عليه وآله وسلم عن الصلاة. فقال: "صَلِّ قَائِمًا. فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا. فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَي جَنْبي".

ومن هذا المنطلق- تخصص الدولة ذوي الهمم ببعض الاختصاصات» للاستعانة بها في شئونهم. ولاستثمار طاقاتهم في الحياة» للسعي بهم نحو حياة أفضل لهم. ومن ذلك تخصيص الدولة سياراتهم بإعفائها من الضرائب الجمركية أو من بعض المستحقات المالية.


وأي احتيال أو تلاعب غير قانوني بجانب كونه عملًا غير شرعي ولا أخلاقي. فإنه يذهب بهدف هذا التخصيص. بل يؤدي إلي الإضرار بالرعاية بذوي الهمم أنفسهم من ناحية. ويعود علي الدولة بالإضرار من ناحية.. فالاحتيال والتلاعب مخالف للوفاء بالعقد والوعد. وقد قال تعالي: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ". وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلي الله عليه وآله وسلم قال: "الْمُسْلِمُونَ عَلَي شُرُوطِهِمْ مَا وَافَقَ الْحَقَّ مِنْهَا". كما أنَّه من خيانة الأمانة.

وندعو المجتمع إلي التعاون والتكافل لحفظ حقوق ذوي الهمم. ولإيصالها لمن يستحقها. وعلي مؤسسات الدولة اتخاذ التدابير اللازمة لوصول التخصيص لمستحقيه.

* ما حكم صلاة المرأة بالبنطلون وعليه بلوزة طويلة؟

** من المقرر شرعًا أن ستر العورة شرط من شروط صحة الصلاة. فلا تصح الصلاة بدون سترها» فعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال: "لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ حَائِضي إِلَّا بِخِمَاري" والمقصود "بحائض" أنها بلغت المحيض.. ويشترط في الثوب الساتر للعورة داخل الصلاة ألَّا يكشف العورة أو يشفها. أما ما يصفها من الملابس الضيقة» كالبنطلون الضيق ونحوه. فتصح الصلاة فيها مع الكراهة.

* ما الذي يجب علي المسلم فعله وقت الأزمات؟

** في وقت الأزمة ينبغي الرجوع إلي الله تعالي والتذلل إليه بالدعاء بكشف الضر ورفع البلاء.. والاعتقاد بأن الله وحده قادر علي رفع البلاء من غير حول منا ولا قوة. وحسن الظن به سبحانه وتعالي.. مع الأخذ بأسباب الوقاية وأساليب النجاة والتعاون والتكاتف والمشاركة فيما يعود بالنفع علي الآخرين. والإكثار من فعل الخيرات.. وكذلك الالتزام بتعليمات الجهات المسؤلة. وحث الآخرين علي القيام بها. وعدم التهاون في شيء منها.. والكف عن تناقل الأخبار السيئة وترويع الناس.. بالإضافة إلي الحرص علي تقوي الله تعالي وتجنب معصيته. ولزوم الاستغفار والتوبة عما قد سبق من الآثام.

* ما حكم قراءة سورة الفاتحة بنية شفاء المرضي وقضاء الحاجات. وهل يعد قراءتها في تلك الحالة من الأمور المباحة أم البدع المستحدثة في الدين؟

** سورة الفاتحة هي خير سور القرآن الكريم وأعظمها. وقد تكاثرت النصوص الدالة علي فضائل هذه السورة العظيمة.. وقراءتها بنية شفاء المرضي وقضاء الحوائج أمرى جائزى شرعًا. وهذا ما جري عليه عمل الأمة سلفًا وخلفًا. ولا عبرة بتلك الأقوال التي تُضيِّقُ علي الناس ما وسَّعه الشرع الشريف.

فقد جاء عن الصحابي الجليل سيدنا أبي سعيد الخدريُّ رضي الله عنه أنه كان يجعلها رقية يرقي بها دون أن يوجِّهه النبي صلي الله عليه وآله وسلم لذلك. فلما أخبر النبيَّ صلي الله عليه وآله وسلم بما فعل لم يُنكِر عليه ولم يجعل ما فعله مِن قَبِيل البدعة. بل استحسنه وصوَّبه. كما ورد في الصحيح.

* ما حكم إخراج الزكاة علي ذهب المرأة المستعمل للزينة؟.. وما مدي استحقاق البنات في ذهب الأم المتوفاة؟

** القول المعتمد للفتوي هو عدم وجوب الزكاة في حُلِيّ المرأة المُستعمل في الزينة» حتي وإن بلغ وزنُه ما بلغ. وهذا هو قول الجمهور من المالكية والشافعية الحنابلة.. لما روي أَنَّ السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّي اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ تَلِي بَنَاتَ أَخِيهَا يَتَامَي فِي حَجْرِهَا لَهُنَّ الْحُلْيُ. فَلَا تُخْرِجُ مِنْ حُلِيِّهِنَّ الزَّكَاةَ.

أما عن استحقاق البنات في ذهب الأم المتوفاة فهذا الذَهَب الذي كانت تملكه وقت حياتها هو تركةى عنها بعد وفاتها. ويُقسَّم علي جميع ورثتها الشرعيين كلّى حسب نصيبه الشرعي.. وليس كما يظن البعض من أنَّ الذهب من حق البنات فقط فهذا ظن غير صحيح. ولا يترتب عليه أي أثر شرعيّي.

* ما مدي صحة مقولة "اللي يحبه ربه يحبب فيه خلقه"؟

** هذه المقولة موافقة للمعني الذي ورد في كتب السنة والذي دلَّ علي أنَّ من علامات القبول التي وعد الله تعالي بها أولياءَه وأهلَ رضاه أن يجعل محبتهم في قلوب الناس.. لما ورد في الصحيحين أن النبي- صلي الله عليه وآله وسلم- قال:" إِذَا أحَبَّ اللهُ العَبْدَ نَادَي جِبْرِيلَ عليه السلام: إنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانًا فأحِبَّهُ. فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ. فيُنَادِي جِبْرِيلُ في أهْلِ السَّمَاءِ: إنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانًا فأحِبُّوهُ. فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّمَاءِ. ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ".

وقال الله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا "مريم: 96". جاء في تفسير تلك الآية: "يُحبُّهم ويُحبِّبُهم إلي خلقه". وفي لفظ: "يُحبُّهم ويُحبِّبُهم إلي المؤمنين".





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق