هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

علمتني المحنة.. اختيار ربي هو الأفضل دائماً

رحل زوجي فجأة وبدون أي مقدمات وكان يتحمل كل مسئولية البيت الخارجية وكانت كل مهامي تنحصر في رعايته وأولادنا لا أعرف حتي كيف اشتري مستلزمات البيت.. شعرت وقتها إنني وقعت في بئر عميق لن أخرج منه وأظلمت الدنيا في عيني.. سمعت صوتا داخليا يقول لي إن الله هو من كان يرزقنا وليس زوجي وانه لن يتخلي عنا.


حاولت أن أقف علي قدمي سريعا لأن خلفي أربعة أطفال في عمر الزهور في حاجة لمن يكمل معهم مشوار الحياة.. استعنت بالله وكنت أناجيه ليل نهار وأساله كيف سأربي أولادي وأنا لا أملك دخلا ولا خبرة وليس من بين أهلي من يقدر علي مساعدتي وقتها بعثت لكم ووافقتم علي الوقوف معي حتي يتم صرف معاش زوجي أو أجد فرصة عمل..  تأخر صرف معاش زوجي وتعقدت إجراءاته ولا أدري لماذا بينما لم تتأخر استجابة ربي لدعائي لأنني كنت أعلم أنه هناك من هم أحق مني بالمساعدة التي أتلقاها منكم وكنت أدعو الله ان أستغني عنها سريعا.. فذات يوم بينما كنت أتسوق وجدت إعلانا عن فرصة عمل في مكتبة كبيرة.

نسيت ما كنت أريد شراءه ودخلت أسأل عن متطلبات الوظيفة ووجدت تيسيراً غير عادي لدرجة أن صاحب المكتبة طلب مني استلام العمل في اليوم التالي وعندما شرحت له ظروفي عرض علي اختيار وقت وعدد ساعات العمل المناسبة لي بما لا يؤثر علي رعايتي لأولادي.

بدأت العمل بكل حماس وعادت المركب للسير من جديد.. أخبرني صاحب المكتبة أنه مطلق وليس لديه أولاد ولديه متسع من الوقت ليتحمل عني معظم ساعات العمل وأكد لي أنه يمكنني الحصول علي إجازة في أي وقت إذا احتاج أولادي لذلك وقتها عرفت أن هذا العمل من تدبير ربي فشكرته كثيراً.

وبعد مرور عام كامل علي وفاة زوجي عدت للبحث عن سر تأخير صرف معاشه وكانت المفاجأة أنه كان متهما بالاختلاس وكان يخضع للتحقيق قبيل وفاته واكتملت إجراءات التحقيق وثبتت إدانته وحرم من أي مستحقات.

كانت صدمة كبيرة استغفرت الله لزوجي وقتها علمت أن وفاته كانت خيراً لنا حتي لا يطعمنا من الحرام

تجددت أحزاني من جديد ولم أخبر بها أحد حتي لا أشوه صورة زوجي رحمة الله وغفر له.

وإذا بربي يعوضني خيرا منه عندما طلب صاحب المكتبة الزواج مني وأن يكون أولادي وأولاده.. والآن مر خمسة شهور علي زواجي منه كان خلالها نعم الزوج ونعم الأب لأولادي ونعم العوض من ربي.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق