السلطان الأشرف أبو النصر قايتباى ، ولد فى بضع وعشرين وثمانمائة من الهجرة بالقفجاق على نهر الفولجا بروسيا الحالية ، استقدمه تاجر للعبيد يدعى محمود بن رستم إلى مصر سنة (839هـ/1435م) وكان عمره (13) سنة ولذلك ظهر فى ألقابه المحمودى .
اشتراه السلطان برسباى بمبلغ خمسين ديناراً ، ولما توفى برسباى اشتراه السلطان جقمق وظهر فى ألقابه الظاهرى نسبة إلى الظاهرى جقمق الذى أعتقه وعينه فى وظيفة جمدار ( المشرف على ملابس السلطان ، ثم جعله خاصكياً ( من ضمن الأشخاص الموكول إليهم الدخول على السلطان فى خلوته ، ثم عين بعد ذلك فى وظيفة دودار أى حامل دواة السلطان وقلمه ، وتوالت عليه الترقيات بعد ذلك حتى أصبح سلطاناً على مصر والشام ومن هذه الوظائف فى عهد السلطان إينال أنعم الله عليه برتبة أمير عشرة وعين كذلك فى وظيفة رأس نوبه الجمداوية .
وعين كذلك أمير طبلخانة فى عهد السلطان خشقدم الذى أنعم عليه برتبة مئه مقدم ألف ، وبعد ذلك فى عهد السلطان يلباى عين أيضاً بعد ذلك أتابكاً العساكر ، وبعدها عين فى وظيفة النظر على البيمارستان المنصورى ، وتولى سلطنة البلاد فى الفترة من سنة (872-901هـ/1468-1497) ،
وهكذا أصبح قايتباى سلطاناً للبلاد وعمره (55) سنة ، ومن أهم صفاته طول القامة نحيف الجسد ، عربى الوجه ، وعليه سكينة ووقار ، وافر العقل ، سديد الرأى ، شجاع عارف بأنواع الفروسية .
حكم قايتباى مدة (29) منه وعده شهور وهذا أدى إلى استقرار الأحوال السياسية والفنية ، ولم ينغص هذا الاستقرار إلا الحروب التى دارت بينه وبين شاه سوار وحسن الطويل ملك العرافين وبعض هجمات العربان بالبحيرة كما تفشى فى عهده الطاعون والوباء الأسود فقضى على كثيراً من المصريين والمماليك من بينهم إبنه السلطان .
لقايتباى المنشآت العديدة فى مدن عديدة كالقاهرة ، والإسكندرية ودمياط وطنطا ودسوق والصالحين ، بل خارج مصر فى الحجاز والمدينة المنورة والقدس الشريف ودمشق وغيرها ، ويمكن أن نقول أنه ترك أسمه على ما يزيد من سبعين أثراً بالإضافة إلى التجديدات التى قام بها على العمارات السابقة .
توفى يوم الأحد 27 من ذى القعدة سنة 901هـ ودفن بقبته الضريحية بجبانة المماليك بالصحراء وذلك فى اليوم التالى الأثنين 28 من ذى القعدة .
اترك تعليق