عامُ يتوق فيه الناس الى الراحة من مشاهد القسوة اليومية والتدمير والقتل واشلاءات البشر التى لا يتورع عدو غاشم ان يتعمدها بشكل يومى مع اُؤناس عُزل فى غزة
عام اغلق حلقته اليوم 7 اكتوبر 2024 طرفه نفس اليوم 2023
وبتلك المُناسبة نستعيد بعض مما ذكره الله تعالى فى قصص بنو اسرائيل مما اورده فى كتابه الكريم فى رحاب قوله تعالى
"وَٱدۡخُلُواْ ٱلۡبَابَ سُجَّدٗا وَقُولُواْ حِطَّةٞالى قوله تعالى " فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ " البقرة58:59
ففى تلك الايات يُبين المولى عز وجل تصرف اكثرُ بنو اسرائيل المُخزى حينما امرهم بدخول بيت المقدس وفتح الارض المُقدسة بعدما تجاوز عنهم واخرجهم من التيه الذى كتبه عليهم بعد اتخاذهم العجل الهاً يعبدونه من دونه سبحانه
فلما دعوا الله تعالى وقالوا _يا ربَّنا حُطَّ عنَّا خَطايانا، فماذا فعَلوا "فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا "؟!
جاء فى التفسير للاية قول ابن كثير - رحمه الله " وهذا كان لما خرجوا من التيه بعد أربعين سنة مع يوشع بن نون - عليه السلام - وفتحها الله عليهم عشية جمعة ، وقد حبست لهم الشمس يومئذ قليلا حتى أمكن الفتح ، ولما فتحوها أمروا أن يدخلوا الباب { باب البلد } سجداً أي شكراً الله تعالى على ما أنعم به عليهم من الفتح والنصر ورد بلدهم عليهم وإنقاذهم من التيه والضلال
قال العلماء_ بدَّلوا الفعلَ، بدلًا من السجودِ دخلُوا يزحفون على أدبارِهم، وقيلَ: يزحفون إلى الخلفِ. وبدَّلوا القولَ أيضًا، فبدلًا من دعاءِ اللهِ أن يحُطَّ عنهم خطاياهم ويغفرَ لهم بقولهم: حِطَّة، قالوا مستهزئين: حنطة، حبَّةً في شَعْرةٍ، في غايه الاستهزاءِ.
ولما فتحَ اللهُ عليهم بيتَ المقدسِ كان ينبغي عليهم التواضعُ للهِ والسجودُ وشكرُه واستغفارُه.
قال الإِمام ابن كثير : " وحاصل ما ذكره المفسرون وما دل عليه السياق ، أنهم بدلوا أمر الله لهم من الخضوع بالقول والفعل ، فأمروا أن يدخلوا الباب سجداً ، فدخلوا يزحفون على أستاهم رافعين رؤسهم ، وأمروا أن يقولوا : حطة ، أي احطط عنا ذنوبنا وخطايانا فاستهزءوا وقالوا : حطنة في شعيرة ، وهذا في غاية ما يكون من المخالفة والمعاندة ، ولهذا أنزل الله بهم بأسه وعذابه بفسقهم وخروجهم عن طاعته"
وفى التأمل فى ايات الله تعالى نُقارن بين فعل النبى صل الله عليه وسلم وما فعله بنو اسرائيل
ففى فتحُ مكة ورد قوله تعالى "إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ • وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا • فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا"النصر: 1-3.
وهذا ما فعلَه نبيُّنا صلى الله عليه وسلم وأصحابُه، فتأمَّلِ الفرقَ بين فتحِ بني اسرائيلَ بيتَ المقدِسِ وفتحِ نبيِّنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم مكَّةَ؛ دخلَها ورأسُه يكاد يمسُّ عنقَ راحلتِه تواضُعُا للهِ، دُخولَ المُخبِتين لا دُخولَ الجبابرةِ الطاغين.
اترك تعليق