هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

العلم ومكانة المعلم فى اليوم العالمي للمعلمين

العلم وسيلة إلى كل فضيلة يرفع الصعلوك إلى مجالس الملوك

يحتفل العالم اليوم السبت، بيوم المعلمين العالمى، وهو يوم دولي يقام سنويا فى 5 أكتوبر، تأسس عام 1994 للاحتفال بتوقيع عام 1966 على توصية اليونسكو ومنظمة العمل الدولية بشأن وضع المعلمين.


يوضح لنا فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عيد عبد الفتاح استاذ اللغويات ووكيل كليه اللغه العربيه بجامعة القاهرة مكانة العلم ومكانة المعلم
الْعِلْم وَسِيلَة إلَى كُلِّ فَضِيلَةٍ، ‌والْعِلْم ‌يَرْفَعُ الصُّعْلُوكَ إلَى مَجَالِسِ الْمُلُوكِ، ويَجْعَلُ الْفَقِيرَ فِي مَكَانِ الْأَمِيرِ. 


وأشار فضيلته إلى أن كَانَ نَافِعُ بْنُ عَبْدِ الْحَارِثِ الْخُزَاعِيُّ – رضي الله عنه - وَالِيًا عَلَى مَكَّةَ مِنْ قِبَلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ – رضي الله عنه - فخَرَجَ مِنْ مَكَّةَ لِيَسْتَقْبِلَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فلَقِيَ عُمَرَ – رضي الله عنه - بِعُسْفَانَ (مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ والْمَدِينَةِ)، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَنِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَى أَهْلِ الْوَادِي؟ (أَيْ: عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ؟) قَالَ: اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْهِمْ ابْنَ أَبْزَى، قَالَ: وَمَنِ ابْنُ أَبْزَى؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنْ مَوَالِينَا، قَالَ عُمَرُ: اسْتَخْلَفْتَ عَلَيْهِمْ مَوْلًى؟ قَالَ: إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى، عَالِمٌ بِالْفَرَائِضِ، قَاضٍ، قَالَ عُمَرُ – رضي الله عنه -: أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا، ‌وَيَضَعُ ‌بِهِ ‌آخَرِينَ". 
وَرَحِمَ اللهُ الْقَائِلَ:

رَأَيْتُ رَفِيعَ النَّاسِ مَنْ كانَ عالِمًا  *  وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي قَوْمِهِ بِحَسِيبِ
إِذا حَلَّ أَرْضًا عاشَ فِيها بِعِلْمِهِ  *   وَما عالِمٌ فِي بَلْدَةٍ بِغَرِيبِ
وقال التَّابِعِيُّ الْجَلِيلُ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ – رضي الله عنه -: "‌يَتَشَعَّبُ ‌مِن ‌الْعِلْمِ (‌الشَّرَفُ) وَإِنْ كَانَ صَاحِبُهُ دَنِيئًا، و(الْعِزُّ) وَإِنْ كَانَ صَاحِبُهُ مَهِينًا، و(الْقُرْبُ) وَإِنْ كَانَ صَاحِبُهُ قَصِيًّا، و(الْغِنَى) وَإِنْ كَانَ صَاحِبُهُ فَقِيرًا، و(النُّبْلُ) وَإِنْ كَانَ صَاحِبُهُ حَقِيرًا، و(الْمَهَابَةُ) وَإِنْ كَانَ صَاحِبُهُ وَضِيعًا، و(السَّلَامَةُ) وَإِنْ كَانَ صَاحِبُهُ سَقِيمًا". 
 ويوضح فضيلة الدكتور أحمد عيد عبد الفتاح أن لِلْمُعَلِّم حَقٌّ عَلَى النَّاسِ وعلَى الْمُتَعَلِّمِينَ؛ فلَا بُدَّ أَنْ يُحْتَرَمَ، ولَا بُدَّ أَنْ يُقَدَّرَ، ولا بُدَّ أَنْ يُطَاعَ في تَوْجِيهَاتِهِ، وقَدْ قَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ -: "لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا، ‌وَيَعْرِفْ ‌لِعَالِمِنَا ‌حَقَّهُ". 
بالْعِلْمِ سَعِدَ مَنْ سَعِدَ، وبالْعِلْمِ فَازَ مَنْ فَازَ، والْعُلَمَاءُ في كُلِّ عِلْمٍ مِنَ الْعُلُومِ النَّافِعَةِ للبَشَرِيَّةِ سُعَداءُ فَائِزُونَ ما دَامُوا مُخلِصِينَ، قَالَ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ: (مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَظُمَتْ قِيمَتُهُ، وَمَنْ كَتَبَ الْحَدِيثَ قَوِيَتْ حُجَّتُهُ، وَمَنْ تَفَقَّهَ نَبُلَ قَدْرُهُ، وَمَنْ تَعَلَّمَ الْعَرَبِيَّةَ رَقَّ طَبْعُهُ، وَمَنْ تَعَلَّمَ الْحِسَابَ جَزُلَ رَأْيُهُ، وَمَنْ لَمْ يَصُنْ نَفْسَهُ لَمْ يَنْفَعُهُ عِلْمُهُ).
والْعِلْمُ أَشْرَفُ مَا رَغِبَ فِيهِ الرَّاغِبُ، وَأَفْضَلُ مَا جَدَّ فِيهِ الطَّالِبُ. جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ – رضي الله عنه - فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ لَهُ: الْعِلْمُ، ثُمَّ سَأَلَهُ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: الْعِلْمُ، قَالَ: إِنَّمَا أَنَا أَسْأَلُكُ عَنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ، وَأَنْتَ تَقُولُ: الْعِلْمُ، قَالَ: وَيْحَكَ، إِنَّ مَعَ الْعِلْمِ بِاللَّهِ تَعَالَى يَنْفَعُكَ ‌قَلِيلُ ‌الْعَمَلِ ‌وَكَثِيرُهُ، وَمَعَ الْجَهْلِ بِاللَّهِ لَا يَنْفَعُكَ قَلِيلُ الْعَمَلِ وَلَا كَثِيرُهُ.
فأَحِبُّوا الْمُعلِّمِينَ وجَالِسُوهُمْ، وخُذُوا عَنْهُمْ وأَكْرِمُوهُم؛ فَقَدْ قَالَ أَحَدُ السَّلَفِ: كَانَ أَشْيَاخُنَا يَقُولُونَ: جَالِسِ الْعُلَماءَ؛ ‌فإنَّكَ ‌إنْ ‌أَصَبْتَ ‌حَمَدُوكَ، وإنْ أَخْطَأْتَ عَلَّمُوكَ، وإنْ جَهِلْتَ لم يُعَنِّفُوكَ. ولا تُجالِسِ الْجُهَّالَ؛ فإنَّكَ إنْ أصَبْتَ لم يَحْمَدُوكَ، وإنْ أَخْطَأْتَ لم يُعَلِّمُوكَ، وإنْ جَهِلْتَ عَنَّفُوكَ، وإنْ شَهِدُوا لكَ لم يَنْفَعُوكَ.
ونختم بأبياتٍ من قصيدةٍ قُلْتُهَا عن (المعلم)، وهي:
أَرَأَيْتَ أَعْظَـمَ أَوْ أَغَرَّ مِنَ الَّذِي *  نَالَ الثَّنَاءَ مِنَ النَّبِيِّ جَــــزِيلَا؟
أُسْتَاذُكَ الْبَنَّاءُ نُورٌ فِي الدُّجَى * حَتَّى يُوَسَّـدَ فِي التُّـــرَابِ نَزِيلَا
أَعْطَــاهُ رَبُّكَ فِي الْكِتَابِ مَـــزِيَّةً  *  وَعَطَـــــاءُ أَحْمَــدَ زَادَهُ تَبْجِـــيلَا
عَيْنُ الرَّشَـادِ تُنِيرُ دَرْبَ السَّالِكِيـ * ـنَ إلَى الْعُلَا مُسْتَلْهِمِينَ دَلِيلَا
يَكْفِي أَمِيـرُ الشِّعْرِ شَـوْقِي شَاهِدًا * جَعَلَ الْجَمَالَ لِشِعْـرِهِ إِكْلِيلَا
وَعَلَى طَرِيقِ الْعُـرْبِ جَاءَ مُعَبِّــرًا  *  وَمُعَلِّــمًا سِحْـــرَ الْبَيَانِ الْجِيــلَا
وَمُسَطِّـرًا بالشِّعْـــرِ تَارِيخَ الْوَرَى *  ومَجِـــيءَ عَمْرٍو فَاتـِـحًا وَالنِّيـلَا
وَأَجَادَ فِي مَدْحِ النَّبـِيِّ عَرَائِسًا  *  هُنَّ الْحِسَانُ، وَمَا رَأَيْتُ مَثِيلَا
كلُّ عامٍ وكُلُّ مُعَلِّمٍ ومُعَلِّمَةٍ بَخَير حَالٍ، ورِفْعَةُ شَأنٍ، وراحَةُ بالٍ، كُلُّ عامٍ وأبناؤُنَا من عِلْمِهِم ناهِلُونَ، وعَلَى تَقْدِيرِهِم واحتِرَامِهِم والْوَفاءِ لَهُمْ مُقِيمُونَ.
*****





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق