هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

حالة ثالثة للحياة .. تبدأ بعد الموت

في علم الأحياء. يستكشف العلماء خبايا فكرة غامضة تُعرف باسم "الحالة الثالثة". وهي ظاهرة مخيفة ومثيرة للرهبة عندما يمكن لخلايا الكائن الحي أن تقوم بوظائف جديدة حتي بعد موته.


عالم الأحياء بجامعة واشنطن بيتر نوبل وباحث المعلومات الحيوية أليكس بوزيتكوف من مركز مدينة الأمل للسرطان في كاليفورنيا.يشرحان في مقال نُشرته مجلة Conversation كيف فاجأتهم هذه"الروبوتات الغريبة" بقدرتها علي البقاء حية بعد موت الكائن المضيف. في يوليو. نشر الباحثون مراجعة شاملة بمجلة Physiology  حول الدراسات الكثيرة السابقة والتي تُظهر إمكانات هذه الروبوتات البيولوجية. من الحالة الثالثة. لتوفير علاجات مبتكرة.

يركز المؤلفان علي دراسة من جامعة تافتس. استخرجت خلايا الجلد من أجنة الضفادع الميتة وراقبتها وهي تعيد تنظيم نفسها في كائن حي جديد متعدد الخلاياأطلقوا عليه اسم"xenobots".وعلي النقيض من خلايا الأورام والعضويات التي تنقسم باستمرار بعد الموت. اكتسبت هذه الروبوتات الغريبة سلوكيات جديدة تتجاوز أدوارها البيولوجية. ووجدت الدراسات أيضًا هذه القدرة في خلايا الرئة البشرية. مما أدي لإنشاء روبوتات تستطيع تجميع نفسها والتحرك.

هناك قائمة طويلة من العوامل التي تؤثر علي كيفية استمرار هذه الخلايا بعد الموت. ومنها الوقت المنقضي بعدالوفاة. والعدوي. والصدمة. والنشاط الأيضي. بجانب عوامل أخري كالعمر والصحة والجنس. لا تزال الفرضية الجارية حول سبب حدوث ذلك لغزًا. ولكن هناك نظرية رائدة.

كتب المؤلفون: "إحدي الفرضيات تتمثل في أن القنوات والمضخات المتخصصة الموجودةبالأغشية الخارجية للخلايا تعمل كدوائر كهربائية معقدة. تولد هذه القنوات والمضخات إشارات كهربائية تسمح للخلايا بالتواصل مع بعضها البعض وتنفيذ وظائف محددة مثل النمو والحركة. وتشكيل بنية الكائن الحي الذي تشكله".

الأمل الحقيقي الذي تحمله هذه الروبوتات هو إمكانية استنباتها من أنسجة حية بينما يكون المريض علي قيد الحياة. وإذا تمكن العلماء من هندسة هذه الروبوتات لتوصيل الأدوية التي يحتاج إليها المريض بشدة. فمن غير المرجح أن تؤدي هذه الخلايا إلي إحداث رد فعل مناعي. كما يمكن لهذه الروبوتات أن تخفف من أسباب تصلب الشرايين والتليف الكيسي.

ولحسن الحظ. فإن هذه الحالة الثالثة ليست عالمًا خالدًا حيث تعيش الخلايا إلي ما لا نهاية. بل إنها تموت عادة بعد أربعة إلي ستة أسابيع. وبالتالي فأي أدوية تقدمها هذه الروبوتات لن تتسبب عن غير قصد في ترسيخ الخلايا الغازية. مما يؤدي إلي قتل المريض بدلا من علاج المرض.

العلماء علي وشك فهم هذه "الحالة الثالثة" البيولوجية. ولكن هذه النتائج المبكرة تظهر أن الحياة والموت ليسا بالأبيض والأسود كما كنا نعتقد.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق