"الحميراء" لفظ يُطلق على السيدة عائشة رضي الله عنها فهل يجوز إطلاق لفظ "الحميراء" على ام المؤمنين وزوج النبي صلى الله عليه وسلم؟ وهل هو لقب أطلقه عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليها؟ وما معناه؟
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها كانت تتصف بالحميراء، لشدة بياضها. و"حميراء" تصغير "حمراء"، وهي البيضاء، وقد أطلق عليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا الوصف.
وقد ورد عَنِ السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الشَّيْءُ الَّذِي لَا يَحِلُّ مَنْعُهُ؟ قَالَ: «الْمَاءُ، وَالْمِلْحُ، وَالنَّارُ»، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الْمَاءُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا بَالُ الْمِلْحِ وَالنَّارِ؟ قَالَ: «يَا حُمَيْرَاءُ، مَنْ أَعْطَى نَارًا، فَكَأَنَّمَا تَصَدَّقَ بِجَمِيعِ مَا أَنْضَجَتْ تِلْكَ النَّارُ، وَمَنْ أَعْطَى مِلْحًا، فَكَأَنَّمَا تَصَدَّقَ بِجَمِيعِ مَا طَيَّبَ ذَلِكَ الْمِلْحُ، وَمَنْ سَقَى مُسْلِمًا شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ، حَيْثُ يُوجَدُ الْمَاءُ، فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ رَقَبَةً، وَمَنْ سَقَى مُسْلِمًا شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ، حَيْثُ لَا يُوجَدُ الْمَاءُ، فَكَأَنَّمَا أَحْيَاهَا» أخرجه ابن ماجه في "سننه".
وقال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى في "سير أعلام النبلاء" (2/ 139-140، ط. مؤسسة الرسالة): [عَائِشَةُ رضي الله عنها مِمَّنْ وُلِدَ فِي الإِسْلامِ ... وَكَانَتِ امْرَأَةً بَيْضَاءَ جَمِيْلَةً، وَمِنْ ثَمَّ يُقَالُ لَهَا: الحُمَيْرَاءُ، وَلَمْ يَتَزَوَّجِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ بِكْرًا غَيْرَهَا، وَلا أَحَبَّ امْرَأَةً حُبَّهَا، وَلا أَعْلَمُ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، بَلْ وَلا فِي النِّسَاءِ مُطْلَقًا، امْرَأَةً أَعْلَمَ مِنْهَا] اهـ.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
اترك تعليق