هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

"رب نجنى وأهلى مما يعملون"

ماذا لو حذفنا هذه المشاهد ليوسف شعبان وخالد الصاوى وغادة عبدالرازق!!

ناقشت خالد الصاوي فى برنامج تليفزيونى حول مشاهد الشذوذ التى قدمها فى فيلم عمارة يعقوبيان وأكد على اعتزازه بها وانه قد اجاد تجسيد هذا الدور حتى يلفت الانظار إلى أفعال الشواذ وانهم مرضى يجب التعامل معهم على هذا الأساس.. وفى قول آخر وكما يقول الغرب: هى حرية شخصية.. وكان ردى انها لم تضف إلى موهبته شيئاً.. بل انها اعطته مساحة للجدل والانتشار وقدرته على تجسيد كافة الأدوار.. ويظل السؤال الأهم: هل هذه النوعية التى قدمها للسينما المصرية فى عدة أفلام حاربت ظاهرة الشذوذ ام انها ساهمت فى نشرها والاعلان عنها؟!.


ناقد زميل على الجانب الآخر ايد ما جاء به الصاوى واشاد به وكان رأيه ان الشذوذ مثل كافة الظواهر الموجودة بالمجتمع.. يجب الاعلان عنها وعدم وضع الرؤس فى الرمال.. وهو منطق سخيف ومغلوط لأن ما يصلح للخواجة فى أوروبا والدول المتقدمة لا يليق بعربى مسلم أو مسيحى أو حتى يهودى بنص دينه صراحة على ان الشذوذ جريمة فى حق الله والناس والنفس وهناك فارق بين فرد يخطئ فى غرفة مغلقة وحسابه بينه وبين ربه الذى يعلم السر واخفى.. وبين ان يكون هذا الفرد من أصحاب الأسماء اللامعة.. ويظهر فى عمل فنى يحمل على ظهره مبررات فعلته.. بسبب تدليل امه له صغيراً.. فهل كل طفل مدلل هو شاذ عندما يكبر؟!.

شغل خواجات

عندما اطل علينا مخرج كبير وحكى فى أكثر من فيلم كيف انه ينتمى إلى أصحاب الأفعال الشاذة قالها عن نفسه وبوضوح والمعروف ان افلامه تحكى سيرته الذاتية وهو بذلك يلاغى الدول التى كانت تمول أغلب أفلامه وتحتفل بها.. ورغم ان خالد الصاوى عاد واعترف بعد فترة بانه يشعر بالندم على دوره فى عمارة يعقوبيان وجاء ذلك بعد اشهر مما دار بينى وبينه تليفزيونياً.. لكن شاهين ذهب إلى ربه بما قدم وهى مسألة لا ينبغى ان نخوض فيها لأن حسابه عند خالقه.

ولا يدهشك ذلك لأن الكثير من فنانات ما يسمى بالاغراء تخرج بعين جريئة لتقول: لست نادمة على ذلك؟.. وهى تعرف من داخلها انها تخرج لسانها لمجتمع يرفض كل ما يبعد عن ثقافته وتقاليده وآدابه.. وفى الفن من حقك ان تتكلم فى كل شئ.. لكن بشرط ان توازن بين الخير والشر.. وتترك المتفرج يحكم بنفسه.. فلا تصور اللص السارق الفاسد على انه الطيب الذى يعطف على الفقراء والسرقة هى السرقة محرمة فى كافة الأديان السماوية مثل الزنا الذى يسميه البعض على الشاشة حباً.. حتى وصلنا إلى الحب الحرام وسبقتنا فى ذلك تركيا المسلمة.. بالعشق الاسود والفوشيا.. عندما يحب الشاب الحليوة زوجة عمه!!

والفن يستطيع ان يأخذ المجتمع إلى حيث يريد.. والدليل امامنا، فما انتشر التدخين إلا عن طريق السينما ولما جرى منع الاعلان صراحة عن التدخين لجأ أهل الفن إلى الاعلان غير المباشر.. بان تكون السيجارة فى يد النجم أو النجمة أغلب الوقت مثلما كانت تأخذه إلى الخمر ويشرب لكى ينسى مع ان صاحب المشكلة يحتاج إلى الوعى لكى يفكر بعمق فى حل ازمته ولا يسقط فى الغيبوبة ويفقد ما تبقى من رشده فاذا به يتحول إلى جرائم اخرى أكبر.

وقد ساهم الأدب بشكل أو بآخر بعبارة مستهلكة ومتوارثة تقول وجذب انفاسا من سجارته وسحابات الدخان تتلوى امامه.. يا سلام يا سلام.. فماذا كانت النتيجة مات أغلب أهل التدخين على الشاشة بسرطان الرئة.. وانزلق اغلب الشباب إلى مستنقع الدخان سجائر شيشة واخيراً هذه البدعة الجديدة الإلكترونية فتراه يمشى كأنه قطار الفحم بتاع زمان.. فارس الفرسان.. يعنى خيبة كبري وصفها الأطباء بأنها اشد لعنة وخطراً.. السيجارة العادية.. وانظر إلي انتشار المقاهي اقصد.. الكافيهات باسمها المودرن حتى تبدلت مقولة عادل امام الشهيرة.. "بلد شهادات صحيح إلى بلد كافيهات!!

والكل يعرف الغنى والفقير ان السيجارة ما عاش بها أحد ولا مات من ابتعد عنها بل على العكس استرد صحته.. ولكم فى تجربة عبدالرحمن الابنودى أكبر مثال.

العكس صحيح

عندما يتناول الفيلم الظواهر المريضة والسلبية والفاحشة عليه ان يرصدها بما يبعد عنها الصغار والكبار خاصة مع انتشار وسائل التواصل التى دخلت على غرف النوم.. والحمامات.. والكاميرات المفتوحة بين الطرفين احدهما فى الشرق والآخر فى الغرب بمنتهى السهولة.. هنا يأتى دور الفن لكى يحارب ويكشف هذه المصائب ولا ينصرها ويبرزها ويقدمها فى إطار انيق جذاب ويشيع الفاحشة وبما اننا جميعاً نعبد الله فليس امامنا إلا اللجوء إلى ما قال سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم وان كان مع ان الربط بين الاثنين يعطى للفن وأهله قيمة أكبر بما لهم من اثر وتأثير فى المجتمع.

"وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله ورسوله رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً"

وفي آية أخرى من سورة النساء ايضاً يقول سبحانه وتعالي: "والله يريد ان يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلاً عظيماً يريد الله ان يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفاً.

أنا اكتب هنا الكلام من منطلق خدمتى الدرامية.. ودعك من جاهله تقول انها تخضع للسياق الدرامى وتلبى اوامر المخرج.. كأنها دمية فى يده يلعب بها كيف يشاء طمعاً فى مال أو شهرة.. وهناك بالطبع من أهل الفن يعرفون حدودهم جيداً ولا يقبلون نوعية من الافلام والمسلسلات ستظل نقطة سوداء فى تاريخهم امام اولادهم واحفادهم مهما كانت مكاسبهم منها معنوياً ومادياً.. ولأن الفن له تأثيره بين الناس تتدخل معظم الدول لكى تحمى قوتهم الناعمة التى تعبر عنها امام العالم كله.. وثقافة الفن تكشف له كيف يكون حراً فيما يقول بدون ان يتجاوز مع حرية الآخرين.. ويحترم اعراف وتقاليد مجتمعه، وثقافته على الجانب الآخر هل تصدق الست اياها إذا قالت انها امرأة مستقيمة من البيت للكباريه.. ومن الكباريه للبيت.. وكأن كباريه حضرتها جامعة الاخلاق العليا!!





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق