في ظل التوجهات العالمية نحو إيجاد بديل للطاقة التقليدية بعيدا عن الوقود الاحفوري والذي تبينت نتائجه السلبية علي التغير المناخي حول العالم» عزمت الدولة المصرية علي الاستثمار في "الهيدروجين الأخضر" "والأمونيا الخضراء". كبديل للطاقة. خاصة وأن مصر تتميز بالكثير من موارد الطاقة المتجددة سواء طاقة شمسية أو طاقة الرياح. فضلا عن موقعها الجغرافي والاستراتيجي. الذي يجعلها من أكبر الدول الواعدة في الاستثمارات في هذا النوع من الطاقة. صناعة الأمونيا الخضراء.
وهنا تكثر التساؤلات حول صناعة الأمونيا الخضراء وتكلفة إنتاجها. وهل من الممكن أن تكون بديلا عن الوقود الأحفوري. وما هي موارد مصر في هذه الصناعة؟ وما هي خطط واستراتيجيات الدولة للنهوض للنهوض بهذه الصناعة الواعدة ؟!
وكل هذه التساؤلات وأكثر سنجيب عليها من خلال هذا الملف
أكد المهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام علي أهمية صناعة الأسمدة حيث أنها تعد من الصناعات الضرورية والواعدة لما تحققه من عائد إيجابي علي الاقتصاد القومي. فضلا عن دورها الحيوي في العملية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي. موضحا أن الوزارة حريصة علي دعم وتنمية صناعة الأسمدة في الشركات التابعة لها من خلال تطوير وإعادة تأهيل المصانع القائمة وإنشاء مصانع جديدة لزيادة الطاقات الإنتاجية. الأمر الذي يسهم في تلبية احتياجات السوق المحلية وزيادة الصادرات ودعم موارد الدولة من النقد الأجنبي. مؤكدا ضرورة التوسع في استخدامات مصادر الطاقة النظيفة ومشروعات الأمونيا الخضراء. والتوافق مع الاشتراطات البيئية. وزيادة الشراكات مع القطاع الخاص المحلي والأجنبي. وتوطين التكنولوجيا الحديثة. والاهتمام بتنمية قدرات ومهارات العاملين. وتعزيز التواصل المجتمعي وحسن الاستفادة من الأصول غير المستغلة.
وكان المهندس محمد شيمي قد عقد اجتماعا مع المحاسب عماد الدين مصطفي العضو المنتدب التنفيذي للشركة القابضة للصناعات الكيماوية. والمهندس حمدي جابر العضو المنتدب لشركة النصر للأسمدة. بحضور عدد من قيادات الوزارة. استعرض خلاله مؤشرات أداء الشركة وحجم الطاقات الإنتاجية وخطط التحديث والتطوير والرؤية المستقبلية.
وكما أجري المهندس محمد شيمي جولة في مصانع الشركة النصر للأسمدة للوقوف علي الصناعة . شملت وحدات إنتاج الأمونيا ونترات النشادر وكبريتات الأمونيوم وحمض النيتريك وحمض الكبريتيك. واستعرض مع مسؤولي الشركة سير العمل بالمصانع وعمليات الإنتاج ومراحله المختلفة والعمرات الجارية. وراجع مدي الالتزام ببرامج الصيانة الدورية ومعايير السلامة والصحة المهنية. والتقي المهندس محمد شيمي العاملين بالمصانع وأجري حوارا معهم ناقش خلاله الرؤي والمقترحات الخاصة بتطوير الشركة. وحثهم علي بذل مزيد من الجهود للنهوض بالأداء وزيادة الإنتاج
كما تفقد المهندس محمد الشيمي وزير قطاع الأعمال العام خطة عمل الوزارة فيما يخص مصانع الاسمدة "شركة النصر للأسمدة بمحافظة السويس" والتي تعتمد علي الأمونيا الخضراء .
حرص خلالها علي لقاء عدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ. وتفقد مختلف المصانع ومواقع الإنتاج ولقاء العاملين واستعراض خطط التحديث والتطوير. وتفقد المدينة السكنية للعاملين ومستشفي الشركة
وتوسيع الشراكة مع القطاع الخاص وزيادة مجالات التعاون. في إطر الالتزام بتنفيذ وثيقة سياسة ملكية الدولة والتوجه العام لإفساح المجال أمام الاستثمار الخاص وتعزيز مساهمته في الاقتصاد القومي. والترويج المستمر للفرص الاستثمارية المتاحة لدي الشركات التابعة. وتحقيق الاستفادة القصوي من الأصول غير المستغلة وحسن إدارتها واستثمارها لتعظيم العوائد المحققة. والحرص علي الهوية الصناعية للشركات بهدف دعم الصناعة المحلية والمنتجات الوطنية وتحسين أساليب تسويقها.
أوضح د. حافظ سلماوي أستاذ هندسة البترول والطاقة جامعة الزقازيق. ان دولة اليابان ودول شرق آسيا يعتمدون علي الأمونيا الخضراء بشكل أساسي. بينما ينحصر مفهوم استخدام الأمونيا الخضراء كوقود في دول أوروبا. وبالنسبة لمصر فهي تعتمد علي الأمونيا الخضراء كبديل للوقود في السفن» واثبتت الحقائق العلمية ان "الأمونيا الخضراء" لاتعتبر نوعا جيدا من الوقود لأنه منخفض القيمة الحرارية. كما ان درجة الحرارة التي يحدث عندها الاشتعال هي درجة مرتفعة جدا. ولذلك لابد من مزجها بنوع آخر من الوقود .
ولذلك هناك تطبيقين بإستخدام الأمونيا الخضراء كبديل للوقود
أولا: استخدام الأمونيا الخضراء لابد من خلطها بالغاز الطبيعي. ثانيا: خليط من الهيدروجين مع الأمونيا الخضراء. كما انها تحتاج الي درجة حرارة مرتفعة مع وجود وقود مساعد. فضلا عن أكاسيد النيتروجين التي تنتج عند إشتعال الأمونيا الخضراء. حيث أن "ا كجم " من أكاسيد النيتروجين يعادل"325 كجم " من ثاني اكسيد الكربون
أضاف ان تركيز أكاسيد النيتروجين اقل من ثاني أكسيد الكربون. فالوقود الهيروكربوني أو حرق الأمونيا الخضراء
سوف يكون اقل ضررا علي التغيرات المناخية "الانبعاثات الكربونية المكافئة أقل ". منوها إلي أن الأمونيا الخضراء لا تعد وقودا نظيفا 100% لأنه ينتج أكاسيد نيتروجين. ولانه يعتبر منتج مواد كربونية مكافئة لثاني اكسيد الكربون. وبالتالي فإن فكرة التطور في استخدامها كبديل للطاقة مازالت قيد التقييم.
وعن سبب اللجوء إلي استخدام الأمونيا الخضراء وانتاجها قال "حافظ "» أن الأصل في إنتاج الأمونيا الخضراء » استخدام الهيدروجين. فنحن نلجأ لإستخدام الامونيا الخضراء كبديل للطاقة. نظرا لصعوبة نقل وتخزين الهيدروجين الأخضر. ولذلك نقوم بتحويل الهيدروجين إلي أمونيا لكي يسهل تداوله ونقله وتخزينه. وكان هذا السبب " الأصلي " في إنتاج الأمونيا الخضراء
أوضح حافظ أنه قديما» كانت هناك طرق اخري لاستخراج الهيدروجين من خلال تفكيك الغاز الطبيعي. واستخراج الهيدروجين ليتفاعل مع النيتروجين مكونا الأمونيا.
وخلال هذه العملية تتشكل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
كما ان هناك دولا تتجه نحو إنتاجه من الفحم او الي إنتاجه من انواع من مصادر أخري من الوقود الأحفوري. ولذلك هذا النوع الذي ينتج بهذه الطريقة يدعي" الهيدروجين الرمادي " نظرا لانه مصحوبا بإنبعاثات ثاني اكسيد الكربون .
تابع حافظ. أما الآن تنتج الهيدروجين من خلال مصادر الطاقة المتجددة وتحليل الكهربائي للمياه الي هيدروجين يدعي" بالهيدروجين الأخضر" لأنه منتج من طاقة خضراء . ولا ينتج عنه إنبعاثات ثاني اكسيد الكربون .
أشار إلي ان إنتاج الهيدروجين الأخضر والرمادي . يكون نتاج خلطه مع النيتروجين مكونا "الأمونيا" تدعي"الخضراء " كونها منتجة من هيدروجين اخضر. او اموني" ا رمادية" إذا كانت منتجة من الهيدروجين الرمادي. وتطلق المسميات حسب طريقة الحصول عليه.
وذكر " سلماوي " ان مصر تستهلك قرابة 10 % من الغاز الطبيعي المنتج في صناعة الأمونيا فلو تمكنت مصر من توفير هذا الغاز الطبيعي. المستهلك في صناعة الأمونيا ." بالهيدروجين الأخضر " . المنتج من الطاقة المتجددة .
سوف توفر مصر حجم استهلاكها من الغاز الطبيعي في صناعته . لكي يستغل في استخدامات اخري او ليتم تصديره . .
كما انها ستحقق" الميزة التنافسية " وهي إنتاج النوع " الأخضر " من الامونيا يسمي بالامونيا الخضراء ولكن المشكلة مازالت متحققة وهي أن سعر طن الأمونيا الخضراء ألف دولار مقارنة بالامونيا المنتجة من الوقود " الغاز " 300 دولار . ولكن من المتوقع تحقيق النجاحات في مصر. طبقا لإستراتيجية مصر2033/2032
وهي التي تتوقع انه مع تحقيق نمو في السوق العالمي . واتساع رقعة السوق والتطور التكنولوجي . الذي يصاحبه » انخفاض في تكلفة أجهزة التحليل الكهربائي والتي تنتج الهيدروجين من المياه. نظرا لإرتفاع معدل الطلب عليها في السوق الأوروبية. والتي تحتاج الي اكبر معدل لإنتاج الهيدروجين " معدل 20 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنة 2030 " كما وأعلن انه لا يستطيع توفير الصناعة فيه سوي النصف 10 ملايين طن فقط . واستيراد نصف الاحتياج الآخر من الخارج .سواء في صورة أمونيا او غيره. حيث شكل السوق الأوروبي هدفا لمصر نحو انتاج وتصدير الهيدروجين الاخضر في صورة أمونيا خضراء .
وحول طرق حفظ الهيدروجين واستخدامه قال حافظ أن هناك طريقتين لحفظ الهيدروجين. أما "بتحويل الهيدروجين الي امونيا" . ليسهل نقله وتخزينه ومن ثم تتم عملية تفكيك الأمونيا لاستخراج الهيدروجين مرة أخري . وتعد هذه العملية" مكلفة جدا " .
او عن طريق عن طريق "حرق الأمونيا " . أو تفكيك الأمونيا يترتب عليه مشكلتين. اهمهما. كونها لا تعد وقودا جيدا . نظرا لانها لا تحرق إلا في درجات حرارة مرتفعة . كما ان كمية الحرارة التي تنتج عن حريق "وحدة الامونيا" ضعف كمية الحرارة المكافئة لحرق الغاز الطبيعي. وبالتالي مزج الأمونيا بنوع آخر من الوقود. تساعد في عملية الحريق وبالتالي فإن أكاسيد النيتروجين السابق ذكرها المنتجة من هذا الحريق. تؤثر علي البيئة بشكل او بآخر . ولذلك فإن حرق الأمونيا لا تحافظ علي نظافة بيئية بنسبة 100% وهذا هو اتجاه الذي تتبعه اليابان وكوريا في تصنيع الأمونيا المستوردة من استراليا . وحلها حول نقل الهيدروجين عبر الأمونيا
أما دول أوروبا فهي بعيدة عن هذا التوجه. رغم كونها تسعي جاهدة نحو التطور التكنولوجي .
قال د. حسام فرحات عبد العزيز. أستاذ هندسة النفط وخبير الطاقة. أن مصر شاركت في العديد من المؤتمرات سواء cop 27 والذي أقيم في شرم الشيخ عام 2022 واكدت مصر علي أهمية التحول إلي الاقتصاد الأخضر . واستكمالا لهذا المفهوم وكيفية التحول مصر له عقدت العديد من البروتوكولات في co p28 لتتحول مصر ضمنيا إلي الدول التي تجسد مفهوم الاقتصاد الأخضر .
وأضاف" فرحات " أنه ظهر مفهوما جديدا "الأمونيا الخضراء" . والذي من الممكن ان نحصره في قسمين أو شقين
الشق الأول: الذي بموجبه يتم استخراج الهيدروجين الأخضر من الامونيا الخضراء.
والشق الاخر: الذي يستخدم في عمليات التسميد للأراضي. الزراعية» ليدخل ضمن الميزات التنافسية التي وجدت لتتنافس بها الدول المصنعة للأمونيا الخضراء.
وأوضح فرحات» إن الهيدروجين الأخضر هو مجرد طاقة جديدة متجددة . للتشغيل. ومن المتعارف عليه ان الطاقات المتجددة تبدأ بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وأمواج البحار. بخلاف الطاقة الاخري التي تتولد من الوقود الأحفوري مثل الزيت والغاز
قال. أن الأمونيا الخضراء هي الحصاد الفكري الناتج من المؤتمرات العالمية نحو بيئة دولية تعتمد علي الطاقة المتجددة. ولم تدخل حيز التنفيذ . إلا في نطاق إنتاج الوقود من خلال الهيدروجين الاخضر .
لفت إلي أنه منذ شهر ماضي عقدت مصر أكبر المؤتمرات الاقتصادية الدولية في الاستثمار المصري الأوروبي. والذي كان تحت رعاية الإتحاد الأوروبي» حضره اكثر من الف شركة إستثمارية. من اعماق الشركات المتخصصة في الاستثمار التابعة للإتحاد الأوروبي. حيث تم عقد والتوقيع علي العديد من مذكرات تفاهم. وتعاقدات بقيمة 49 مليار يورو
أشار إلي تعاقدات ومذكرات تفاهم لمصر مع شركات من خارج الإتحاد الأوروبي. وتقدر حوالي 81 شركة بقيمة 1.8 مليار يورو لتعمل كلها في اتجاه واحد فقط وهو إنتاج الأمونيا الخضراء والهيدروجين الاخضر. لتكون القاهرة مركزا إقليميا في إقليم شرق المتوسط في الهيدروجين الأخضر . في نهاية عام 2026. ثم لتكون مركزا عالميا للأمونيا الخضراء والهيدروجين الأخضر بنهاية 2030
وأوضح فرحات» انه لكي تصل مصر إلي هذا الإنجاز الضخم لابد ان تطوع الموارد والخبرات في خدمة هذا المشروع والتوجه. وتسليط الضوء علي هذه الخبرات التي تعمل في هذا المجال . وإعطائها الدور المحوري والمساحة المستحقة .
مصر لديها مستقبل واعد .. في صناعة الأمونيا
تشكيل لجنة قومية تحت إشراف رئاسة الوزراء .. للتحول إلي الهيدروجين الاخضر
قال د. جمال القليوبي خبير الطاقة» والمتخصص في مجال إنتاج الأمونيا الخضراء» أنه لكي يتم انتاج الامونيا. يتم تعريض المياه للتيار الكهربائي. فيتم تحليلها إلي ذرتين. اكسجين وهيدروجين. ثم يتم تعريض الهيدروجين إلي النيتروجين في الجو لإنتاج غاز الأمونيا .
أوضح د. القليوبي إن مصر لديها القدرة منذ فترة كبيرة علي إنتاج الأمونيا الخضراء من خلال الهيدروجين المصاحب للغاز الطبيعي. وان قطاع البترول المصري منذ فترة كبيرة بدأ العمل علي استخلاص الهيدروجين وله صورتان. إما أن يتم استخلاص الهيدروجين المصاحب للغاز الميثان. بالتبخير "عن طريق تعرضه لبخار الماء " مع وجود عامل محفز. يتم استخلاص غاز الهيدروجين .
او بطريقة أخري يتم استخلاص غاز الهيدروجين عن طريق ارتباطه. بتكنولوجيا إسالة الهيدروجين .
وأشار القليوبي إلي إن هذه التقنية لم تصل لمصر بعد» في حين استخدمتها العديد من الدول . مثل اليابان واستراليا .
وقال د. القليوبي» ان احد هذه الوسائل التي من خلالها يتم تخزين الهيدروجين كتطبيقات أو مواد منتجة من الهيدروجين هو "غاز الأمونيا ". والذي يتم من خلاله الحصول علي الهيدروجين الأخضر بصورة غازية. وبالتالي يتم تحويله من خلال بعض التفاعلات الكيميائية مع النيتروجين المتواجد في طبقات الجو بنسبة كبيرة. ومن خلال بعض العوامل المعملية المحفزة. يتم تحويله إلي غاز الأمونيا.
ومن خلال عملية الإسالة يتم الوصول إلي درجات الحرارة المنخفضة 35- درجة مئوية . تعطي قدرات للحصول علي غاز الأمونيا في الحالة السائلة .
وفي الحالة السائلة يتم فيها تخزين غاز الأمونيا في تنكات كبيرة جدا . ويتم وضعها علي ظهر السفن ليتم استخدامها كوقود وذلك عن طريق استخلاص الهيدروجين. ومن خلال الهيدروجين يتم استخدامه كوقود لعملية التوربينات المتواجدة لدي السفن طويلة النقل البحري .
وفيما ما يخص إنتاجية الهيدروجين بنسب كبيرة في مصر. اوضح القليوبي» ان التكنولوجيا الحديثة التي وصلت إليها دولة أستراليا. في عملية إسالة الهيدروجين . إلي253- درجة مئوية تحت الصفر أدت إلي الحصول علي الهيدروجين بنفس الإمكانيات. والتي يتم تخزين فيها الغاز الطبيعي كغاز سائل .
ولكن علي جانب آخر تستدعي هذه العملية التزامات كثيرة علي هذه الشركات لتحقيق الأمن والسلامة. وهي أن الخزانات الحية التي يتم وضع الهيدروجين بها في حالته السائلة.
لابد للهيدروجين وان يكون حوله طبقة عازلة هوائيه في النطاق والحيز الذي يحفظ به داخل التنكات الإسطوانية .
وعند تحويل الهيدروجين من الحالة السائلة إلي الحالة الغازية. لابد ان تحظي ضمانات غاية في الدقة .
ولذلك لأول مرة» تم تصنيع سفينة يابانية قامت بنقل أول شحنات لها من استراليا عبر المحيط إلي اليابان. في مايو 2022
ومنذ هذا التاريخ أصبح لدي العالم التصور نحو التحول إلي الهيدروجين الاخضر المسال. والذي يعد الامونيا الخضراء أو الأمونيا السائلة. أحد أهم تطبيقاته القوية.
وقال د.القليوبي» إن "الأمونيا السائلة " تستخدم في العديد من التطبيقات. حيث أنها عامل أساسي لصناعة الاسمدة " سماد اليوريا ". خاصة داخل جمهورية مصر العربية. ويعد غاز الأمونيا أحد العوامل الأساسية في تصنيع شرائح الاسمدة. اعتمادا علي الأمونيا السائلة
وحول استخدام الامونيا كوقود قال د. القليوبي انه يتم حمل الأمونيا السائلة مع السفن ذات الرحلات الطويلة . والتي تحتاج إلي أكثر من أشهر داخل البحار. وتعد أحد أهم هذه ال?ليات هو استخدام غاز الأمونيا كوقود. في فترات الملاحة الطويلة .
كما أن الأمونيا الخضراء لها العديد من التطبيقات .
مثل العطور أو المواد المطهرة أو المنظفات بوجه عام
وعن مستقبل صناعة الأمونيا الخضراء في مصر أوضح د. القليوبي إن الحكومة المصرية وضعت لجنة قومية تحت إشراف رئاسة الوزراء. للتحول إلي الهيدروجين الاخضر . هذه اللجنة لديها الكثير من ال?ليات. والبروتوكولات التي تم تطبيقها مع شركات بلجيكية. وأمريكية. ونرويجية وأوروبية سواء كانت إنجليزية أو فرنسية
هذه البروتوكولات من خلالها تم وضع الليات والإستراتيجيات لتصنيع الأمونيا الخضراء في مصر .
كما أن مصر لديها العديد من الليات لتطبيق الهيدروجين اولا تسعي مصر في إطار الخطط المستقبلية. عن طريق استخدام الهيدروجين كمزيج مع الغاز الطبيعي. لاستخدامه كوقود.
ثانيا: استخدام الهيدروجين في عملية خلطه مع النيتروجين . والحصول علي غاز الأمونيا. والذي يعد من أهم العوامل الأساسية في صناعة الأسمدة والعامل الأساسي . في كثير من الصناعات التكميلية السابق ذكرها
ثالثا : استخدام وحدات الإسالة من مصانع غاز الإسالة . للوصول إلي نفس التطبيقات في عملية الإسالة الأمونيا في درجة35- درجة مئوية . وتحويله في الخزانات كوقود داعم في المنطقة الإقتصادية في قناة السويس . في تزويد السفن بغاز الأمونيا
وكانت الشحنة الاولي. تم تبادلها مع دولة الإمارات كانت ضمن الستة اشهر الماضية . وتسعي مصر خلال الفترة القادمة من خلال وضع خطط العمل للمصانع المستهدفة في هذا المجال .
وأضاف عقدت مصر أربعة بروتوكولات مع شركات عالمية لديهم الخطط للتصنيع داخل جمهورية مصر العربية . في المنطقة الإقتصادية.
قال د. رشاد عبده. الخبير الاقتصادي. رئيس المنتدي المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية. إن مصر توسعت في خلق مصانع وشركات متخصصة في مجال صناعة الأمونيا الخضراء. في المنطقة الإقتصادية في قناة السويس» فضلا عن تعاقدات من خلال المؤتمرات العالمية بمليارات الجنيهات. لتحاكي الدول المتقدمة تكنولوجيا وصناعيا .
ولكن لابد أن تأخذ بعين الاعتبار قبل إقرار او إضافة اي قرار لابد من دراسة واقعية لتكلفة المشروع. وتحرير سعر الصرف. وحجم الاحتياج إلي الصناعة التي يدخل في حينها الامونيا الخضراء. وماهي التكلفة صناعة الأسمدة بها مقارنة بالبدائل التقليدية» حيث أن هناك عوامل كثيرة تدخل في التكلفة الخاصة بالتوسع في المشروعات منها مرتبات العاملين في مجال الصناعة. منها عوامل إنتاج وعوامل مختصة بعوائد الإنتاج منها. وتكلفة رأس المال وحسن الإدارة المدنية علي الخبرة الكبيرة في المجال ومدي تخصص ذوي الكفاءة فيه .
أضاف ان كل هذه العوامل تعتمد في الأساس كون هذا المصدر مصدرا أساسيا لإنتاج الطاقة في مصر ام لا
فلو ثبت أن تكلفة إنتاج الأمونيا الخضراء كونها بديل للطاقة اعلي من تكلفة الوقود الأحفوري . في ظل الظروف الإقتصادية الراهنة لوجدت المشكلة الحقيقية في تطبيق هذا النوع من مصادر الطاقة
أوضح أن الأهم حتي يتحقق النجاح ولتكون مصر ضمن الدول المنافسة. لابد من دراسة وافية اقتصاديات المشروع بأن يكون لديها القدرة علي تغطية تكلفة الإنتاج بما يحقق العائد. والخبرة في حسن إدارة المشروعات التنموية التي تستند علي إنتاج هذا النوع سواء الأمونيا الخضراء أو مصانع الاسمدة .
طالب د. عبده بأن يكون هناك دراسة حول التكلفة الخاصة بالوقود الأحفوري والتنقيب عن الغاز. وهل سيحل اتناج الأمونيا الخضراء كبديل لها بسعر وتكلفة أقل؟
وتساءل عن الفرق بين مرحلة ما قبل الجات GATT "الاتفاقية العامة للتعريفة الجمركية والتجارة" وبعدها ؟
فعندما كانت تشارك الدول في مرحلة نظام " الجات " كان هناك نظام الحصص لكل دولة .
ولكن بعدما تغير المفهوم علي يد منظمة التجارة العالمية
نحو خلق" الميزة التنافسية" التي تحدد حصص الدول
أما بانخفاض التكلفة. أو الجودة المنتج . ..الخ
فأصبحت الدول تتنافس في ميزاتها التنافسية. والتي تؤثر علي البيع والشراء. للمنتجات الطاقة ودولة ترجح عن الأخري. ولذلك نجد أن الصين هي التي حظيت بهذه الميزة لانها استطاعت أن تحل طلاسم الشفرة. أن تقوم بإنتاج منتجات رخيصة السعر وتحظي بجودة "جيدة" نسبيا. كما أنها تدرس احتياجات كل دولة وما تعود عليه من مكاسب حيالها وتتوجه إليه بنوع المنتج المناسب
فمثلا أمريكا تبعها منتجات ذات كفاءة عالية وبالاسعار الغالية. كما تقوم بخلق سياسة تسويقية محنكة لخلق عروض في الأوقات المناسبة وفق استراتيجية وسياسية التسويق الخاصة بها
أشار إلي ان بعض الدول وللأسف تعد مصر احدها . نجد أن المستورد فيها " جشع " يستورد المنتج بأقل سعر ويبيعه بسعر غال نسبيا. فالدول التي تستطيع أن تخفض تكلفة إنتاجها. وتخلق ميزتها التنافسية بين الدول. تستطيع أن تحفظ مكانتها وحصتها في البيع والشراء بين الدول. فمثلا مصر لديها مشكلة في صناعة السماد الطبيعي الذي يدخل في الصناعة . حيث تعد روسيا الدولة الكبري التي تنتج سمادا طبيعيا علي مستوي العالم . كما أن أمريكا والغرب يوجد حصار كبير علي شراء منتجاتهم من السماد
ومن هنا تخلق الفرص أمام الدول الأخري لخلق مساحتها في الإنتاج من خلال الميزة التنافسية. خاصة وأن هناك العديد من الشكاوي التي تفيد غلو أسعار السماد بنسبة 300%
لكي تنجح مصر في التغلب علي المشكلات . وتحسن من استغلال الأصول والموارد لابد أن أن تحسن تدريب العمالة وتستفيد من الكوادر والخبرات . الذكية والمحترفة.
لابد لوزير قطاع الأعمال العام أن يحسن إختيار رؤساء الشركات ذوي الخبرات كلا في تخصصه.
الإدارة المحترفة الذكية المتخصصة . أن تحسن استغلال الموارد لتحقيق أفضل عائد. كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي من قدم للإدارة شخصا ليس أهلا لها فهو نوع من فساد عظيم ...تتحمل الدولة تكلفته .
طالب د. رشاد بعودة ريادة مصر في الصناعات ويعود دور وزارة قطاع الأعمال العام .في تحقيق الريادة للشركات القطاع العام للتغلب علي جشع القطاع الخاص . وتوفير منتجات جيدة رخيصة للمواطنين . فإنتاج مصانع لتوفير الأمونيا الخضراء التي تدخل بشكل مباشر في تصنيع الاسمدة ضرورة قصوي تحقيقا للأمن الغذائي في مصر.
تستخدم الامونيا في صناعة الاسمدة الآزوتية. وهي اساسية في تحقيق النمو الزراعي. ويعد استخدام الأمونيا في صناعة الأسمدة عاملا أساسيا. كما تعد مصر خامس منتج للأمونيا علي مستوي العالم وسادس أكبر مصدر للأمونيا علي مستوي العالم. حيث ان مكاسب مصر من انتاج الأمونيا تقترب في عام2022 إلي اكثر من 8 مليارات دولار .
ولذلك تعد مصر من الدول المرشحة لتكون منتجا كبيرا للامونيا الخضراء . لأنها تمتلك موارد من الطاقة المتجددة. التي تستخدم في توليد الطاقة الكهربائية لإنتاج الأمونيا الخضراء .
فمصر لديها من طاقة الرياح ما يفوق قرابة 300 جيجا واط وطاقة شمسية 600 جيجا واط وغيرها. وهي من موارد الدرجة الأولي " الاساسية " في الصناعة والتي تحظي بأسعار منخفضة. لتعطي الميزة التنافسية امام المنافسين الآخرين من دول العالم .
كما أن مصر تتمتع بالبنية الاساسية لإنتاج الامونيا الخضراء. حيث انها تمتلك بنية أساسية في الموانيء للتصدير. في منظومة الطاقة الحديثة. وتمتلك القدرة علي الضخ علي مستوي العالم .
هناك دول عديدة . تقوم بالتصنيع نظرا لموقعها الجغرافي مثل دول المغرب وموريتانيا. ..الخ ولكن موقع مصر الجغرافي وبنيتها الأساسية يجعلان منها تملك زمام الامور لتكون من كبار المنتجين العالميين. وذلك وفقا للإحصاءات العالمية. التي تتوقع أن مصر سوف تكون ثاني أكبر دول العالم والتي من المتوقع أن تكون مصدرة للهيدروجين الأخضر بعد استراليا .
تحظي مصر بمستقبل واعد في صناعة الهيدروجين الأخضر. وعلي مصر ان تحسن استغلال مواردها التي حباها الله إياها في إنتاج" نماذج الامونيا " والتسويق لها عبر العالم. لتخلق المزايا التنافسية. و ليتم تلقي طلبات الإنتاج ليتم البدء في تشغيل الشركات التي أعدت خصيصا للإنتاج.
خاصة وانه حتي الآن لم تتضح ملامح السوق العالمية
رغم قيام احد الشركات المنتجة للامونيا في مصر " فورتي جلوب " بتوقيع عقد توريد 400 ألف طن من الأمونيا الخضراء . بدءا من سنة 2027 وحتي 2031 علي مدي اربع اعوام .
كما ان هذا التوقيع وهذا العقد مدعوما من جهات دولية اوروبية والتي تمثل أقطاب صناعة الهيدروجين علي مستوي العالم " صندوق الهيدروجين العالمي " .
وهذا يعد بادرة للتقدم نحو صناعة الهيدروجين في مصر .
كما ان هناك عددا كبيرا من المشروعات لإنتاج الأمونيا الخضراء . في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس . ولكن هذه المشروعات لن تتحول الي مشروعات منتجة . الا عند اتضاح معالم السوق العالمية
هناك " قواعد" تحدد الإنتاج حسب احتياج وحجم الطلب وملامح المشترين وشكل السوق. وحجم الطلب العالمي . وخاصة الطلب من السوق الأوروبي لانه السوق الأكبر بالنسبة لمصر
ان مصر قامت مصر بعمل قانون بجواز إنتاج الهيدروجين الأخضر . واستراتيجية خاصة بإنتاج الهيدروجين الأخضر . كما أنشأت مصر إطارا ينظم انتاجية الهيدروجين الأخضر . كما انشيء المجلس الوطني للهيدروجين الاخضر في اكتوبر 2032 للتنسيق بين الجهات " وزارة الكهرباء والهيئات التابعة لها " هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة " . بوزارة البترول . المنطقة الاقتصادية لقناة السويس .
وكذلك مساهمات من صندوق مصر السيادي . ووزارة النقل لارتباطها بالموانئ " واخيرا سياسة مجلس الوزراء وهي التي ترأس هذا المجلس الوطني .
فكل هذه الجهات تنسق مع بعضها البعض. كما ان دور صندوق مصر السيادي محوري في هذا الشأن . كأحد مناحي الإستثمار والذي يشجع علي جذب الإستثمارات . فاي مستمر اجنبي .يرتاح لوجود مستثمر محلي . بما يكون عامل" امان" له في الإستثمار .
كما توجد عدد من الإتفاقيات وصلت عددها الي 12 اتفاقية " اطارية " والتي تجاوزت مرحلة اتفاقات النوايا
والتي تحدد الأدوار . ولن تتحول هذه الإتفاقيات الي مشروعات الا عند اتضاح معالم السوق . في نفس الوقت التي لم تتوان مصر فيه حول تشجيع مصر لجذب الاستثمارات علي المستوي المحلي والخارجي .
تعد اليابان أهم الدول المهتمة بعملية الحصول علي الهيدروجين وخصوصا الهيدروجين الذي يتم الحصول عليه أما بطريقة الإسالة او بطريقة التحليل الكهربائي المباشر. ليدخل في مجال الصناعة فيها بشكل أساسي كبديل أساسي للطاقة. أما كنوع من أنواع الوقود أو غاز للمنازل. وبدأت تجربة التحول إلي الأمونيا الخضراء لدول أوروبا في مارس 2022. حيث تم استخدام تطبيقات الهيدروجين الأخضر . وكانت هذه التطبيقات. تجيب علي تساؤلات حول إمكانية استخدام الهيدروجين كوقود للسيارات أو غاز في المنازل. فقامت المملكة المتحدة بتطبيق أول تجربة في منطقة" ويلز " كونها منطقة قريبة من الوحدات السكنية. والوحدات التعليمية . كما تم ربط الغاز المنتج من خلال خطوط الغاز الطبيعي مع خليط غاز الهيدروجين كبديل للوقود في هذه المنازل والوحدات السكنية والتعليمية .
كما تم مزج جزء من الهيدروجين بنسبة 20 % مع الغاز الطبيعي من خلال خطوط . لاستهلاكه كوقود للمنازل
وأضاف» أن التجربة المطبقة كانت ناجحة جدا . لدي بعض الشركات الإنجليزية والتي قامت بتطويرها وتطبيقها في الشبكة الأوروبية لنقل الغاز الطبيعي. والتي تستهدف المرحلة القادمة. استخدام الهيدروجين كمزيج. مع الغاز الطبيعي. بنسبة 20 % الهيدروجين ليتم استخدامه كوقود للمنازل .
وخلال هذه الفترة. وبعد ظهور هذه التجارب. شجعت دولة اليابان علي ما هو أعمق من ذلك. من خلال اتفاقية مع دولة أستراليا لإنتاج الهيدروجين. ولأول مرة يتم الحصول علي الهيدروجين. بصورة يتم تخزينه ونقله
اترك تعليق