إساءة للعلم والأساتذة والحرم الجامعى

انتشرت فى الآونة الاخيرة ظاهرة دخيلة على المجتمع المصرى لم نعهدها فى أي فترة من الفترات السابقة وهى ظاهرة الرقص فى حفلات التخرج.. حيث نرى الطلاب والطالبات واحيانا اهاليهم بعد انتهاء السنوات الدراسية وفى حفلات التخرج يرقصون ويتمايلون أثناء استلامهم الشهادات ومن ثم تصوير ذلك ونشره عبر مواقع التواصل الاجتماعى كتعبير عن الفرحة.

وبدلا من القيام بعمل مفيد للمجتمع ولنفسه يرقص الطالب أو الطالبة أو حتى يفكر فى مستقبله وما الذى سينتظره فى سوق العمل يتمايل هذا وتتمايل هذه دون رقيب أو حسيب، حتى أقيمت هذه الحفلات خارج أسوار الجامعات فأساتذة الجامعة هنا عليهم دور التعليم والتوجيه، والغريب فى الأمر أكثر وأكثر هى مشاركة أولياء الأمور لابنائهم الرقص والتمايل على انغام الموسيقى بدلا من ايمارس ولى الأمر دوره فى التعليم والتوجيه حتى يتنبه الطلاب إلى ما يفعلوه بأنه خارج إطار المجتمع.

وحتى لا نظلم الجميع، لأننا فى الأصل نرفض التعميم فهناك حفلات تخرج غاية فى الروعة سواء من ناحية الالتزام والاحتشام واحيانا القيام بادوار اجتماعية كالتبرع لبعض الجهات التى تستحق كالمسشفيات ودور الأيتام.

دكتور أحمد ممدوح.. مدرس الإعلام بمعهد التخطيط القومى:
غرضها البحث عن الشهرة والترند.. ولفت الانتباه
على الجامعات وضع لوائح واضحة لتلك الحفلات..
مع إجراءات متوازنة بين الحزم والمرونة

قال الدكتور أحمد ممدوح إسماعيل مدرس الإعلام بمعهد التخطيط القومى، إن الاحتفال بالنجاح أمر محمود ولكن يجب أن يتم ذلك بطريقة حضارية تحترم القيم والمبادئ ويجب على الخريجين أن يتذكروا أنهم سفراء لمؤسساتهم التعليمية وأن سلوكهم يعكس صورة عنهم وعن مجتمعهم.

أفاد أن من أهم الأسباب التى أدت إلى استفحال هذه الظاهرة وتحولها إلى ترند هو غياب الرقابة من قبل إدارة الكلية أو الجامعة ككل وأيضا ظهور المنتفعين من منظمى حفلات التخرج حيث أصبحت هذه المناسبات تجارة رائجة ومن الأسباب أيضا ضياع القيم والأخلاق والتقليد الأعمى وقد يكون هذا السلوك بدافع الرغبة فى لفت الانتباه والظهور بشكل لافت حتى لو كان ذلك على حساب الآداب العامة أو ما يسمى بالبحث عن الشهرة والترند حيث يقوم الطالب بتصوير نفسه ونشر ذلك على مواقع التواصل الاجتماعى لكسب المشاركات والمشاهدات والتعليقات ولا ننسى أن ظهور مواقع التواصل الاجتماعى وتنوعها ساعد على ذلك بقوة حيث أصبحت مواقع التواصل الاجتماعى بيئة خصبة وفضاء واسع لذلك.

أضاف، بدلاً من الاحتفال بهذه الطريقة التى تثير الجدل لابد من تبنى أفكاراً إيجابية فالعديد من الطلاب فى جامعات مختلفة مثل جامعة الأزهر الشريف أظهروا لنا بالفعل كيف يمكن أن تكون الأفكار مؤثرة ومفيدة للجميع فمثلًا: التبرع للمستشفيات حيث قامت بعض الدفعات بالتبرع بأموال جمعوها من أجل إقامة حفلة التخرج ولكن قاموا بتوفير أجهزة طبية أو أدوية للمرضى المحتاجين أيضًا مساعدة المحتاجين حيث نظمت بعض الدفعات حملات لتوزيع المواد الغذائية والملابس على الأسر الفقيرة مما ساهم فى تخفيف العبء عنهم وتحسين أوضاعهم المعيشية ومن البدائل أيضا المشاركة فى مشاريع تطوعية مثل بناء مدارس أو ترميم مساجد أو إنشاء مشاريع صغيرة لدعم فئة معينة من المجتمع.

أشار إلى اهمية تدخل الكلية أو الجامعة لمواجهة ظاهرة حفلات التخرج بهذا الأسلوب المشين مع الحفاظ على حق الطلاب فى الاحتفال بتخرجهم ولكن فى نفس الوقت لابد من احترام قدسية الجامعية والقيم المجتمعية والأعراف فلابد من وضع لوائح واضحة وقابلة للتنفيذ مثل: تحديد أماكن محددة ومجهزة للاحتفال مع وضع شروط واضحة بشأن كيفية الاحتفال دون اللجوء إلى الأغانى الصاخبة والملابس التى لا تليق بمكانة وقدسية الجامعة أيضا تحديد أوقات محددة للاحتفال وحظر الأفعال والتصرفات المخالفة مثل التدخين والرقص وخلافه التوازن بين الحزم والمرونة يجب أن يكون تطبيق هذه الإجراءات متوازنا بين الحزم والمرونة بحيث لا يحرم الطلاب من حقهم في الاحتفال وفى نفس الوقت يحافظ على سمعة ومكانة الجامعة وعلى الطلاب أن يتفهموا ذلك جيدا.

وجه الدكتور ممدوح رسالة للخريجين قائلاً: اعزائى أنتم مستقبل وطنكم فلتكن احتفالاتكم انعكاسًا لوعيكم وقيمكم وأعرافكم التى تربيتم عليها دعونا نجعل من تخرجكم مناسبة لتقديم الشكر والتقدير لمن حولنا وللبناء على الإنجازات التى حققتموها ويمكننا جميعا أن نساهم فى تغيير الصورة النمطية عن حفلات التخرج وأن نجعل منها مناسبة تليق بنا وبقيمنا.

دكتور عصام المغربى.. خبير علم النفس السلوكى:
سلوكيات غير لائقة.. ولا تتناسب
مع قيم وأخلاق المجتمع
دور مهم للمجتمع المدنى..
فى توجيه هذه الأموال إلى أعمال البر والخير

قال الدكتور عصام المغربى خبير علم النفس السلوكى والتنمية البشرية، أن حاجة الإنسان للعلم ماسة فهى ضرورة كما أن للعلم آثاراً بالغة الأهمية فى حياة الفرد والمجتمع وركيزة أساسية فى تقدم الأمم والحضارات فما سادت امة على أخرى إلا بالعلم حيث يصقل العلم شخصية الفرد ويعزز ثقته بنفسه ويحرر عقله من القيود والأوهام ويرقى بقيمه وأخلاقه والعلم يكسب الفرد الاحترام والتقدير والمهابة من قبل الآخرين ويرفع درجته.

 وفى الوقت الذى يحرص الطلبة فيه على إقامة حفلات التخرج وبحصولهم على الشهادة الجامعية والاحتفاء بها بإقامة حفل التخرج يحرصون على طريقة احتفال معينة لتصوير الاحتفالات بكاميرات الفيديو التى تحقق لهم انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعى.

وفى السنوات الأخيرة اخذت هذه الفيديوهات تتسع فى الانتشار ويتسبب بعضها فى غضب واسع على منصات الفيسبوك وتنقسم حولها الآراء بين مؤيد ومعارض ويشهد المجتمع المصرى جدلا واسعا حول رقص حفلات التخرج حيث يرى فيه البعض تعبيرا طبيعيا عن فرحه بالنجاح والانتهاء من مرحلة دراسية.

يرى الدكتور المغربي فى هذه الحفلات خروجا عن السلوكيات بطريقة غير لائقة لا تتناسب مع قيم وأخلاق المجتمع المصرى وثقافته وعاداته وتقاليده التى تحترم العلم والعلماء وانتشار هذه الظاهرة بين أوساط الشباب المصرى تكمن فى الاحتفال بطريقة تخرجهم من الجامعة حيث تحرص كل مجموعة على طريقة احتفال لتصوير فيلم يحقق لهم انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعى حيث اختفت حفلات التخرج البسيطة التى كان فيها الطلاب يلقون بالقبعات للاعلي وتحول الأمر إلى حفلات صاخبة ورقصات تسبب جدلا واسعا.

وأشار إلى منظمات المجتمع المدنى ودورها المهم فى تهذيب هذه الحفلات ويمكن توجيه هذه الأموال إلى أعمال البر والخير ومساعدة الفئات الاجتماعية والافراد على النهوض بأمورهم الاجتماعية والإنسانية.

دكتور إسلام قناوي.. الفقية القانونى:
الرقص بطريقة خليعة أو مبتذلة..
يضع الطالبة تحت طائلة القانون

أوضح الدكتور اسلام قناوي الفقية القانونى، ان هناك سلوكيات واخلاقيات غريبة عليى مجتمعنا وتخالف اخلاقنا واذا كان ذلك يواجه الرفض فإن الرفض يزداد اذا كان المساس بحرمة العلم وقدسية الحرم الجامعى حيث ظهرت فى الآونة الأخيرة احدى التقليعات الغريبة على المجتمع المصرى وهى ظاهرة الرقص فى حفلات التخرج وما يثور حفيظة المجتمع هى صدور ذلك من الخريجات واغلبهن محجبات والمفروض هن من يحافظن على القيم المجتمعية وهو مالم يحدث وما يحدث هو إنعكاس لسطوع نجم التافهين لدى وسائل التواصل الاجتماعى ووضعهم فى منطقة تعلو مكانة العلماء وبالتالى أصبحت الراقصة هى القدوة وليست الطبيبة أو المدرسة ومن هذا المنطلق أحب أن أشيد ببعض كليات جامعة الأزهر الشريف التى استبدلت تلك الحفلات بتبرعات لبعض الجهات الخيرية.

أضاف من الناحية القانونية فإن الرقص بطريقة خليعة أو مبتذلة يضع الطالبة تحت طائلة القانون حيث أن ذلك يصنف قانونا تحت جريمة نشر الفسق والفجور المعاقب عليه بالحبس وتشدد العقوبة حال تم ذلك عبر وسائل الإعلام.

أوضح لا يجوز بالطبع وجود شرطة مدنية داخل الحرم الجامعى لوجود حكم بات من المحكمة الإدارية العليا بعدم قانونية ذلك وهو ما كان له أثر فى منع وجود الشرطة كحرس جامعى واستبداله بشركات أمن وموظفين مدنيين.

دكتورة سهام جبريل ..
أستاذ الاعلام بجامعة سيناء:
خلل وضياع الحياء.. وحضور الأساتذة
والمسئولين إقرار بالخطأ
يمكن تحويلها إلى مبادرات إيجابية لخدمة المجتمع

قالت الدكتورة سهام جبريل أستاذ الإعلام بجامعة سيناء، أن ظاهرة الرقص فى حفلات التخرج أمر أصبح غريبا ومستهجنا لأن هذا يخل بقيمة العلم وهيبة المؤسسات الجامعية لدرجة تحولت حفلات التخرج عن المألوف من احترام وتقدير وشكر وتقديم التهنئة للخريجين بالنجاح وبين المحافظة على الحياء والأخلاق فمن المحزن أن نرى قاعات التدريس وأماكن العلم والوقار صارت ساحة للخريجات المتراقصات والخريجين المتراقصين وفى حضور العلماء ورؤساء الجامعات وكأن ذلك إقرارا واستسلام وسقوط لهيبة قاعات العلم مما ينذر ببوادر غير مقبولة وتنذر بظواهر تردى أخلاقى.

 ترى الدكتورة سهام، إن كان الإحتفال بالحصول على بعض العلم والتعبير عن الفرحة بذلك من خلال تصرفات غير مقبولة فيها خلل وضياع الحياء وذهاب معالم التربية، فالتربية دائما قبل التعليم والفرح بالأخلاق القويمة أولى من الفرح بالشهادات الرفيعة.

واصلت: إذا كان لابد أن نريد التعبير عن الفرحة وتنظيم حفلات التخرج فلابد أن تكون لها قواعد والتزامات تحترم قدسية العلم والمؤسسة التعليمية ويمكن التعبير عن فرحة الخريجين بشكل راق وأسلوب أكثر رزانة واحترام لمكانة العلم ومن ناحية أخرى يمكن أن تترجم من خلال أنشطة طلابية إيجابية وتقديم مشاهد محترمة مثل عمل مبادرات مجتمعية أو أنشطة مثل عمل معرض عمل فيلم وثائقى تبنى الخريجين لمبادرة تخدم حى أو منطقة ما أو تقديم خدمة أو مساعدة بشكل راق لفئة تستحق الدعم والمساعدة وهكذا نخرج بحفلة تخرج تتبني مبادرة لخدمة المجتمع.