في يوم سبت حار منذ أكثر من 10 سنوات. تم نقل صبي يبلغ من العمر 8 سنوات إلي المستشفي بعد أيام من الحمي والصداع والقيء والحساسية للضوء. كانت والدة الطفل. التي تعيش بالقرب من الحدود بين تكساس والمكسيك. قد أخذته إلي سلسلة من العيادات في المكسيك. لكن حالته ساءت. كان الطفل وقتها فاقد الوعي ولا يستجيب للصوت أو الضوء أو لأي محفزات أخري.
وضعه الأطباء علي جهاز التنفس الصناعي وبذلوا جهدًا محمومًا لمعرفة السبب. واكتشفوا كائناً حياً. يسبح في السائل الدماغي الشوكي. لم يكن هناك مجال كبير للأمل. إنهاأميبا نايجليريا فاوليري. المعروفة شعبياً باسم "الأميبا آكلة الدماغ".
لكن كونراد قرأ عن دواء جديد. يسمي ميلتيفوسين. تمت الموافقة عليه كعلاج تجريبي لعدوي نايجليريا فاوليري. وأضافه إلي نظام العلاج الذي يتناوله الصبي الفعل ويشمل أدوية أخري مضادة للميكروبات ومضادة للالتهابات.
ويموت معظم المصابين بعدوي نايجليريا فاوليري بعد حوالي خمسة أيام من بدء الأعراض. كان هناك 157 حالة مؤكدة من العدوي بالولايات المتحدة بين 1962 و2022.لم ينج منها سوي أربعة.
ومن النادر أن يصاب الإنسان بعدوي هذه الأميبا -ومن النادر جدًا جدًا أن يظل علي قيد الحياة. لكن الناجين القلائل مؤخرًا قد يدينون بشفائهم إلي ميلتيفوسين. وهو أحدث دواء لعلاج التهاب السحايا والدماغ الأميبي الأولي. وهناك أدوية جديدة في الأفق أيضًا.
ينتشر هذا النوع من الأميبافي المياه العذبة الدافئة. ويمكنها الصمود في درجات حرارة أكثر برودة أيضًا. وتنقل العدوي بالصدفة. عندما يندفع الماء للأنف. فتصل الأميبا للعصب الشمي. ومنهإلي الدماغ.
قال الدكتور خوان فرناندو أورتيز. وهو طبيب في علم الأعصاب بولاية ميشيجان. إن الأولاد الذين تقل أعمارهم عن 14 عامًا يشكلون النسبة الأكبر من الحالات. ربما لأنهم أكثر استعدادًا للقيام بأشياء تدفع الماء إلي الأنف. مثل القفز والغوص.
وتقتل الأميبا المصاب عن طريق تدمير أنسجة المخ بشكل هائل. وتقوم الأميبا نفسها ببعض التدمير بشكل مباشر. مما يمنحها لقب "آكلة المخ". ولكن معظم الضرر يحدث نتيجللاستجابة المناعية العدوانية للجسم ضد الطفيلي.
ولمحاربة الأميبا التي كانت تهاجم دماغ مريض سان أنطونيو. استخرج كونراد وفريقه علاجًا جديدًا آنذاك. وهو ميلتيفوسين. أظهر الدواء. وهو مضاد للميكروبات. نتائج مبشرة ضدنايجليريا فاوليري. وميلتيفوسين يخترق حاجز الدم في الدماغ ويتحمله المرضي بشكل جيد نسبيًا. وهذا مهم. لأن العديد من الأدوية المضادة للطفيليات تلحق الضرر أيضًا بالخلايا البشرية.
عاش الطفل. وعندما غادر المستشفي. كان بإمكانه التنفس بمفرده ولكن لم يكن بإمكانه فعل الكثير. لكن بعد أشهر من إعادة التأهيل. استعاد بعض قدراته. ولا يزال يتعين علي أسرته مساعدته في الرعاية الذاتية الأساسية.
ومع ذلك. في نفس الصيف. أصيبت فتاة عمرها 13 عامًا في أركنساس بالأميبا أثناء السباحة في بركة اصطناعية. وتلقت علاجًا سريعًا. يشمل ميلتيفوسين. وتعافت. بعد ستة أشهر من إعادة التأهيل. لم يكن لديها أي آثار عصبية نتيجةلهذه المواجهة مع الموت. وفقًا لتقرير حالة عام 2015 يصف علاجها.
كانت هي والصبي من تكساس أول ناجين مننا يجليريا فاوليري في الولايات المتحدة منذ عام 1978. وفي عام 2016. أصيب صبي عمره 16 عامًا في فلوريدا بالطفيل ايضًا وتلقي ميلتيفوسين. وتعافي تمامًا.
حتي مع الدواء الجديد. يبلغ معدل الوفيات أكثر من 97%. وفقًا لمراكز السيطرة علي الأمراض والوقاية منها.
قد تكون هناك أدوية جديدة في الأفق. قال جاكوب لورينزو موراليس.مدير معهد جامعة لا لاجونا للأمراض الاستوائية والصحة العامة بجزر الكناري. إن الميلتيفوسين له آثار جانبية سامة علي الكلي والكبد ولا يتوفر في البلدان النامية.
لذلك يبحث موراليس وفريقه عن بدائل. ومن أكثر البدائل الواعدة النيتروكسولين. وهو مضاد حيوي يستخدم في أوروبا لعلاج التهابات المسالك البولية. أفاد موراليس وفريقه بمجلة Antibiotics في أغسطس 2023 أنه في أطباق المختبر. تسببت تركيزات منخفضة من النيتروكسولين في موت خلايا نايجليريا فاوليري. دون التسبب في آثار سامة علي الخلايا المضيفة. كما تم استخدام هذا الدواء بنجاح لعلاج مريض مصاب بنوع مختلف من الأميبا آكلة للدماغ مختلفة.
اترك تعليق