وصلتنا رسالة مشبوهة عبر تطبيق الماسنجر يحدثنا صاحبها عن الاحوال الاقتصادية وتظهر من وسط عباراته الهجوم علي الدولة المصرية.. تواصلنا مع الجهات الامنية المصرية التي طلبت منا مجاراة المتحدث لنعرف أكثر أهدافه ومن يقف وراءه.
استكملنا التواصل مع هذا الشخص لعدة أشهر وكان آخرها محادثة ماسنجر لمدة ساعتين كشفت عن أخطر جماعة لتجنيد الصحفيين والاعلاميين المصريين لاستغلالهم في بث الافكار الهدامة وإصابة المواطنين باليأس والاحباط وكانت كل رسائلهم هدامة يشككون في قدرات الدولة ويخونون مؤسساتها.
- "فيه إيه يا أستاذة" بقالنا فترة بنحاول نقنعك.. بصي يا أستاذة 5000 دولار شهري، يعني مايعادل ربع مليون جنيه وكل اللي مطلوب تروجي رسايلنا وسط زمايلك الاعلاميين فقط.
-يعني اعمل ايه؟
-هتبعتي الرسايل اللي بتجيلك ومتقلقيش من خطوط بأرقام كتير وعمر ماحد هيعرف يوصلك.
-الرسايل الـ "اس ام اس" دي؟ اللي بتدعو لاسقاط الدوله والمؤسسات صح والمقابل ايه تحديدا وازاي ماحدش هيعرف يوصل لي؟ وبتجيبوا الخطوط ازاي ؟دنا عشان اشتري خط بيطلع عنيا والبطاقه وحوار كبير.
-ماتخافيش الخطوط موجودة والعدد اللي تحبيه وبارقام لهويات ناس غريبه عنك استحاله حد يوصلك والمقابل 5000 دولار زي ماقولنا ومع استلام الخطوط 10 آلاف دولار مكافأه شهرين، ولو قلقانه رشحي لنا حد وشغليه وليكي فلوس برده.
-انتو بقالكو شهور بتحاولوا معايا مزهقتوش
- ولا هنزهق.. العقول المستنيرة والشاطرة اللي زيك هتبقي ذكيه في التعامل والمؤسسه عندك ك "دار تحرير" هتفيد بايه؟ ولا بتقبضك كام؟. فكري كويس؟!"
فرز الأوراق
كان هذا نص رسائل الـ "اس ام اس" التي تبادلتها مع الأرقام المجهولة، المصرة كل الاصرار علي الإرسال لي، وأخيرا نجحنا في استدراجهم لنعرف السبب وراء نشاطهم المخرب والهدام والذي نرصده لحظه بلحظه مع فرز كل الاوراق لحل اللغز.
المحادثه الغامضة لم تنته بعد، فحينما طالبت محدثي المجهول بكشف هويته لاعرف مع من سأعمل علي اعتبار اني قبلت علي سبيل الاستدراج قال لي: نحن "احرار مصر"، من هم أعضاء حركة "أحرار مصر"؟ ولماذا يصرون علي استهداف الاعلاميين والصحافيين. من يقودها؟ ومن ينفق عليها بكل هذا البذخ لتخريب البلد؟!
پكيف حاولوا تجنيدنا لنستجيب لهم في ارسال رسائل هدامة لكل مؤسسات الدولة ومشككة في كل شئ؟، وكيف اصبحت معهم كل هذه الخطوط التليفونية؟!
حل اللغز
پأسئله كثيرة سيطرحها عقلك مثلما طرحتها عقولنا عندما عملنا علي كشف المؤامرة من خلال تحقيق استقصائي طويل، تحقيق استمر شهوراً، كنا نكشف فيه نبذة وجزءاً من كل، حتي اكتملت الصورة او بات حل اللغز وشيكا، فطريقه حديثهم التي تلتزم بالعربية الفصحي تجعلك تفكر انهم جهاديون او من جماعة الاخوان المتأسلمون او اجانب يستخدمون جوجل لترجمة مايقوله نصا في رسائلهم، ويتأخرون في الرد ربما لترجمة النصوص التي ارسلت.
عندما واجهناهم انهم ينتمون لجماعه الاخوان الارهابيه أصبحت رسائلهم الهدامة تتخللها رسائل ملحدة لفلاسفة ملحدين يتحدثون فيها عن الوطن دون الدين ودون الإله، وبسؤالنا بعد ان هاجموا الازهر والكنيسة نسبوا أنفسهم لـ الجماعه التي تدعي انها تنشر افكارا متحررة وتسب الأئمه العظماء كالبخاري وغيره، منكره عليهم النجاح والإخفاق، والصحيح والخطأ كأي بشر، فلم يكونوا انبياء.
الارقام التي يتحدثون منها ظلت مغلقه طويلا حتي ظننا انها من خارج مصر فعندما يفتح الخط يرن جرسها دون رد، ارقام غير مميزة ومنتشرة علي مختلف الشبكات.
وبسؤالنا: هل يمكن أن يحدث ذلك قيل انه من الممكن ان يكون قد تم شراء البطاقات من فقراء الناس واستيفاء خطوط باسمائهم حتي يتوافر كل هذا الكم من الخطوط، ومعني الشراء ان يقنع احدهم بحسن نيه انه يريد شراء خط هاتف زيادة نظير مبلغ مالي مقابل بطاقته، او ربما ان هناك تكونولوجيا ما يتم من خلالها استخدام تلك الارقام التي تأكدنا ان بعضها يدار من خارج مصر والكثير منها من داخلها.
شات ساعتان
استمرت المحادثة الأخيرة لساعتين كاملتين في محاولة للاقناع والتجنيد لحسابهم حتي اصطنعنا الموافقه فكان الرد: "هنبعتلك الخطوط اللي انتي عاوزاها ومتقلقيش متأمنة".
پسألناهم في حذر: "متأمنه ازاي مصر كلها اوضه وصالة وهتتجابوا هتتجابوا".
فكان الرد: "لا متخافيش احنا مش هواة ومأمنين نفسنا واللي بيشتغل معانا"...
تذكرت وقتها رساله قديمه كانوا قد ارسلوها في بدايه محاولات تجنيدهم لي حيث قالوا نصا: "انتي هتبقي زي الاعلامي فلان والصحفي فلان" والاسماء المذكورة كبيرة ولامعة واحدها يعمل خارج مصر في قناه غير مصرية مستشهدين بان تلك الاسماء غيرت فجأه منهجها من الوقوف مع الدوله الي النقد اللاذع والهجوم عليها.
سؤال بديهي
بديهيا سألت الراسل الغامص صاحب الرقم المجهول: "ياتري انتوا مين بقي؟ .. سألتك كتير؟"
جاء رده كالعادة: احنا "احرار مصر" والحقيقه ان من يحاول الحديث من خلال تلك الرسائل يحاول جاهدا اخفاء هويته، فتارة يتحدث بلسان الإخوان المتأسلمين، واخري بلسان الملحدين، وثالثة انه من "تكوين" وهو الاسم الوحيد الذي صرحوا به علي اعتبار اننا سننساق لو ابلغنا مثلا رغم اننا متأكدون من انه اراد الزج باسمهم ويريد ان يلعب بنا كطعم في البدايه الا انهم التقموا الطعم.
پفي النهاية فإن ملخص تحقيقنا الاستقصائي الذي استمر لشهور الان انهم جماعه او مجموعه تحمل افكارا هدامه وتسعي لتخريب المجتمع المصري وبث اليأس في نفوس الكثيرين تجاه وطن يروجون له انه يغرق ومصر في حفظ الله اولا واخيرا.
فالمغامرة التى بدأت برسائل "اس ام اس" كان علينا ان نوقفها صحفيا بعدما ارادوا ارسال الخطوط وإرسال الأموال المشبوهة والحرام مقابل خيانة الوطن.
اترك تعليق