مسلسل "خالتي صفية والدير" إنتاج قطاع الإنتاج في التلفزيون المصري عام 1996 وهو مأخوذ عن رواية بالأسم نفسه للروائي بهاء طاهر ، نشرت عام 1991.
تدور أحداث المسلسل في قرية صغيرة في مدينة الأقصر عام 1959 من خلال قصة حب مثيرة وانتقام مدمر حول "حربي" و"صفية" التي أحبته منذ الطفولة، لكن مع كبرهما تفرقت بهما السبل، لكن صفية تزوجت من القنصل الذي يعمل لديه "حربي" ، وتحدث وقيعة حدثت بين "حربي" والقنصل تؤدي إلى قتل "حربي" له بعدما قام القنصل بجلده على مرأى ومسمع من أهل القرية، وتقرر "صفية" الانتقام من "حربي" ، لانه لم يتزوجها قام بدور "حربي " الفنان الجميل الراحل "ممدوح عبد العليم " واستطاعت بوسي بدور صفية ان تضع لنفسها مكانا مميزا فى قائمة الاعمال الخالدة بأدائها الاستثنائي لدور "صفية " وكانت مباراة اداء بينها وبين ممدوح عبد العليم الذي أجاد دوره بمهارة، خصوصاً في مشاهد "الماستر سين" للعمل، وفي مقدمتها مشهد جلده أمام أهل القرية.
وشارك في بطولة المسلسل مجموعة من النجوم الكبار الذين برعوا فى ادوارهم سناء جميل وحمدي غيث وعمر الحريري وعبدالله فرغلي، وسيد عبد الكريم وسميرة محسن وأمينة رزق، والوجوه الجديدة رانيا فريد شوقي ونشوى مصطفى ومنى زكي. وكتبت السيناريو والحوار للمسلسل المؤلفة يسر السيوي، وأخرجه إسماعيل عبد الحافظ ، توليفة قوية من الفنانين المبدعين فى كل عناصر المسلسل حتي التيتر الذى قام بتلحينه المبدع ياسر عبد الرحمن مما ساهم ايضا فى تحقيق نجاح وجماهيرية للمسلسل الذى كان ينتظره الجمهور المصري كل يوم الساعة 7 ، وينتظر بشغف استكمال احداثه .
تم عرض المسلسل لأول مرة يوم 19 يوليو 2024 ، والمدهش أن دور صفية كان المرشح له فى البداية الفنانة شريهان، و لم تكن قد قدمت فى الدراما التليفزيونية سوي مسلسل "رحمة" 1987 تأليف كرم النجار وإخراج إبراهيم الشقنقيرى وشاركت بطولته النجم الكبير الراحل عبدالله غيث وعمر الحريرى وعماد رشاد ولم يحقق العمل نجاحا يذكر ، ولكن المخرج كان قد تأثر بالدور الذي قدمته شريهان فى فيلم "الطوق والأسورة" المأخوذ عن قصة ليحيى الطاهر عبدالله صاغ لها السيناريو والحوار خيرى بشارة الذى قام أيضا بإخراج الفيلم فى عام 1986، وكان متحمسا لإخراج منها إمكانيات أعلي منها وبالفعل وافق قطاع الإنتاج على ترشيح شريهان للعب بطولة المسلسل أمام ممدوح عبدالعليم، وبدأت الإستعداد بإجراء بروفات الترابيزة التى اعتاد المخرجون الكبار فى زم الفن الجميل عليها قبل بداية تصوير أعماله، بعد أن رشح ممدوح عبدالعليم وسناء جميل وعمر الحريرى وحمدى أحمد للعب البطولة.
وكانت شريهان متحمسة بشدة للعمل وقامت بالفعل بتوقيع العقد لثقتها فى اسم المخرج الكبير، أو لحبها للشخصية من خلال الرواية، وربما إعجابها بسيناريو يسر السيوى، تعددت الأسباب والموافقة واحدة.
وفجأة تغيبت شيريهان عن بروفة الترابيزة ونظرا لضيق الوقت، تواصل المخرج اسماعيل عبد الحافظ مع النجمة الكبيرة بوسى، وعرض عليها بطولة العمل بدلا من شريهان التى لم تكن قد أعلنت اعتذارها عن البطولة، وسألت بوسى عن الأخبار المنتشرة الخاصة بلعب شريهان لبطولة المسلسل، فأخبرها المخرج الكبير الراحل بأن شريهان اعتذرت، وقتها طلبت بوسى أن تتصل بشريهان لتستأذنها قبل الدخول لتصوير دور "صفية" فأخبرها المخرج بشكل قاطع أنها اعتذرت ، وأن عليها الرد خلال يومين نظرا لضيق الوقت، ووافقت بوسى بالفعل ووقعت عقد بطولة المسلسل بعد يومين فى مكتب رئيس قطاع الإنتاج ممدوح الليثى.
تم تصوير مشاهد المسلسل الخاصة بالدير داخل دير كان على جبل يري النيل ومزارع القصب والموز بجوار البر الغربى، ، ورحب الدير بأسرة المسلسل خاصة الفنان الكبير الراحل "ممدوح عبدالعليم" ، وبقوا فى ضيافتهم عشرين يوما تقريبا ليثبتوا أن الدين لله والمحبة للجميع ، أما المشاهد الداخلية فكانت فى استوديو نحاس بالهرم، و سراى "القنصل عسران" من الخارج، قدمت الفنانة الكبيرة سناء جميل التى قدمت شخصية "حسنية"، وزوجها "إبراهيم" حمدى غيث، و كان الشرط الوحيد للدير قبل الموافقة على تصوير أحداث المسلسل به أن يتم وقف التصوير وقت القداس، وكان ينتهى فى التاسعة من صباح يوم الأحد، كانت أسرة المسلسل تصور حيث من السابعة صباحا، ثم تتوقف لتتم إقامة القداس، وبعد نهايته يعاودون التصوير.
وأثناء القداس كانوا يجلسون جميعا بالخارج، وفى إحدى المرات طلب المخرج البحث عن مدير التصوير كمال صبحى، لم يجدوه أبدا، وفى النهاية كان يحضر القداس بالداخل.
اجتهد كل فريق المسلسل جدا فى اخراج عمل لا ينسي حتي اليوم ، بكل تفاصيله ، وساهم فى نجاح هذا العمل هو المشاهد الحقيقية فى الاماكن الحقيقية للأحداث والصدق الفني الكبير فى ربط التصوير الداخلي بالخارجي .
اترك تعليق