مناورات بحرية صينية روسية مشتركة.. ردا علي قمة الناتو بواشنطن..!!
التحالف الغربي.. يصف بكين بأنها عامل التمكين الحاسم للحرب في أوكرانيا
سفن عسكرية صينية تدخل المنطقة الاقتصادية الخالصة للولايات المتحدة
أمريكا تنشر صواريخ فرط صوتية في أوروبا
اتفاق ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبولندا علي تطوير أسلحة دقيقة وطويلة المدي
اتهام بكين وبيونج يانج.. بتقديم الدعم العسكري لموسكو
تقرير يكتبه.. عبد المنعم السلموني
لم تكد تمر أيام علي اختتام أعمال قمة الناتو في واشنطن. قبل حوالي أسبوعين. حتي بدأت القوات البحرية الصينية والروسية مناورة مشتركة في ميناء عسكري بجنوب الصين. حيث اتهم حلفاء الناتو بكين بأنها عامل التمكين الحاسم للحرب في أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع الصينية. في بيان مقتضب إن قوات من الجانبين قامت بدوريات في غرب وشمال المحيط الهادئ. وأن العملية لا علاقة لها بالأوضاع الدولية والإقليمية ولم تستهدف أي طرف ثالث.
وحسب وكالة أنباء شينخوا الصينية. أجريت المناورات علي مدي يومين. وانتهت في منتصف الشهر الحالي. وتهدف لإظهار قدرات القوات البحرية في مواجهة التهديدات الأمنية والحفاظ علي السلام والاستقرار عالميًا وإقليميًا. وتشمل التدريبات المضادة للهجمات الصاروخية والضربات البحرية والدفاع الجوي.
وذكرت شينخوا أن القوات البحرية الصينية والروسية نفذت تدريبات محاكاة عسكرية وتنسيق تكتيكي علي الخريطة بعد حفل الافتتاح في مدينة تشانجيانج.
وقالت وكالة الأسوشيتدبرس إن التدريبات المشتركة جاءت عقب التوترات الأخيرة بين الصين وحلفاء الناتو. وأوضح البيان الختامي. والذي وافقت عليه الدول الأعضاء في حلف "الناتو" البالغ عددها 32 دولة في قمة واشنطن. أن الصين أصبحت محور اهتمام التحالف العسكري. واصفًا بكين بأنها العامل التمكيني الحاسم لحرب روسيا ضد أوكرانيا.
ويري الأعضاء من أوروبا وأمريكا الشمالية وشركاؤهم بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ أن المخاوف الأمنية المشتركة تأتي من روسيا وداعميها الآسيويين. وخاصة الصين.
وردت الصين باتهام حلف الناتو بالسعي لتحقيق الأمن علي حساب الآخرين. وطلبت من الحلف ألا يجلب نفس الفوضي الأوكرانية إلي آسيا. وأكدت الخارجية الصينية أن الصين لديها موقف عادل وموضوعي بشأن الحرب في أوكرانيا.
وفي الأسبوع الماضي. صادفت سفينة تابعة لخفر السواحل الأمريكي أثناء قيامها بدورية روتينية في بحر بيرينج شمال المحيط الهادي. ثلاث سفن عسكرية صينية في المياه الدولية ولكن داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة للولايات المتحدة. حسبما قال مسؤولون أمريكيون.
وفي وقت لاحق. تم رصد سفينة رابعة علي بعد حوالي 135 كيلومترًا شمال ممر أموكتا. وقال الجانب الأمريكي إن السفن البحرية الصينية عملت ضمن القواعد والأعراف الدولية.
وتظهر القرارات التي اتخذت مع اختتام قمة الناتو بواشنطن أن قوي الحلف تخطط لتدخل عسكري مباشر ضد روسيا المسلحة نوويا. حسبما يقول موقع wsws.org. وفي اليوم السابق. أعلن حلف شمال الأطلسي عن إنشاء مكتب في أوكرانيا وقيادة للناتو في ألمانيا. ربما لتنسيق هجوم حربي ضد روسيا.
وتعهدت دول الناتو بمبلغ إضافي قدره 40 مليار دولار من الإنفاق العسكري لأوكرانيا. وبأنها ستسمح في نهاية المطاف لأوكرانيا بالانضمام للتحالف العسكري. كما وافقت واشنطن وبرلين علي نشر صواريخ موجهة بعيدة المدي. في ألمانيا. تستهدف روسيا.
وينص إعلان مشترك صادر عن الحكومتين الأمريكية والألمانية علي أن الولايات المتحدة ستبدأ نشر قدرات إطلاق النار بعيدة المدي لفرقة العمل متعددة المهام التابعة لها في ألمانيا وذلك في عام 2026. كجزء من التخطيط للتمركز الدائم لهذه القدرات في المستقبل. وعند تطويرها بالكامل. ستشمل هذه الوحدات النيران التقليدية وصواريخ طويلة المدي SM-6 وتوماهوك. وأسلحة متطورة فرط صوتية. تتمتع بمدي أطول بكثير من النيران البرية الحالية في أوروبا.
ويقول الموقع: الآن تعمل دول الناتو. التي أشرفت علي تنفيذ الهجمات الصاروخية الأوكرانية ضد روسيا . علي تهيئة الظروف لشن ضربات صاروخية ضد المراكز الرئيسية الروسية. ويمكن لصواريخ توماهوك كروز. التي يصل مداها لأكثر من 2000 كيلومتر. أن تضرب عمق روسيا. أقصر مسافة بين برلين وموسكو هي أقل بقليل من 1600 كيلومتر.
لن تتمكن الصواريخ فرط الصوتية LRHW المنتشرة في ألمانيا من ضرب أكبر المدن الروسية. موسكو وسانت بطرسبرغ. فحسب. بل يمكنها الوصول إلي المدن الروسية في عمق أوراسيا. وغرب كازاخستان.
استهداف المدن الروسية
وتخطط القوي الكبري في الاتحاد الأوروبي أيضًا لتطوير قدرات هجومية بعيدة المدي لاستهداف المدن الروسية. ووقع وزراء دفاع ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبولندا في واشنطن علي إعلان نوايا لتطوير أسلحة دقيقة طويلة المدي لبلادهم.
تفاخر المستشار الألماني أولاف شولتز مع بدء قمة الناتو بأن ألمانيا تريد تحمل المزيد من المسؤولية عن هجوم الناتو ضد روسيا.
ويقول الموقع إن ما يسميه شولتز المهام الأمنية هو في الواقع تهديد لروسيا بالحرب ووضع أوروبا والعالم علي شفا بركان. حيث يستطيع حلف الناتو شن هجمات صاروخية علي روسيا في أي لحظة. والواقع أن الإعلان الختامي لقمة واشنطن أوضح أن الناتو يستعد للحرب ليس فقط مع روسيا. بل وأيضاً مع حلفاء روسيا الأقوياء في مختلف أنحاء أوراسيا.
وجاء في الإعلان أن روسيا تظل التهديد الأكبر والأكثر إلحاحا لأمن حلفائنا . متهما روسيا بـ زعزعة السلام والاستقرار في المنطقة الأوروبية الأطلسية وتقويض الأمن العالمي بشكل خطير . ويضيف أن قوي الناتو مصممة علي تقييد ومواجهة الأعمال العدوانية الروسية ومواجهة قدرتها علي القيام بأنشطة مزعزعة للاستقرار تجاه الناتو والحلفاء .
ويقول الموقع إنه بعد عقود من الحروب العدوانية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطي وأفريقيا. تخطط القوي الإمبريالية في الناتو لتصعيد عالمي آخر للحرب لإخضاع روسيا والاستعداد للحرب ضد الصين.
لم يتطرق إعلان الناتو للإبادة الجماعية الإسرائيلية التي يدعمها الحلف في غزة. وبدلاً من ذلك هدد إيران وكوريا الشمالية وقبل كل شيء الصين لاحتفاظها بعلاقاتها مع روسيا. وجاء فيه: أصبحت جمهورية الصين الشعبية عاملاً حاسماً في تمكين حرب روسيا ضد أوكرانيا من خلال ما يسمي بشراكة بلا حدود ودعمها واسع النطاق للقاعدة الصناعية الدفاعية الروسية. لا تستطيع جمهورية الصين الشعبية دعم أكبر حرب في أوروبا في التاريخ الحديث دون أن يؤثر ذلك سلبًا علي مصالحها وسمعتها.
ورد المسؤولون الروس بإدانة قمة واشنطن والتهديد باتخاذ إجراءات عسكرية مضادة. وحذر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف من أن التوترات في القارة الأوروبية تتصاعد . وتابع أن روسيا تري أن قرارات الناتو بإنشاء مراكز لوجستية منفصلة في مدن علي البحر الأسود. وفتح منشآت إضافية في أوروبا . هي تهديد خطير للغاية للأمن القومي لبلدنا "يتطلب" تفكيرًا مدروسًا ومنسقًا . والاستجابات الفعالة لردع ومواجهة الناتو.
وذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء أن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف تعهد أولا وقبل كل شيء بتطوير رد عسكري علي هذه اللعبة الجديدة.
ويقول الموقع إن الرد العسكري علي تهديدات حلف شمال الأطلسي ــ وضع خطط تمكن القوات الصاروخية الروسية من قصف برلين ولندن وباريس وروما ومدريد بسرعة ــ لن يؤدي إلا إلي وضع العالم علي شفا بركان وإشعال حريق نووي كارثي.
وذكرت شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية. في تقرير لها. أن البيان المشترك يمثل أكثر لهجات الناتو وضوحا حتي الآن بشأن دور الصين في الحرب التي حفزت التحالف البالغ من العمر 75 عاما. والذي احتفل بالذكري السنوية لتأسيسه في قمة القادة التي استمرت ثلاثة أيام بواشنطن واستضافها الرئيس الأمريكي جو بايدن.
تاريخيًا. يركز الناتو. المؤلف من 32 عضوًا. علي الأمن في أمريكا الشمالية وأوروبا ويأتي إعلان قادته في الوقت الذي قام فيه الحلف بتعزيز روابطه مع حلفاء الولايات المتحدة في آسيا. وينظر بشكل متزايد إلي ارتباط أمنه بالمنطقة. حتي إن الدول الأعضاء في الحلف انتهجت سياسات متباينة تجاه الصين.
وللعام الثالث علي التوالي. حضر زعماء نيوزيلندا واليابان وكوريا الجنوبية القمة في إشارة أخري للعلاقات الوثيقة بين الكتلة وتلك الدول. وكذلك أستراليا.
وانتقدت الصين بيان الناتو ووصفته بأنه مليء بعقلية الحرب الباردة والخطاب العدائي وقالت إنه استفزازي وملئ بأكاذيب وافتراءات واضحة.
وقال بيان صادر عن بعثة بكين لدي الاتحاد الأوروبي: الصين ليست السبب في الأزمة الأوكرانية. وموقفنا واضح وعلني. نهدف لتعزيز محادثات السلام والسعي لتسوية سياسية.
كما كرر البيان الصيني موقف بكين المتمثل في أنها لم تقدم أبدًا أسلحة فتاكة في الصراع ولديها ضوابط صارمة علي الصادرات ذات الاستخدام المزدوج. ودافعت عن تجارتها مع روسيا باعتبارها طبيعية .
وقد أثار الزعماء الأمريكيون والأوروبيون في الأشهر الأخيرة قلقهم من أن مثل هذه الصادرات تعمل علي تنشيط قطاع الدفاع الروسي وتسمح له بالبقاء رغم العقوبات الدولية الضخمة. وقالت الولايات المتحدة إن الصادرات ذات الاستخدام المزدوج مكنت روسيا من إنتاج الدبابات والذخائر والمركبات المدرعة.
عقوبات غربية ضد الصين
وقد فرضت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات علي كيانات صينية يزعمان أنها تدعم المجهود الحربي الروسي.
وفي وقت لاحق. أدانت الخارجية الصينية أيضًا الإعلان. حيث وصف متحدث باسم الناتو بأنه تهديد كبير للعالم. وكرر اتهامات بكين بأن الحلف يؤجج لهيب الحرب في أوكرانيا.
ويعد إعلان قادة الناتو أحدث خطوة في التشديد تدريجي للهجة الكتلة تجاه الصين خلال السنوات الأخيرة.
جاء هذا التحول بالتزامن مع مع زيادة تركيز السياسة الأمريكية علي منطقة المحيطين الهندي والهادئ وسط تنافس متزايد مع بكين. حيث أصبحت الصين تحت قيادة شي أكثر جرأة في المنطقة وفي سياستها الخارجية الأوسع.
وقال زعماء الناتو في اجتماعهم الأخير أيضًا إن بيونج يانج وطهران تؤججان الحرب الروسية من خلال الدعم العسكري المباشر . وأدانوا صادرات كوريا الشمالية من القذائف المدفعية والصواريخ الباليستية إلي روسيا. والتي تتبعتها منذ العام الماضي عندما استضاف بوتين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في أقصي الشرق الروسي.
وقال الزعماء في إعلانهم: إن منطقة المحيطين الهندي والهادئ مهمة بالنسبة لحلف شمال الأطلسي. بالنظر إلي أن التطورات في تلك المنطقة تؤثر بشكل مباشر علي الأمن الأوروبي الأطلسي .
وتطمح الصين وروسيا لإعادة تشكيل النظام العالمي الذي تريان أن الولايات المتحدة تهيمن عليه بشكل غير عادل. وألقت كل منهما باللوم علي التحالف الأمني الغربي لاستفزاز موسكو لغزو أوكرانيا.
ومنذ ما يقرب من عام بالضبط. كتب ينس ستولتنبرج في مجلة فورين أفيرز أن السلوك القسري المتزايد للحكومة الصينية في الخارج والسياسات القمعية في الداخل يشكل تحديًا لأمن الناتو وقيمه ومصالحه . وأعقب ستولتنبرغ ذلك بزيارة لتايوان في يناير. حيث أوضح الروابط بين الأعمال العدوانية التي تقوم بها الدول الاستبدادية في أوروبا وآسيا وما يمثله ذلك من مخاطر.
ما يحدث في أوروبا يهم آسيا. ما يحدث في آسيا يهم أوروبا. اليوم أوكرانيا وغدًا يمكن أن تكون تايوان .
وتابع أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيجعل العالم أكثر خطورة ويجعلنا جميعاً أقل أماناً . وفقاً لبيان صحفي صادر عن حلف شمال الأطلسي. وأضاف أن ذلك سيشجع الزعماء الاستبداديين الآخرين. بما في ذلك القادة في كوريا الديمقراطية وإيران والصين. علي استخدام القوة.
وفي خطاب ألقاه في 17 يونيو بمركز ويلسون بواشنطن. أوضح ستولتنبرج مدي تأثير ما يحدث في أي من المنطقتين بشكل مباشر علي الأخري.
وأضاف: إذا انتصر الرئيس بوتين في أوكرانيا. فلن تكون هذه مأساة للأوكرانيين فحسب. لذا. إذا كنت تخشي العدوان الصيني في بحر الصين الجنوبي أو تايوان. فيجب أن تشعر بالقلق الشديد بشأن أوكرانيا. لقد التقيت برئيس وزراء اليابان قبل بضعة أشهر. وكانت رسالته هي أن ما يحدث في أوكرانيا اليوم يمكن أن يحدث في جنوب شرق آسيا غدًا.
ويري تقرير لموقع بريكنج ديفنس Breaking Defens. إن مساعدة بكين لجارتها الروسية تشمل الآن أكثر من مجرد التدخل الدبلوماسي
وقال أحد الباحثين من معهد لندن الملكي للخدمات المتحدة للموقع . إنه. في الآونة الأخيرة. استخدمت روسيا القنابل الانزلاقية التي تعتمد علي الإلكترونيات المستوردة من الصين وتايلاند وتركيا.
ووفقاً لمسئول كبير في الإدارة الأميركية. فإن نحو 90% من أشباه الموصلات في روسيا تأتي من الصين» 70% من النيتروسليلوز. الذي يستخدم في الوقود الدافع والكثير من البصريات. والأدوات الآلية.. وكل هذا لا يؤجج حرب روسيا ضد أوكرانيا فحسب. بل يخلق أيضًا تحديًا طويل المدي للأمن الأوروبي. ومن الواضح أن حلفاءنا يدركون.
ويشير تقييم رسمي للخارجية الأمريكية إلي أن كوريا الشمالية نقلت بشكل غير قانوني عشرات الصواريخ الباليستية وأكثر من 11 ألف حاوية من الذخائر لمساعدة المجهود الحربي الروسي .
وفي المقابل. يُعتقد أن كوريا الديمقراطية تتلقي تقنيات عسكرية روسية متقدمة تعزز برنامجها للأسلحة النووية. وتساعد في تصميم الصواريخ الباليستية. وتوفر معلومات عن معرفة تصميم الغواصات وأنظمة الأقمار الصناعية.
اترك تعليق