حاول محور أهل الشر علي مدي الشهور الماضية الزعم بأن الدولة المصرية تقوم بازالة الأشجار في الشوارع والميادين بمختلف المحافظات وانها تسببت في ارتفاع درجات الحرارة وتغيير المناخ في مصر.
اكد خبراء الزراعة والتنسيق الحضاري ان هذه الاكاذيب ليس لها أي أساس من الصحة حيث أن الدولة المصرية تقوم بمشروعات قومية لزراعة 100 مليون شجرة في غضون 7 سنوات وتم الانتهاء بالفعل من زراعة 1.4 مليون شجرة خلال العام المالي الماضي لتؤكد حرص الدولة علي زراعة ملايين الاشجار وتحويل الصحراء الي واحة خضراء وأنها ماضية في خطتها رغم كيد اعداء الوطن.
اشاروا الي ان الدولة استطاعت خلال الفترة الماضية تحويل مقلب قمامة الي أكبر حدائق الشرق الاوسط وهي حدائق تلال الفسطاط المقامة علي مساحة 500 فدان في منطقة الفسطاط بالقاهرة التاريخية وذلك ضمن الخطة المصرية لزيادة المساحات الخضراء في قلب العاصمة ويتضمن هذا المشروع 8 مناطق تتنوع مداخلها بعدد من البوابات الحديثة والتاريخية والحدائقية مع التركيز علي الابعاد التاريخية لمنطقة الفسطاط عبر مختلف العصور المصرية القديمة والقبطية والاسلامية والحديثة.
أكد الدكتور محمد إبراهيم الأستاذ بكلية الزراعة جامعة أسيوط أن المزاعم الأخيرة الخاصة بقطع الأشجار تعد أكاذيب وليس لها أساس من الصحة حيث أن الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي دشنت عدة مبادرات فعالة تهدف إلي زيادة الرقعة الزراعية وزيادة زراعة المساحات الخضراء في جميع أنحاء البلاد ومن أهمها مبادرة زراعة 100 مليون شجرة والتي تهدف إلي زراعة الأشجار في الطرق والمحاور والشوارع والميادين بالإضافة إلي إنشاء حدائق مركزية تكون بمثابة الرئة الخضراء للشعب المصري وتحسين جودة الهواء وتنقية الجو وأيضا تم زراعة مليون و450 ألف شجرة في خلال العام الأول للمبادرة وجاري استهداف زراعة مليون ونصف المليون شجرة خلال العام المالي الحالي...
أشار إلي أنة تم تحديد 9900 موقع علي مستوي الجمهورية بإجمالي مساحة 6600 فدان لتنفيذ هذة المبادرة وفي نفس الوقت تشارك وزارة البيئة المصرية في زراعة 6500 شجرة من أشجار الزينة والأشجار المثمرة ضمن مبادرة زراعة الأشجار في قري "مبادرة حياة كريمة " في المرحلتين الأولي والثانية. بالإضافة إلي قيام الوزارة بوضع خدمة لتشجير المطارات الدولية خاصة مطار الغردقة الدولي ومطار شرم الشيخ الدولي ب 7 آلاف شجرة بمعدل 3500 شجرة لكل مطار حيث أن زراعة الأشجار بالمطارات يحد من الضوضاء وتعمل كمصدات للرياح بخلاف الشكل والتنسيق الجمالي أمام المسافرين والقادمين من العالم أجمع...
قالت د. مها فاروق رئيس قسم بحوث الغابات والأشجار الخشبية بمركز البحوث الزراعية أن ما أشيع عن قطع الأشجار بغرض تصديرها سواء أشجار حية أو بعد تحويلها إلي فحم. فهذا أمر غير جائز لأنة في حالة نقلها حية لابد من إتباع خطوات وتكتيك ومعدات خاصة للمحافظة عليها وهذا غير متوفر وأيضاً تحويلها إلي فحم يتطلب نوعية معينة من الأشجار تكون لها صفات جيدة لإنتاج الفحم ومعظم أشجار الشوارع لا تصلح لهذا الغرض ..
أوضحت أنة تم تقديم مشروع قانون تم إعداده عام 2020 م مكون من عشرة أبواب ينص علي أن يكون في مصر هيئة قومية متخصة بالغابات والتشجير تختص بوضع خطط التشجير وإنشاء المشاتل لإنتاج الشتلات وهي اللبنة الأساسية التي يقوم عليها نجاح مبادرة زراعة الأشجار في مصر وتحديد دورات القطع والاحلال والتجديد للأشجار في عموم البلاد...
أكد الدكتور محمد عابدين الخبير الزراعي والباحث في وراثة النبات عن أهمية زيادة الرقعة الخضراء ويثمن جهود الدولة في التوسع في زراعة الغابات الشجرية والتي تعتبر أحد أهم المشروعات الكبري التي عملت الحكومة المصرية علي التوسع في تنفيذها خلال الفترة الماضية وهو ما سوف يقلل من حجم وفاتورة استيراد الأخشاب من الخارج...
أضاف إلي نجاح التجربة في العديد من محافظات الجمهورية فمصر حالياً بها حوالي 33 غابة شجرية علي مستوي محافظات الجمهورية ترتبط بمحطات الصرف بداية من محافظات الصعيد أسوان التي تعتبر أكثر المحافظات المعتمدة علي مياة الصرف الصحي المعاد استخدامة لري الغابات الشجرية وباقي محافظات الصعيد ومحافظتي الاسماعيلية والسويس ومحافظات المنوفية والدقهلية والإسكندرية وجنوب وشمال سيناء وجاري العمل في محافظتي المنيا ومطروح ومؤخراً تم الإهتمام بالتوسع في محافظة البحر الأحمر والموافقة علي إنشاء 3 غابات شجرية...
أشار د. علاء الناظر أستاذ الإدارة العامة والمحلية إلي أن تخطيط المدن والقري الجديدة في السابق والتوسع في الحيز العمراني كان لا يهتم بوجود المساحات الخضراء وأدي ذلك إلي حدوث كثافات سكانية في مناطق عديدة وفي عواصم المحافظات وهي أماكن تتمركز فيها المباني والابراج السكنية وتتميز بالعشوائية والحياة الغير صحية والمليئة بالتلوث وهناك أمثلة عديدة مثل منطقة فيصل والوراق وإمبابة وغيرها من المناطق التي لا يوجد بها مسطحات خضراء وبها تكدس سكاني وإختناقات مرورية عديدة وقد اختلفت ثقافة التخطيط في السنوات العشر الأخيرة لدي القيادات والمسئولين في الإهتمام بوجود حدائق حول المباني وزراعة الأشجار في الشوارع ووجود مساحات خضراء شاسعة في المدن الجديدة ووضع اشتراطات البناء متضمنة وجود مساحات خضراء وفارغة حول المباني والفيلات الجديدة بحيث يتم ترك مساحة مع الجار من كل الاتجاهات ومع الشارع الرئيسي لتوفير بيئة صحية ومناسبة للسكان وتزامن وجود عملية صيانة تهذيب للأشجار في أماكن مختلفة علي مستوي الجمهورية وإزالة التالف منها وأيضا نقل بعضها إلي أماكن أخري للحفاظ عليها مع وجود إرتفاع في درجات الحرارة غير مسبوق مع استمرار الطقس شديد الحرارة لفترات طويلة أدي إلي جدل واسع بأن المتسبب في إرتفاع درجة الحرارة هو عمليات قطع الأشجار وهذا الكلام غير صحيح وغير منطقي لأن اختلاف وإرتفاع درجات الحرارة هو في مناطق عديدة علي مستوي العالم وليس مصر فقط وذلك نتيجة تغيرات مناخية ناتجة من سوء تعامل البشر مع الطبيعة.
يري الدكتور الحسين حسان خبير الإدارة المحلية والتنسيق الحضاري أن المشروعات الخاصة بالمدن الجديدة أغلبها حوالي 40% مسطحات خضراء ونحن لدينا 22 مدينة من مدن المجتمعات العمرانية الآن أصبح هناك 30 مدينة تم أنشأها حديثاً وهي مدن الجيل الرابع بها نحو 40% مسطحات خضراء وأيضا 236 مدينة تابعين للادارات المحلية لا تحتوي علي مسطحات خضراء إلا قليل منها. فبالتالي تسعي الدولة الآن بكافة مؤسساتها في تحسين المساحة الخضراء بشكل كبير للغاية وأيضا المشروعات لدينا كبيرة..
أضاف إلي أنه يكون الرد علي أهل الشر باستكمال مسيرة التنمية وعدم النظر لهذا الحديث إلي جانب انعقاد مؤتمر Cop27 فهذا المؤتمر كان لا يمكن انعقادة في دولة تخالف الأعراف ولكن الجميع يعلم أن مصر تعمل علي فكرة التشجير والنمو الحضاري بشكل أساسي ايضا لم أحد يتحدث من قبل أن كان لدينا العديد من المدن العشوائية عددها 357 منطقة وأيضا العديد من المشكلات الخاصة بالبنية التحتية الآن تم تطوير هذه البنية التحتية من خلال تداعيات مؤتمر Cop27 دخول مصر في أكثر من مشروع. نحن نتحدث عن 6 آلاف و600 فدان علي مستوي الجمهورية بالإضافة إلي مشروعات أكثر من 9900 موقع وأيضاً هناك مشروعات كبيرة مثل مبادرة 100 مليون شجرة حيث خصصت الدولة لهذة المبادرة حوالي 3 مليارات جنيه..
نوه إلي التطوير الحضاري الذي يتلائم مع الظروف الخاصة والتحديات التي تحيط بها خاصة أننا لدينا زيادة سكانية وفي ذات الوقت نقوم ببناء مدن جديدة ومسطحات خضراء. فبالتالي لابد من زيادة المساحة الزراعية لأن إنقاص المساحة الزراعية أو التشجير أو إنقاص المعدلات الخاصة بالأخضر في مصر يؤثر سلباً بشكل أو بآخر أو عند التحدث عن درجات الحرارة فالتغير المناخي متواجد في جميع دول العالم. نحن نتحدث عن مشاكل تصيب جميع دول العالم في التشجير بسبب حرائق الغابات وغيره. فمصر تقوم بزراعة أشجار ولم يحدث إتلاف لتلك الأشجار إلا من قبل المواطن وليست الدولة..
قال أن وزارة البيئة ساهمت في المبادرة وتشجير قري حياة كريمة في 19 محافظة من محافظات الجمهورية بإجمالي 222 ألفاً و138 شجرة كمرحلة أولي وجاري البدء بالمرحلة الثانية لزراعة 277 ألف و817 شجرة بإجمالي 500 ألف شجرة للمرحلتين. جدير بالذكر أن زراعة الأشجار تزيد القدرة علي عزل انبعاثات الكربون لما تلعبة الأشجار من دور في امتصاص قدر كبير من ثاني أكسيد الكربون الذي ينتج من الأنشطة التنموية المختلفة.كما تقوم بإطلاق الأكسجين وامتصاص بعض المركبات السامة من الهواء..
اترك تعليق