زكي مصطفي 

يوسف شريف رزق الله.. هو أحد أبرز النقاد السينمائيين في مصر و العالم العربي، وله إسهامات كبيرة في تطوير النقد السينمائي والتفكير الفني في مصر والوطن العربي. 

وُلد في القاهرة عام 1941 في حي غمرة ، وكان والده يعمل مترجماً، تخرج من مدرسة "الجزويت" سنة 1961 وكان متفوقاً في دراسته، فقد حصل على المركز الخامس على الجمهورية في شهادة الثانوية العامة، ثم ألتحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة وتخرج منها عام 1966 في تخصص العلوم السياسية، التحق بالعمل في وزارة الإرشاد القومي (وزارة الإعلام حالياً) في قطاع الاستعلامات عام 1967 لكنه لم يحب العمل بها فألحقها بدبلومة آخرى في معهد التليفزيون ليدخل ماسبيرو من باب قطاع الأخبار، عمل محررا ثم رئيسا للتحرير للنشرات الإخبارية في مراقبة الأخبار باتحاد الإذاعة والتليفزيون والذي تدرج في مناصبه حتى وصل إلى رئيس تحرير.

كان يكتب مقالات سينمائية بعدد من المطبوعات الصحفية بخلاف بعض الأنشطة السينمائية التي كان يشارك بها مثل نادي القاهرة للسينما الذي كان يعرض فيلمًا للجمهور ويفتح نقاشًا معهم، ومن هنا بدأ شغفه بالسينما، وفي عام 1975 قام بإعداد برنامج "نادي السينما" والذي كان البوابة الأولى لعبور حب السينما العالمية للكثير من المصريين، وقدم بعدها برنامج "أوسكار" عام 1980 والذي كان يمزج فيه بين التجربة السينمائية والتاريخية والاجتماعية عندما كان يعمل معدًا له وتولى إعداد وتقديم برنامج آخر عن السينما المصرية بعنوان "نجوم وأفلام" والذي سجل منه العديد من اللقاءات مع رموز السينما المصرية، ثم قدم برنامج "ستار" الذي كان بمثابة نقلة كبيرة للشاشة، حيث كان يستضيف أحد نجوم السينما العالميين في ذلك الوقت.

تولى منصب رئيس قناة النيل الدولية من 1997 حتى عام 2002، رئيس قطاع التعاون الدولى بمدينة الإنتاج الإعلامى 2007 - 20119، رئيس جهاز السينما بمدينة الإنتاج الإعلامى 2011- 2012.

وفي عام 2012 كان رزق الله من بين الشخصيات الذين تم اختيارهم من قبل جمعية الأفلام البريطانية BFI لنحو 1000 شخص من مخرجين ونقاد وصانعوا أفلام من 73 دولة للتصويت على قائمتها لأفضل الأفلام عبر التاريخ.وقدّم العديد من الدراسات والتحليلات النقدية التي أثرت في فهم السينما وتقييمها في المنطقة.

رزق الله بدأ مسيرته النقدية في مجلة "الفيلم" في الستينيات، وسرعان ما أصبح له صوتاً مؤثراً في المشهد السينمائي المصري والعربي. كان يتميز بقدرته على تحليل الأفلام بعمق وفهم عميق للجوانب الفنية والإنسانية فيها. وقدّم رزق الله العديد من المقالات والكتب التي تسلط الضوء على أعمال مختلفة وأساليب إخراج مختلفة.

إضافةً إلى نشاطه النقدي، كان يوسف شريف رزق الله محللاً ومقدماً لبرامج تلفزيونية تتناول السينما وتقدم تحليلاً نقدياً عميقاً للأفلام الجديدة والكلاسيكية. ترك تأثيراً كبيراً في الأجيال الناشئة من النقاد والمهتمين بالفن السابع في العالم العربي، وما زالت أعماله مرجعاً هاماً في دراسات السينما والنقد الفني.

يوسف شريف رزق الله شارك في عدة مهرجانات سينمائية مهمة دولياً وعربياً، حيث كان له حضور بارز كناقد سينمائي من بين أهم المهرجانات التي شارك فيها:

مهرجان كان السينمائي الدولي (Cannes Film Festival)*: حضر رزق الله هذا المهرجان العالمي المرموق وقدم تقييمات وتحليلات للأفلام المشاركة.

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي و: يعد من أهم المهرجانات العربية وقد كان يوسف شريف رزق الله منتظراً في هذا المهرجان لتقديم آرائه ونقده حول الأفلام المشاركة واحيانا يكون هو عضو لجنة للتحكيم فى احدى فروع الجائزة ، او يختار اللجنة .

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي (Venice Film Festival) كما شارك في هذا المهرجان العالمي الشهير وقدم تحليلاته النقدية.
تلك المهرجانات كانت فرصاً ليوسف شريف رزق الله للتفاعل مع الأفلام العالمية والعربية وتقديم رؤيته النقدية المميزة التي أثرت في المشهد السينمائي.

يوسف شريف رزق الله، كناقد سينمائي بارز في العالم العربي، لم يكتسب العديد من الجوائز والتكريمات المعروفة بشكل واسع كما هو الحال مع المخرجين والممثلين ، لكنه نال وسام الفنون والآداب بدرجة فارس من الحكومة الفرنسية، وكرمه مهرجان القاهرة السينمائي الدولى عام 2018ومع ذلك، فإن إسهاماته الكبيرة في مجال النقد السينمائي وتأثيره العميق على المشهد السينمائي العربي تعد بمثابة تكريم ذاتي لمسيرته المهنية والفنية.

توفي في 12 يوليو 2019 عن عمر ناهز الـ77 عاما إثر وعكة صحية وأنتقل للعناية المركزة ثم وافته المنية.