هذا السُّؤالُ المُؤلِمُ تَطرَحُه السَّاحةُ الآنَ بصورةٍ قاتمةٍ، بل شديدةِ القَتامةِ.. ويكفي أن أُشيرَ فقط إلى أنَّ خطابَ الدَّعوةِ والدُّعاة، والَّذي يُناطُ به جمعُ الشَّملِ، أصبحَ في أحيانٍ كثيرةٍ - هو المسئولَ الأوَّلَ عن فُرقةِ المسلمين وتَمزُّقِهم، وبحيثُ أصبحَ بأسُ شبابِ المسلمينَ بينَهم شديدًا: كم مِن مذهبٍ في ساحةِ الدَّعوةِ الآنَ يَقِفُ مِن وراءِ تَباغُضِ شبابِ المسلمين وتَنابُذِهم وتَدابُرِهم؟ وأين ذهَبَت قضايا الأُمَّةِ المصيريَّةُ مِن اهتماماتِ هؤلاءِ الدُّعاةِ الشَّبابِ وهؤلاءِ الدَّاعياتِ الشَّابَّاتِ؟ ألَا تستَحِقُّ هذه القضايا الكُبرَى حَلقَةً واحدةً مِن حلقاتِهم الَّتي تكادُ تُحرِّمُ الحَلالَ وتُحَلِّلُ الحَرامَ؟
هل يَعلَمُ شبابُنا عن القُدسِ وعن المسجدِ الأقصى وما يُعانيهِ، مِثلَ ما يَعلَمُ من خلافيَّاتِ الأشعريَّةِ والسَّلفيَّةِ والصُّوفيَّةِ؟
وهل يَشغَلُ ذِهنَه البحثُ في واقعِ أمَّتِه مِثلَ ما يَشغَلُه البحثُ في قضايا خلافيَّةٍ تافهةٍ ولَّى زمانُها؟
اترك تعليق