زكي مصطفي
هو أحد أعمدة الموسيقى العربية والمصرية، ترك بصمة لا تُنسى في عالم الأغنية العربية. ولد كمال الطويل في محافظة قنا، ومنذ صغره أبدى اهتماماً كبيراً بالموسيقى والفنون، تخرج من معهد الموسيقى العربية، حيث تعلم العزف على العود ودرس التأليف الموسيقي.
بدأ الطويل مسيرته الفنية في منتصف الأربعينيات، حيث عمل كملحن في الإذاعة المصرية. كانت بداية طويلة مع الأغاني الوطنية حيث قام بتلحين العديد من الأغاني التي أثرت في وجدان الشعب المصري والعربي، وخاصة خلال فترة الثورة المصرية في 1952.
التقى كمال الطويل في عدد قليل من الأغاني مع أم كلثوم مثل "لغيرك ما مددت يدا"، و"غريب على باب الرجاء"، والاثنين من كلمات طاهر أبو فاشا ، لكن أشهر لقاء لهما كان في أغنية "والله زمان يا سلاحي"، كلمات صلاح جاهين، التي غنتها في عام 1956 إبان العدوان الثلاثي على مصر، والتي اعتمدت نشيداً وطنياً لمصر حتى نهاية السبعينيات من القرن العشرين عندما استبدل بها نشيد "بلادي بلادي" من ألحان سيد درويش ، كما شهدت مسيرة كمال الطويل تعاونات مع أبرز نجوم الغناء في مصر والعالم العربي، ومنهم:
عبد الحليم حافظ:
كان التعاون بين كمال الطويل وعبد الحليم حافظ من أنجح التعاونات في تاريخ الموسيقى العربية. قدم الطويل لعبد الحليم العديد من الأغاني الخالدة، مثل:
- "جانا الهوى": تعد من أشهر أغاني عبد الحليم حافظ، وهي من ألحان كمال الطويل وكلمات حسين السيد.
- "سواح": أغنية أخرى شهيرة لعبد الحليم حافظ، تجمع بين اللحن الجميل والكلمات المؤثرة.
- "موعود": أغنية تعكس الأحاسيس العميقة، وتظهر فيها براعة كمال الطويل في التلحين.
- "الهوى هوايا": أغنية وطنية تعبر عن حب الوطن والانتماء.
نجاة الصغيرة:
تعاون كمال الطويل مع نجاة الصغيرة في العديد من الأغاني الناجحة، منها:
"أيظن": أغنية رومانسية تحمل لحنًا عذبًا وكلمات للشاعر نزار قباني.
- "لا تكذبي": أغنية تجمع بين العمق الشعري واللحن الراقي.
شادية:
كان لكمال الطويل دور كبير في نجاح العديد من أغاني شادية، ومنها:
- "غاب القمر": أغنية رومانسية تميزت باللحن الساحر لكمال الطويل.
- "يا حبيبتي يا مصر": أغنية وطنية تعد من أشهر الأغاني التي تعبر عن حب مصر والانتماء لها.
تميز كمال الطويل في تلحين الأغاني الوطنية التي ألهمت جيلًا من المصريين، ومن أبرز تلك الأغاني:
- "أحلف بسماها وبترابها": أغنية وطنية شهيرة تعبر عن حب الوطن والاعتزاز به.
- "بلدي يا بلدي": أغنية أخرى تعبر عن المشاعر الوطنية والانتماء.
- "صورة": أغنية تتحدث عن التضامن والتكاتف الوطني.
تعاون الطويل مع اهم شعراء مصر منهم الشاعر صلاح جاهين في مجموعة من الأغاني الوطنية مثل "إحنا الشعب" عام 1956، "بالأحضان" 1961، "المسؤولية" 1963، "يأهلاً بالمعارك" 1965، "صورة" 1966، "ناصر يا حرية" التي ربما قدمت عند استقالة الرئيس جمال عبد الناصر إبان حرب يونيو 1967.
و مع الشاعر عبد الرحمن الأبنودي قدما مجموعة من الأغاني الوطنية أثناء حرب يونيو 1967، منها "إنذار"، "راية العرب"، "احلف بسماها"، "بالدم"، "اضرب"، "بركان الغضب"، "ابنك يقولك يابطل"، إضافة إلى أغنية "صباح الخير يا سينا" عام 1974.
برع كمال الطويل في تأليف الموسيقى التصويرية للأفلام السينمائية ومن أشهرها موسيقي والحان فيلم "عودة الابن الضال" مع المخرج الراحل "يوسف شاهين " ومن كلمات "صلاح جاهين" وغناء "ماجدة الرومي" قبل أن يعتزل التلحين ليعود من جديد مجاملة للمخرج "يوسف شاهين" ويقدم معه الموسيقى التصويرية لفيلم "المصير" وعند رحيله أعاد "يوسف شاهين" تقديم موسيقى المصير في فيلم "إسكندرية نيويورك" الذي حمل إهداء خاصا إلى "كمال الطويل".
حصل كمال الطويل على العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرته الفنية، تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في الموسيقى العربية. تم تكريمه في العديد من المحافل والمهرجانات، وكان له دور بارز في نشر الموسيقى العربية على المستوى الدولي.
ترك كمال الطويل إرثًا موسيقيًا غنيًا يستمر في إلهام الأجيال الجديدة من الفنانين والموسيقيين. تظل أغانيه خالدة في ذاكرة الجمهور، تعبر عن مشاعر الحب والوطنية والانتماء.
يبقى كمال الطويل واحدًا من أهم رموز الموسيقى العربية، الذي أثرى التراث الموسيقي بألحانه العذبة وأغانيه الخالدة. تعتبر مسيرته الفنية نموذجًا يُحتذى به للأجيال القادمة، لما قدمه من أعمال مميزة تعبر عن هوية وثقافة الشعب العربي.
رحل عن عالمنا في 9 يوليو 2003
اترك تعليق