أكد خبراء الذهب أن أسعار الذهب ترتبط ارتباطا وثيقا بحدة التوترات الجيوسياسية في العالم بصفة عامة وفي الشرق الأوسط بصفة خاصة وايضا في أوكرانيا وروسيا فكلما زادت حدة التوترات السياسية ارتفع سعر الذهب خاصة وأنه الملآذ الآمن للجميع.

قالوا إن الأسعار أيضا ترتبط باتجاه الفيدرالي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة. خاصة وأن أسعار الذهب يكون علي عكس اتجاه سعر الدولار الذي كلما انخفض سعره ارتفع بالمقابل سعر الذهب.

توقع الخبراء أن أسعار الذهب ربما تشهد انخفاضا علي المدي القريب ولكن سيعقب ذلك زيادة كبيرة في الأسعار علي المدي البعيد وربما يصل سعر الأونصة إلي 3 آلاف دولار.

قال جون لوكا الخبير الاقتصادي ورئيس مجلس إدارة شركة جولد ايرا للسبائك الذهبية إن أسعار الذهب ارتفعت بنحو 12% منذ بداية العام الجاري بناء علي عدة عوامل. وأبرزها: ان أغلب البنوك المركزية وعلي رأسها في دول مثل الهند والصين وكازاخستان وتركيا ومصر. أقدمت علي شراء كميات كبيرة من الذهب خلال آخر سبعة أشهر. والصينيون كأفراد أيضاً أقبلوا علي شراء الذهب للتحوط به نظراً لعدم الاستقرار الاقتصادي في بلادهم. إذ تعاني بكين من هبوط الأسهم وانهيار في قطاع العقارات. ما جعلهم يتجهون للتحوط بالذهب. وهو اتجاه الأفراد في معظم الدول التي تعاني نفس المشكلات.

واضاف لوكا أن التطورات الجيوسياسية أيضا كانت وراء ذلك. ما بين استمرار الحرب في أوكرانيا. علاوة علي الحرب بين الكيان الصهيوني في غزه. وهو ما جعل من الذهب ملاذاً آمناً.

وأوضح أن هناك عوامل ضاغطة أخري. فالذهب لديه حساسية تجاه الفوائد المرتفعة. وهناك توقعات بأن يترك الفيدرالي الأميركي الفائدة مرتفعة لمدي طويل لنهاية 2024 بما يؤثر علي الذهب.

وقلص التجار رهاناتهم علي تخفيضات أسعار الفائدة الفيدرالية هذا العام بسبب البيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة التي جاءت أكثر سخونة من المتوقع والتضخم الثابت.

ويؤكد أنه في حال انخفاض حدة التوترات الجيوسياسية خلال هذه الفترة ستنخفض أسعار الذهب ما يمثل فرصة للمستثمرين والأفراد أن يقبلوا علي شرائه. بينما علي العكس إذا وقعت تطورات جيوسياسية جديدة وانهيارات بالأسواق سيكون هناك اتجاه قوي للشراء.

ويشير لوكا إلي أن الذهب. الذي يحتفظ بقيمته كأداة للتحوط ضد التضخم. يميل إلي الأداء الجيد في فترات عدم اليقين الاقتصادي عندما يبتعد المستثمرون عن الأصول الأكثر خطورة مثل الأسهم.

وتوقع لوكا انخفاض الذهب خلال الفترة المقبلة ثم ارتفاعه مرو أخري ليصل مثلما كان من قبل

فيما قال الخبير الاقتصادي أسامة زرعي أن التوترات السياسية هي السبب في ارتفاع الذهب عالمياً. وأن تلك التوترات دفعت المعدن الأصفر إلي الارتفاع بسبب المشتريات المتتالية من قبل البنوك المركزية لرؤيتهم أنه الملاذ الآمن الوحيد المتواجد في السوق خلال الفترة الحالية. بعد المخاوف من تذبذب أسعار الدولار بسبب الاتجاهات المنتظرة للدولار الأميركي فيما بعد إلي تثبيت ثم خفض أسعار الفائدة.

كما أن التوترات الجيوسياسية أيضاً دفعت الأفراد لممارسة نفس السياسة التي اتجهت لها البنوك المركزية حول العالم للاستثمار في الذهب.

أضاف أنه وبحسب بيانات مجلس الذهب العالمي. فإن مشتريات ثاني أكبر اقتصاد في العالم من الذهب في العام الماضي 2023 بلغت 225 طناً. وذلك من إجمالي 1037 طناً مشتريات البنوك المركزية خلال العام. وجاء خلف الصين البلد المتصدر لمشتريات الذهب العام الماضي كل من بولندا وسنغافورة وليبيا والتشيك والهند والعراق وقطر والفلبين. علي التوالي.

ويقول زرعي. إن أداء الذهب علي المديين المتوسط والطويل في اتجاه صاعد مستمر نحو تحقيق أرقام قياسية. متوقعة أن يصل سعر الأونصة قبل نهاية العام إلي 3000 دولار. ذلك بسبب الإقبال التاريخي علي الاستثمار فيه كملاذ آمن.  كما توقع أن يتخلل هذا الارتفاع انخفاض علي المدي القصير. لتعاود الأسعار للارتفاع مرة أخري.

ويعدد زرعي. بعض العوامل التي من شأنها أن تؤثر علي أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة والاستثمار فيه. وأبرزها:

اتجاه الفيدرالي الأميركي لخفض أسعار الفائدة. خاصة وأن أسعار الذهب تكون علي عكس اتجاه سعر الدولار الذي كلما انخفض سعره ارتفع بالمقابل سعر الذهب.

ارتفاع حدة التوترات الجيوسياسية في المنطقة وتحولها إلي منطقة صراعات دائمة.

وأكد زرعي علي ان الذهب محليا خلال الفترة المقبلة سينخفض ثم سيعاود الصعود من جديد

Previous Next