هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الخبراء: التطبيق يستخدم أساليب غير أخلاقية من أجل زيادة الأرباح
العديد من دول العالم قامت بتجريمه لأنه ينشر الفوضي
الأطفال والمراهقون هم أكثر المضارين.. ويدفعون الثمن غالياً
مقاطع الفيديوهات تنشر مشاهد فاضحة وشاذة
وتسخر من الإنجازات التي حققتها الدولة
لابد من إنشاء منصات إيجابية تدعم الولاء للوطن والحب للأسرة

نعيش عصر التكنولوجيا الحديثة والانفتاح علي  عوامل متعددة اصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية خاصة وسائل التواصل الاجتماعي بكل انماطها وأشكالها المختلفة.


منذ عام 2016 تم اطلاق منصة "تيك توك" لتصبح أشهر تطبيقات التواصل الاجتماعي التي تجذب الصغار والشباب ولأن المحتوي خرج عن المألوف في كثير من الاحيان في ظل عدم وجود نظام رقابة يتحكم فيما يتم بثه مما جعل بعض الدول تقوم بحظره.. "الجمهورية أون لاين" التقت الخبراء والمتخصصين في محاولة لمعرفة خطر التطبيق الذي يحظي بشعبية لدي الفئات العمرية الصغيرة.

قالوا ان هذا التطبيق له آثاره سلبياً علي قيم الأسرة المصرية وهناك خطورة كبيرة علي الأطفال والمراهقين جراء هذه الفيديوهات التي يتم بثها.

أكدوا ان المستخدمين يلجأون إلي طرق غير نمطية واخلاقية من أجل التربح وبث الأفكار السامة.

حذروا من التقليد الاعمي دون معرفة المخاطر من خلال الجلوس ساعات طويلة دون التركيز علي الهواتف وتحول العادة إلي إدمان مما يهدد الصحة النفسية والمهارات العقلية.

اوضحوا ان العزلة الاجتماعية هي أحد الأمراض التي تصيب الصغار لأنهم يفضلون الشاشة بديلا عن التعامل مع المجتمع المحيط بهم.
 
تنشر الفوضي

د.علا عبدالفتاح رجب استشاري المشكلات النفسية والمجتمعية أكدت ان تجريم التوك توك قام به الكثير من الدول لأنه تطبيق في منتهي الخطورة لأن المكسب منه التجاوز فليس هناك معايير لتوجيه الحديث لذلك تنتشر الفوضي التي تسبب خللاً في وجهات الضبط ففيه الايحاءات واستخدام لغة الجسد بشكل غير اخلاقي وقيمي وهو ما حدث من بعض الفتيات التي تم تحويلهن إلي منصة القضاء.
قالت ان القضية ليست في حجب وحظر واغلاق البرامج علي هواتف الصغار ولكن في عودة الوعي الاسري والحرص علي المتابعة والتواصل من جانب الاباء والامهات مع اولادهم واصدقائهم لمعرفة مدي التجاوز الذي قد يحدث من الابناء وتدارك أي خطأ قبل ان يتحول إلي كارثة.
فالصغار لا تزال عقولهم في طور التكوين والنمو ولابد من معرفة محرك المكون الوجداني لديهم.

أوضحت انه عندما تم اهمال الأنشطة واحترام الموهبة وابرازها وجدنا فريقين واحد يلجأ لممارسة أنشطة التيك توك واخر متفرج وكلاهما يقع في دائرة الخطر لذلك لابد من الاهتمام المدرسي بالعودة لتاريخ يحاكي الموهبة ويدعمها وينميها خاصة ان وزارة التربية والتعليم ترصد ميزانية لتطوير المواهب في المجالات المختلفة بالرسم والرياضة والتمثيل وغيرها بدلاً من انتشار الفن الرقمي الضار أو غير الهادف.
أكدت ان الشراكة الحقيقية بين الكبار والصغار مطلوبة بكل تفاصيلها ومكوناتها لخلق شخصية منتجة قوية وسوية تستطيع افراز ما تراه أو تسمعه عبر هذه المنصات.
قالت لقد وجدنا ان مقاطع بعض الفيديوهات فيها سخرية من انجازات الدولة أو التسويق لمنتجات ضارة أو مشاهد فاضحة وشاذة وهذا الأمر ليس مجرد مضيعة للوقت والطاقة ولكن هدم وانهيار للمجتمع وانتشار حالة من الاحباط والاكتئاب نتيجة الوقوع في براثن الإدمان الرقمي وهو بمثابة غول يستطيع تدمير الأمة سريعاً.
لقد انتشرت صور العنف المختلفة من لفظي وحركي وتنمر واساءة للآخرين جراء هذه المنصات التي أثرت علي التوازن الكيميائي في عقول المستخدمين والمتابعين معاً.
طالبت بوجود مراكز رقمية في كل المؤسسات تابعة لمجلس الوزراء وانشاء منصات إيجابية تنشر كل المفاهيم الدينية والاجتماعية التي تقرب وتدعم الحب والولاء للوطن والأسرة وتعزيز المفاهيم الإيجابية في العلاقة الإنسانية.

وباء وتلوث

د.وليد هندي استشاري الصحة النفسية أكد ان "التيك توك" وباء وتلوث بصري وسمعي وهو وباء العصر وللأسف مازال يجول لاصطياد الشباب وإيقاعهم في براثن الخداع وتزييف الحقائق وتلك الشخصيات الهستيرية المريضة بهوس الشهرة التي تطاردنا من حين لآخر بهدف جذب الانتباه من قبل الآخرين.. بالتأكيد كل هذه الشخصيات ينعكس أداؤها وزيفها علي المتابعين لها وهنا تكمن الخطورة إذا علمنا ان المتابعين علي مستوي العالم وصل عددهم إلي 1.5 مليار نسمة.
أوضح ان هذا التطبيق يسمح لمستخدميه بجني الأموال بسهولة وسرعة أكثر من التطبيقات الأخري لذلك نجده قادراً علي تحفيز مشاعر المتعة وتشويه الاحساس بالوقت. 
أشار إلي ضرورة عودة دور الأسرة في التربية ورعاية الأبناء في ظل هيمنة المنصات والتطبيقات الخادعة اللاأخلاقية التي تفرض حالة من الانعزال علي من يتواصل معهم ويتابعهم بصفة مستمرة وهي كارثة علي حالة الاستقرار والأمان النفسي لصغار السن لفقدانهم حالة الاتزان  والهدوء العقلي والقدرة علي التفكير الايجابي مع هوس النشاط المفرط وغير المستقر الذي يقدمه محتوي التطبيقات. مما يؤثر أيضاً علي ضعف الحركة والمهارات العقلية وعدم ممارسة أي نشاط رياضي وتكون النتيجة الطبيعية حالة من الاضطراب والأرق ومشاعر الغيرة نتيجة للمقارنة المستمرة مع الآخرين.

سلبيات التطبيق

د.غادة عبدالعال أستاذ مساعد بكلية الخدمة الاجتماعية ــ جامعة أسيوط: تؤكد أن الصغار والمراهقين هم أكثر شريحة تتابع تطبيق "التيك توك" وهم أيضاً الأكثر عرضة لسلبيات هذه البرامج علي صحتهم النفسية والاجتماعية نظراً لانتشار المحتوي التافه الذي يعزز ثقافة الإلهاء والسطحية. مما يؤثر في تسطيح العقول نتيجة صحية لتراحع القدرات الفكرية وفقدان حالة الهدوء والتفكير العميق الناضج.
قالت إن الاسترخاء العقلي أمر مهم في مقتبل العمر لأن حالة النشاط المفرط وغير المستقر جراء مشاهدة الفيديوهات السلبية لها العديد من الاضرار لعل أهمها فقدان مشاعر الابتكار والابداع.. لغياب التركيز وزيادة التوتر والتفكير السلبي وتشتيت الانتباه والحياة في عزلة اجتماعية بديلاً للتعامل مع المجتمع المحيط بهم.
أضافت أن ما يتم بثه عبر هذا التطبيق وعلي الرغم من كونه مجرد ثوان قليلة لكنه يدخل المشاهدين لعالم محفوف بالمخاطر وأيضاً دائرة الاستغلال أو الأذي النفسي أو الجسدي والكارثة الحقيقية عدم وجود نظام رقابة صارم يتحكم في المحتوي المنشور لذلك وجدنا أن حظر التطبيق أصبح موجوداً في العديد من البلدان وهناك بلدان أخري أثار فيها التيك توك حالة من الجدل مما جعل البعض يطالب بحجب التطبيق ولا يزال النقاش مستمراً حول خطورته.
أشارت إلي أننا لم ننس قضية فتيات التيك توك واللجوء إلي طرق غير نمطية وأخلاقية من أجل التربح.
طالبت كل أسرة بضرورة التحكم في برامج الموبايل التي يستخدمها الصغار لعدم دخولهم علي هذه التطبيقات الكارثية من جهة ومن جهة اخري اهمية خلق حوار وتقارب مع الابناء خاصة في المرحلة العمرية ما بين 6 إلي 10 سنوات باعتبارها مرحلة تأسيس لمنظومة القيم والاخلاق والسلوكيات حتي يستطيع تجاوز هذه الفترة بسلام وصولا لمرحلة المراهقة والشباب لان اكتساب جميع المباديء والاسس السليمة يأتي مبكرا.. لابد من استعادة عملية التقارب والتلاحم الاسري حفاظا علي الصحة النفسية للابناء.
قالت: لابد من حملات توعية ومبادرات تناهض التأثيرات السلبية لكل التطبيقات الموجودة علي النت واذكاء الوعي برفض كل ما يؤثر علي العقل.
اكدت علي اهمية التركيز علي الدور والوازع الديني من خلال المعنيين ورجال الدين فمن الخطأ فتح النقاش والحوار مع حدوث كارثة او جريمة فقط.. لابد من استمرارية مناقشة هذه الموضوعات وتنمية روح المثابرة والاجتهاد في كل ما يفيد وينمي الشخصية.

جدل واتهامات

المستشار د.عادل عامر استاذ القانون اشار إلي انه تم اطلاق "تيك توك" في سبتمبر 2016 ليصبح احد اشهر تطبيقات التواصل الاجتماعي حيث يسمح للمستخدمين بانشاء ومشاهدة ومشاركة مقاطع فيديو مدتها 15 ثانية تم تصويرها من خلال الاجهزة المحمولة أو كاميرات الويب بواسطة خلاصاته المخصصة لمقاطع الفيديو القصيرة الملتوية التي تم ضبطها علي الموسيقي والمؤثرات الصوتية ويتميز التطبيق بجودته التي تسبب الادمان ومستويات المشاركة العالية.
اضاف انه يمكن لمنشيء المحتوي الهواة والمحترفين علي حد سواء اضافة تأثيرات مثل المرشحات وموسيقي الخلفية والملصقات إلي مقاطع الفيديو الخاصة بهم كما يمكنهم التعاون في المحتوي بانشاء مقاطع فيديو ثنائية مقسمة علي الشاشة حتي لو كانوا في مواقع مختلفة مثل معظم مواقع التواصل الاجتماعي.
قال ان تيك توك ليس محصنا ضد الجدل والاتهامات السياسية وقد تم حظره والعديد من التطبيقات الصينية الاخري في الهند منتصف عام 2020 باعتبارها خطراً علي سيادة البلاد وتأتي هذه الخطوة وسط تصاعد التوترات بين البلدين ايضا تم حظره في بنجلاديش كما تم حظره لفترة وجيزة في اندويسيا بسبب المحتوي غير اللائق وتم الغاء الحظر بعد اسبوع بعد ان وعدت الشركة بإزالة جميع المحتويات المرفوضة من المنصة وانشاء مكتب محلي لمراقبة المحتوي.
اضاف: في فبراير 2019 دفعت الشركة 5.7 مليون دولار في الولايات المتحدة لتسوية مزاعم بانها جمعت معلومات شخصية من الاطفال بشكل غير قانوني وتعتبر هذه اكبر عقوبة مدنية تحصل عليها لجنة التجارة الفيدرالية "FTC" في قضية خصوصية الأطفال.
أشار إلي أنه قد تم وضع قانون رقم 5 لسنة 2022 بإصدار قانون تنظيم وتنمية استخدام التكنولوجيا المالية في الأنشطة المالية غير المصرفية تعريفا صريحاً للتطبيقات الالكترونية للتمويل الاستهلاكي وهي نموذج اعمال قائم علي استخدام التقنيات التكنولوجية من خلال الوسائط الرقمية المتعددة لتبادل البيانات أو المعلومات أو تشغيل وإدارة محفظة التمويل الاستهلاكي ونص القانون علي أن الهوية الرقمية هي أي بيانات معالجة تقنيا تتعلق بشخص طبيعي أو اعتباري محدد أو يمكن تحديده بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق الربط بين هذه البيانات وأي بيانات أخري كالاسم أو الصوت أو الصورة أو رقم تعريفي أو محدد الهوية عبر الانترنت علي أن تسمح هذه البيانات بالتقيم والمصادقة علي المعاملات التي تتم من خلال المنصات الرقمية.
ذكر القانون أن المنصة الرقمية هي نموذج أعمال قائم علي استخدام الوسائل التكنولوجية في مزاولة الأنشطة المالية غير المصرفية وفي عرض المنتجات والخدمات المرتبطة بها علي الأشخاص الراغبين في الحصول عليها ويسمح بتبادل المعلومات والبيانات اللازمة لاتمام هذه التعاملات.
أشار إلي أن المادة الثانية من قانون تنظيم وتنمية استخدام التكنولوجيا المالية في الأنشطة غير المصرفية نصت علي أن تهدف الهيئة من تطبيق أحكام هذا القانون إلي تعزيز الشمول المالي والعمل  علي توسيع قاعدة المستفيدين من الأنشطة المالية غير المصرفية ورفع كفاءتها وخفض التكاليف اللازمة للاستفادة من هذه الأنشطة والخدمات وفي حين أن "تيك توك" رائع للتواصل الاجتماعي ويمكن أن يوفر منفذا ابداعيا للأطفال إلا أنه يمكن أن تكون له أيضا بعض الاثار الضارة كما هو الحال مع أي منصة وسائط اجتماعية فنشر  مقاطع الفيديو والصور بانتظام يترك الصغار فريسة لردود الفعل السلبية والتعليقات  القاسية وفي بعض الحالات يمكن أن يؤدي إلي الاكتئاب والقلق واضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية والشره المرضي وقد أعرب المستخدمون الشباب وأيضا المؤثرون علي المنصة عن مخاوفهم بشأن التعليقات السلبية التي يتلقونها وكيف تؤثر علي حياتهم اليومية.
أوضح ان جميع تطبيقات الوسائط الاجتماعية تقوم بجمع بيانات مستخدميها أما بالنسبة لـ "تيك توك" فهذا اقتباس مباشر من صفحته بشأن الخصوصية يقول فيه نشارك بياناتك مع مزودي الخدمة الخارجيية الذين نعتمد عليها للمساعدة في تزويدك بالمنصة ويشمل هؤلاء مقدمي خدمات تكنولوجيا المعلومات الاخرين.
أضاف هناك شئ واحد لم يتم ذكره وهو انه حتي في حالة عدم استخدام التطبيق فانه يجمع المعلومات من ذاكرة الهاتف وهذا يعني انه إذا قمت انت وطفلك بنسخ ولصق معلومات حساسة مثل كلمات المرور أو المحادثات الخاصة فان تيك توك يقوم بتدوين تلك المعلومات وتخزينها.
قال ان عام 2020 فتحت الحكومة الامريكية مراجعة للامن القومي لاستحواذ شركة صينية علي تيك توك وفرضت لجنة التجارة الفيدرالية غرامة قدرها 7.5 مليون دولار علي التطبيق لانتهاكه قانون حماية خصوصية الاطفال علي الانترنت وتعد هذه أكبر عقوبة مدنية في قضية خصوصية الاطفال في التاريخ ويلزم القانون الشركات بالحصول علي موافقة الوالدين لجمع بيانات الاطفال دون سن 13 عاما ولم يفعل تيك توك ذلك لذلك يخضع هذا التطبيق وما ينشر عليه لمفهوم الجريمة الالكترونية وهي المعروفة بانها مخالفة ترتكب ضد افراد أو جماعات بدافع جرمي ونية الاساءة لسمعة الضحية أو جسدها أو عقليتها مباشرة أو غير مباشرة.
والجرائم الالكترونية يمكن ان تقع علي يد افراد أو منظمات.
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق