قبل أعوام قليلة خرج فجأة أحد نشطاء الفيسبوك ليعلن عن اكتشافه أنه رأي احدى نجمات الزمن الجميل تجلس على "مقهي " فى الزمالك تحتسي القهوة وحيدة ، وأن هذه النجمة هي احدى ملكات الرومانسية والبطلة الجميلة التى وقفت أمام "عبد الحليم حافظ " فى فيلم "أيام وليالي " وهي الفنانة "آمال فريد" ونشر صورة لها ،
لم يصدق الجمهور حينذاك ان هذه هي تلك الفتاة الرقيقة صاحبة الصوت الناعم فى الابيض والاسود ، وسادت حالة من الجدل الواسع حول هل هي ام لا ، و تحركت فورا نقابة المهن التمثيلية بعد تداول الصورة وأصدرت بيانا يؤكد أنها تقف خلف كل الفنانين الذين أثروا الفن المصرى بأعمالهم ويعانون من مشاكل صحية أو معنوية أو مادية ، ثم تم تكريمها من المركز الكاثوليكي برئاسة الاب بطرس دانيال ، وفجأة اختفت الفنانة امال مرة أخري عن الأضواء ولكن هذه المرة لفترة بسيطة حتى عادت بخبر تعرضها لكسر في المفصل وخضوعها لعملية جراحية لتغيير المفصل واستبداله بآخر صناعي و تكفلت نقابة المهن التمثييلة بعلاجها ونقلت إلى مركز التأهيل والعلاج الطبيعي التابع للقوات المسلحة وبعد رحلة العلاج قال الدكتور أحمد البقري، الطبيب المعالج للفنانة أن حالتها الصحية جيدة للغاية، وأنها غادرت المستشفى، وانتقلت للإقامة في إحدى دور المسنين بمنطقة مصر الجديدة ، ولكن للأسف تتدهور حالتها الصحية وتقرر نقابة المهن التمثيلية نقل الفنانة آمال فريد إلى مستشفى المعلمين بعد تدهور حالتها الصحية لتلقي العلاج هناك فى مستشفى شبرا العام والتى توفيت بها، وكأن القدر أراد لها أن يراها هذا الانسان
واليوم تحل ذكرى وفاتها بعد أن قدمت عديد من الأعمال الفنية التي تعد علامة في تاريخ السينما على الرغم من عمرها القصير في التمثيل.
ولدت بالعباسية، وقد اعتزلت التمثيل عام 1969، وهي حاصلة على ليسانس آداب قسم اجتماع.
كانت بدايتها كبطولة مع الفنان عبد الحليم حافظ وكانت قد دخلت الفن عن طريق مسابقة في مجلة الجيل، وقد رشحها للعمل في الفن مصطفى أمين وأنيس منصور، واكتشفها رمسيس نجيب ، تقدمت آمال فريد برفقة عدد من زميلاتها للاشتراك في فريق التمثيل، وتم اختيارها هي و 9 من زميلاتها ضمن الفريق المكون للتمثيل باعتبارهن الأنسب، وعلى الرغم من أن التمثيل كان بتوجيه من الإدارة التعليمية إلا أن الأمر لم يرق لمديرة المدرسة التي خصمت درجات من الفتيات العشر وقالت: "إن الطالبة التي تفكر في التمثيل لا تستحق درجة واحدة في السلوك الأخلاقي" كما قالت آمال في مقالها القديم ، ثم تولت سيدة أخرى منصب مدير المدرسة ولكنها شجعت على استمرار الفريق بالتمثيل، ونظمت لهن أكثر من مناسبة فنية، ورحلات ترفيهية تشجيعا لفريق الممثلات الواعدات، ومنها رحلة إلى القناطر الخيرية، وتوالت الرحلات الترفيهية المخصصة لهم واعتادت آمال تقديم فقرة ترفيهية ، وخلال إحدى الرحلات النيلية، لاحظت آمال أن ثلاثة أشخاص من الموجودين بالمركب، لم يبتعد نظرهم عنها، ولم تكن على معرفة بهم، وبعد أسبوع من هذا الحفل النيلي زارتها إحدى زميلاتها وبرفقتها أحد الرجال الثلاثة وادعت أنه قريبها.
ولكن بعد تقديم نفسه، عرف نفسه بأنه منتج سينمائي، وأنه يبحث عن وجوه جديدة لفيلمه الجديد، ووقع اختياره على آمال بوصفها أنها الأكثر ملاءمة لتقديم هذا الدور، لكن كان رد والدتها صادما بالنسبة لها.
وقالت والدتها له إنه لا يليق أن ابنتها تعمل في السينما والتمثيل، ووصفتها بـ "مسخرة السينما"»، وخرج المنتج وهو حزين لخسارة موهبتها، ولم تعلق آمال على رغبتها في التمثيل، وبعد مرور 3 أعوام ذهبت بمفردها إلى مكتب المنتج رمسيس نجيب، وبعد تقديم نفسها عرفته بأن المنتج فلان كان قد عرض عليها التمثيل في وقت سابق، ومن هنا وجدت طريقها إلى التمثيل.
أول عمل لها كان أمام الفنانة فاتن حمامة في فيلم "موعد مع السعادة" ، ثم انطلقت بعد ذلك في السينما لتقوم بالبطولة أمام عبد الحليم حافظ في فيلم ليالي الحب عام 1955 وكان عمرها آنذاك سبع عشر سنة. كما قامت بالبطولة أمام صلاح ذو الفقار في فيلم نساء محرمات عام 1959 ، و"شياطين الجو،بنات اليوم، صراع في الحياة، امسك حرامى، ماليش غيرك، امرأة في الطريق، إسماعيل يس في الطيران، من أجل امرأة، حماتي ملاك، أم رتيبة، نساء محرمات، إحنا التلامذة، بنات بحرى، أبو أحمد،التلميذة، أنا وبناتي، الابن المفقود، حكاية جواز،جدعان حارتنا، ذكريات التلميذة، بداية ونهاية، ست بنات وعريس، معبودة الجماهير، جزيرة العشاق" .
اعتزلت الفن في أواخر الستينيات بعد أن تزوجت من مهندس مصري كان يقيم في موسكو، فعاشت معه هناك، ثم عادت وعملت في فيلمين فقط، وقررت الاعتزال نهائيًّاً.
وفي ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء 19 يونيو أعلن المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان وفاة الفنانة آمال فريد في مستشفى شبرا العام.
اترك تعليق