هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

نعيش ونفتكر ..

السيناريست الذي اضحك وأبكي.. عبد الحي اديب 
السيناريست عبد الحي أديب
السيناريست عبد الحي أديب

زكي مصطفي 

تمر اليوم ذكري واحد من أهم كتاب السيناريو في تاريخ السينما العربية والمصرية علي وجه الخصوص وهو السيناريست عبد الحي أديب أبن محافظة دمياط الذي  وُلد في 15 ديسمبر 1928 وتوفي في 10 يونيو 2007.


بعتبر عبد الحي أديب رائدًا في مجاله، حيث قدم العديد من الأفلام التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من تراث السينما المصرية.


 بدأ مشواره الفني في فترة الخمسينيات، وسرعان ما أثبت موهبته في كتابة السيناريو و لم تكن بدايته سهلة، لكنه تمكن بفضل إصراره وموهبته من تحقيق مكانة مميزة في صناعة السينما حتي إنه كتب أكثر من 100 فيلم خلال مسيرته الطويلة، مما جعله من أكثر كتاب السيناريو إنتاجية في مصر. 


تنوعت أعماله بين الكوميديا، الدراما، والأفلام الاجتماعية والمسرحيات ورغم أن اغلب أعماله تنتمي للكوميديا إلا أنه كان حريصا علي جدية الموضوعات المطروحة حتي وإن بدت الافلام خفيفة من أبرز أفلامه الذى كان مهتمًا فيها بشكل كبير بالقضايا الاجتماعية التي تؤثر على حياة الناس اليومية و مشاكل الطبقات الفقيرة، البطالة، الفساد، والتفاوت الطبقي مثل الفيلم الذي يعكس بوضوح اهتمامه بمشاكل الشباب والبطالة " شباب مجنون جدا" وهو فيلم يتناول مشاكل الشباب في فترة ما بعد الثورة وناقش أديب أيضًا قضايا المرأة والمشاكل الزوجية، وكيف تتأثر المرأة بالضغوط الاجتماعية والعائلية في فيلم يتناول هذه القضايا بعمق ويعبر عن التحديات التي تواجهها المرأة في المجتمع المصري " مطلوب زوجة فورا " و"لعبة الحب والزواج " يعالج قضية الزواج والمشاكل الزوجية ومن أشهر أعماله أيضا والذي حققت نجاحا كبيرا وتعد من كلاسيكيات السينما "باب الحديد " و"أم العروس" و"حافية علي جسر الذهب "٣٠ يوم في السجن " ،"صغيرة علي الحب " واخر افلامه كان "ليلة البيبي دول " وهو من الأفلام الشهيرة التي تتناول حياة التغيرات التي شهدتها مصر و التحولات في حياة الناس وكيف تتغير حياتهم مع تغير الأوضاع السياسية والاجتماعية و ناقش موضوع الظلم الاجتماعي والبحث عن العدالة .
وكان ايضا مهموما بكشف الفساد الذي كان موضوعًا شائعًا في أعمال عبد الحي أديب، حيث كان يعبر عن الفساد في المؤسسات الحكومية والمجتمع وكيف يؤثر على حياة الأفراد .


كمان كان يتمتع أديب بحس وطني عالي و اهتم بموضوع الهوية والانتماء، وكيف يبحث الفرد عن مكانه في المجتمع. كان يعبر عن التحديات التي تواجهها الشخصيات في محاولة العثور على هويتها ومكانتها في المجتمع كانت العلاقات الإنسانية محورًا أساسيًا في العديد من أفلامه، حيث كان يعبر عن التعقيدات والتفاعلات بين الأفراد وكيف تتأثر هذه العلاقات بالظروف الاجتماعية والاقتصادية.


فكانت قضية التضحية والنضال كانت حاضرة في أعماله، حيث تناول كيف يضحي الأفراد من أجل قضايا أكبر أو من أجل العدالة و فيلم  يعكس هذا الجانب بشكل واضح من خلال قصة نضال أحد الشخصيات ضد الفساد والجريمة.
تميزت كتابات عبد الحي أديب بالواقعية والاهتمام بالقضايا الاجتماعية والسياسية كان يعبر عن صوت الشعب وينقل مشاكله وآماله من خلال السيناريوهات التي كتبها. تميزت أفلامه بقوة الحوار وعمق الشخصيات.


عبد الحي أديب، رغم نجاحاته الكبيرة في عالم السينما المصرية، لم يكن مشواره المهني خاليًا من الأزمات والتحديات ، فقد واجه  تحديات كبيرة مع الرقابة السينمائية في مصر نظرًا لأن العديد من أفلامه تناولت قضايا حساسة مثل الفساد، الظلم الاجتماعي، والتحولات السياسية، فقد تعرض بعضها للمنع أو التعديل القسري من قبل أجهزة الرقابة هذا كان يعوق أحيانًا من تقديم رسالته بشكل كامل كما أراد.


وفي بعض الأحيان، كان يواجه أديب صعوبات في التعامل مع شركات الإنتاج التي كانت تسعى لتحقيق الأرباح على حساب الجودة الفنية والرسالة الاجتماعية للأفلام. هذه الصراعات قد تؤدي إلى تعديلات غير مرغوب فيها على السيناريوهات التي كتبها.
تعرض أديب ايضا مثله مثل غيره من المبدعين الجادين للنقد والهجوم من بعض النقاد والجمهور بسبب تناول أفلامه لقضايا مثيرة للجدل أو بسبب أسلوبه الواقعي والصريح في الطرح. هذا النقد كان يمكن أن يؤثر على شعبيته وعلى استقبال أفلامه في دور العرض.


كغيره من الفنانين والمبدعين، تأثر عبد الحي أديب بالتحديات الاقتصادية التي مرت بها صناعة السينما المصرية، خاصة في فترات الركود الاقتصادي. هذه التحديات قد تؤدي إلى تقليص ميزانيات الأفلام أو تقليل عدد الإنتاجات السينمائية، مما يؤثر على فرص العمل والإبداع..


تعرض عبد الحي أديب لمنافسة شديدة من كتّاب سيناريو آخرين كانوا يسعون لإثبات أنفسهم في الساحة السينمائية. هذه المنافسة قد تؤدي إلى ضغوط إضافية على أديب للحفاظ على مكانته وإنتاج أعمال متميزة.


مع مرور الزمن، تغيرت اهتمامات وذوق الجمهور، مما شكل تحديًا لأديب لمواكبة هذه التغيرات وتقديم أعمال تتناسب مع الجمهور الجديد.
ورغم كل هذه الأزمات والتحديات، استطاع عبد الحي أديب أن يترك بصمة كبيرة في السينما المصرية، ويستمر في تقديم أعمال تعبر عن قضايا المجتمع بصدق وواقعية. تلك الأزمات لم تكن سوى جزء من رحلته المهنية التي أكسبته الخبرة والصمود.


من خلال تناوله لهذه القضايا، نجح عبد الحي أديب في تقديم صورة واقعية ومعبرة عن المجتمع المصري بمختلف طبقاته وتحدياته. تظل أعماله مصدر إلهام ودراسة للمهتمين بالسينما والقضايا الاجتماعية.


وكان لعبد الحي أديب تأثير كبير على الأجيال اللاحقة من كتاب السيناريو والمخرجين. يعتبر من الأشخاص الذين ساهموا في تطوير صناعة السينما في مصر، وجعلوها أكثر تنوعًا وواقعية.


توفي عبد الحي أديب في 10 يونيو 2007، لكنه ترك وراءه إرثًا كبيرًا من الأفلام التي لا تزال تذكر حتى اليوم، وتعكس قضايا وتحديات المجتمع المصري في مختلف فتراته.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق