زكي مصطفي

-رفضه جميع من عرض عليهم حتي يقوم به صديق عمره

بعد النجاح الكبير الذى حققه النجم الراحل صلاح السعدني فى مسلسل "ليالي الحلمية" هناك عمل درامي آخر لا يقل إلهاما، تناول الحارة المصرية أيضا وحياة قاطنيها، هو مسلسل "أرابيسك" الذي كتبه أسامة أنور عكاشة وأخرجه جمال عبد الحميد وجاء من بطولة صلاح السعدني، وهدى سلطان، وهشام سليم، وسهير المرشدي.

العمل ينتمي لفئة الدراما الاجتماعية، فهو يتمحور حول حسن، فنان بمجال الأرابيسك، يحب مهنته ويقدسها رغم تراجع أهميتها بعيون الناس، وحلقة بعد أخرى نتتبع حياته ومشكلاته هو ومن حوله، وهو ما قُدّم بطريقة استثنائية اتسمت بالتشريح الإنساني والدرامي للحد الذي جعل العمل يتحول إلى أيقونة مهمة

المدهش ان صلاح السعدني لم يكن المرشح الاول للعمل رغم قناعة صديق عمره اسامة انور عكاشه باحقيته للدور ، لكن مع ذلك تم ترُشيح أحمد زكي للعمل وأبدى إعجابه وتحمسه للمشاركة ولكنه كان منشغلاً في تصوير فيلم ناصر 56 فلم يكن من الممكن تأجيل تصوير المسلسل، ثم تم ترشيح عادل إمام لبطولة المسلسل لأن لديه الرغبة بأن يعود للدراما من خلال مسلسل يكتبه أسامة أنور عكاشة، إلا أنه طلب قراءة النص كاملًا ليطلب بعض التعديلات، فرفض عكاشة ذلك لأنه لم يتعود على الكتابة بناء على طلب الفنان، ثم انتقلت البطولة إلى محمود عبد العزيز الذي أعجبه النص واستعد للقيام بالدور ولكن عندما نشرت الصحافة خبراً أنه بديل لعادل امام في المسلسل اعتذر مباشرة عن الدور، لتنتقل البطولة أخيراً إلى صلاح السعدني ،وكان يراه عكاشة من البداية كما ذكرت انه انسب واحد لهذا الدور وخاصة بعد نجاحه الكبير فى "ليالي الحلمية " وفكرة المسلسل مستوحاة من قصة حقيقية لفنان ارابيسك شهير فى حي الحسين وكان معروف عنه انه يخرج من تحت يده قطع فنية وليس مجرد قطع موبيليا ، ومن يذهب للحسين فى اى وقت لزيارته سيجد المحل مازال قائما فى مكانه ويعلق على يافطته صورة لبطل المسلسل صلاح السعدني .

حقق المسلسل نجاحا كبيرا وقت عرضه وايضا فى كل مرة يعاد فيها ، تدور أحداث المسلسل حول فنان ارابيسك تعرض لبعض الأحداث افقدته توازنه فأهمل عمله وورشته إلا انه في نفس الوقت كان محافظ على فنه الذي أحبه وورث مهارته فيها من أجداده واتجه إلى المخدرات وصحبة السوء حتى جاءت له إحدى الفرص التي بدأت تخرجه من المتاهة وذلك عن طريق صديق له يعمل مهندس ديكورات وهي فرصه عمل لفيلا أستاذ أكاديمي في الطاقة النووية كان يعمل في أمريكا وعاد ليستقر في مصر ولكن تحدث عدة مفارقات يرويها لنا المسلسل...

وربما يعتقد المشاهدين أن النجاح التى حققته الممثلة خفيفة الظل الموهوبة الجميلة هالة صدقي فى مسلسل "جعفر العمدة " بدور صفصف هو اول ادوارها المهمة ، ولكن الحقيقة ان دور " توحيدة " الذى قدمته فى مسلسل "ارابيسك " هو من اهم أدوارها فعلا ، وكانت هي البطلة ، و شكل كل من الفنان صلاح السعدني والفنانة هالة صدقي ثنائية جميلة في المسلسل من خلال علاقة الشد والجذب والحب والفراق بين شخصياتهما "حسن أربيسك" و"توحيدة"، فأحب الجمهور هذه الثنائية وتعلق بها كثيراً، إلا أنه سرعان ما أصيب الجمهور العربي خارج مصر بخيبة أمل كبيرة عند عرض الحلقة الأخيرة لأن قصة الحب هذه لم تكتمل ولم يتزوجا "حسن وتوحيدة"، وبما أن الحلقات كانت تعرض في مصر متأخرة عن بقية الدول بيوم واحد، فكان القرار العاجل من المخرج وصناع المسلسل أن يتم تدارك الموقف وتغيير نهاية المسلسل كي لا تؤثر سلباً على جماهيرية العمل كما حدث خارج مصر، فتم بشكل طارئ وعاجل تصوير مشهد إضافي لكل من "حسن" و"توحيدة" وهم في الحارة وقد تزوجا وأنجبا بنتاً اسمها "دنيا".

وكما كانت "ليالي الحلمية " بداية سعيدة وانطلاقة مختلفة لكل من الفنانة الاستعراضية "لوسي " الذى تم اكتشافها كممثلة قوية فى الحلمية ، وكذلك اكتشاف جانب مختلف من موهبة نجمة المسرح القومي "سهير المرشدي " كان "ارابيسك" مرحلة جديدة فى حياة لوسي الفنية اذا تم اعتمادها كممثلة مهمة بسبب دور الفناة الجادة المتعلمة المثقفة فى ارابيسك ، وكذلك تألقت المرشدي فى دور بنت البلد للمرة الثانية ولكن من وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظر "سماسم العالمة" فى الحلمية .

المسلسل بطولة صلاح السعدني "حسن النعماني " ، هدي سلطان "ام حسن " ، ابو بكر عزت "الاسطي عمارة " ، هالة صدقي "توحيدة " ، هشام سليم "حسني " ، سهير المرشدي " عدولة " كرم مطاوع " برهان صدقي ، سلامة النعماني ، علم الدين " ، حسن حسني "وفائي" ، نادية رشاد " ممتاز محل " ، عدد كبير اخر من النجوم منهم المنتصر بالله  ، ولطفي لبيب ، ونبيل الدسوقي ، وسيد عزمي ، شوقي شامخ،