في رسالة من القارئ سعيد حجاب حلاوة صاحب عمل يقول فيه : هناك صنف من الناس يشككون دائما في كل خير ويرمون كل برئ .. ويعاملون الناس بسوء الظن والريبة ويتبنون سياسة التشكيك والمخالفة .. مارأي الإسلام في هذا الصنف من البشر ؟
إنسان ضعيف
يقول الشيخ عبدالمنعم عبدالعزيز كبير أئمة بأوقاف شبين القناطر : من صفات المؤمن الصادق أن يكون إيجابيا لا سلبيا .. يبني حياته علي الصدق والشجاعة والموضوعية في الأحكام .. فلا يذم شيئا طالما أباحته شريعة الإسلام ويتمشي مع العقول الإنسانية السليمة .. ولا يندح شيئا يتنافي مع الحق ومع مكارم الأخلاق وإنما يجعل ميزانه في المدح أوالذم خدمة للفضائل ونشرها .
أما الذي يذم أو يشوش أويشكك فهذا إنسان ضعيف الإيمان وعلينا أن نحاصر الشكاكين بأن لا نأخذ منهم شيئا لأنهم يريدون الهدم لا البناء ، يريدون نشر الرذائل لا الفضائل ! وان رسول الله صلي الله عليه وسلم يحذرنا من الجري وراء الأهواء دون سند عقلي وشرعي ويقول : لا يكن أحدكم إمعة !إن أحسن الناس أحسن ، وإن أساءوا أساء ، ولكن وطنوا أنفسكم أن احسن الناس أن تحسنوا وإن أساؤوا أن تتجنبوا اساءاتهم .
نفوس ضعيفة
ويضيف هناك نوعية من أصحاب النفوس المضطربة لهم لازمة خلقية واحدة ، هذه اللازمة تلزم عليهم المخالفة لكل شئ .. فما يبدوا موقف معين إلا ويبادرون بإعلان الموقف المضاد ولا يستبعد أن يرفضوا موقف الحق والخير من منطلق المخالفة ، وإذا عرف الإنيان المفتاح النفسي لشخصياتهم عاملهم بما يتناسب معهم ، ولذلك لاغرابة أن يشككوا في كل عمل حتي ولو كان نزيها نظيفا .
الصالح العام
ويطالب الشيخ احمد جاد مدير عام المتابعة بأوقاف القليوبية أجهزة الإعلام والتربية القيام بدورهم تجاه هذا الصنف من البشر وذلك بتثبيت مقياس الثواب والخطأ والحق والباطل والإيجابيات والسلبيات فهذا يوجد أرضية مشتركة بين الناس وهي التي تمثل الصالح العام الذي لا تشجر فيه الأراء ولا تتنازع .
أما الرفض من أجل الرفض فهو نوع من المرض الذي يصيب بعض الناس .. والإسلام ينهانا عن التشكيك ويدعو كل مسلم أن يتأكد ويثبت مما يذيعه ويشيعه هؤلاء المضيعون ، فما من كلمة تخرج من فم إنسان إلا وهي محسوبة عليه يقول الحق سبحانه وتعالي : ( مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ويقول أيضا : ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )
الشك وسوء الظن
ويضيف إن الله سبحانه وتعالي يحذرنا من اتباع الظن والشك ويقول : ( إن يتبعون إلا الظن وما تهوي الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدي ) وفي الحديث الشريف ( دع مايريبك إلي ما لا يريبك ، فإن الصدق طمأنينة ، والكذب ريبة )
كما حذرنا الإسلام من سوء الظن بالناس وإثارة الشكوك في قول الحق سبحانه : ( أن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين أمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والأخرة والله يعلم وأنتم لاتعلمون )
ويقول الرسول صلي الله عليه وسلم : إياكم وسوء الظن ، فإن الظن أكذب الحديث ، ولاتجسسوا ولا تناجشوا .. ) وايضا : ( من علم من أخيه سيئة فسترها ، ستر الله عليه يوم القيامة )
اترك تعليق