هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

تطوير وإعادة تأهيل.. جميع المباني ودور العبادة التاريخية

القيادة السياسية تؤمن بأهمية الإرث الحضاري لمصر..
باعتباره جزءا من أصول الدولة

أحمد عيسي:
ترميم كافة المواقع الأثرية بالقاهرة الكبرى.. كمقصد سياحى مستقل
سارية الجبل والماردانى ومركز زوار الإمام الشافعى
أعمال خالدة وشاهدة على حجم الإنجاز
إفتتاح المساجد بعد تطويرها ..يمثل إصافة استثمارية
وتجربة سياحية فريدة للزائرين
المنتج الثقافي الجديد.. يساهم فى زيادة أعداد السائحين
وليالى الإقامة ورحلات اليوم الواحد

اهتمت الدولة المصرية خلال السنوات العشر الماضية ومنذ أن تولي الرئيس عبدالفتاح السيسى مسئولية البلاد بتطوير وإعادة تأهيل جميع المباني التاريخية بما فيها المساجد ومختلف دور العبادة، وذلك بالتنسيق بين الوزارات والأجهزة المعنية وفى مقدمتها السياحة والآثار والأوقاف والتنمية المحلية والمحافظات الزاخرة بمئات  المبانى والمساجد التاريخية.


ويأتي هذا الاهتمام انطلاقا من إيمان القيادة السياسية بأهمية الحفاظ علي الإرث التاريخي والحضاري لمصر باعتبار هذا الإرث جزءًا لا يتجزأ من الأصول المملوكة لمصر والمصريين ومصدرا  رئيسياً من مصادر جذب ملايين السائحين لمصر سنويا.

وقد أكد أحمد عيسي وزير السياحة والآثار في أكثر من مناسبة أن الوزارة ممثلة في المجلس للآثار  تقوم  بترميم وإعادة تأهيل كافة المواقع الأثرية بنطاق القاهرة الكبري.. في إطار خطة الوزارة لجعل مدينة القاهرة مقصدا سياحيا  قائما بذاته يستمتع فيه السائح بكل المقومات والأماكن السياحية والأثرية.. موضحًا زيادة الإنفاق العام علي مشروعات الآثار بنسبة بلغت نحو 3 مليارات جنيه للعام المالي الحالي مقارنة بالعام المالي المنقضي الذي بلغ فيه الانفاق حوالي مليار ونصف المليار جنيه.. مشيراً إلي أن الإصلاح المالي الذي يشهده المجلس الأعلي للآثار أسفر عن قدرة المجلس علي تمويل كافة المشروعات تمويلًا ذاتيًا من خلال الارتفاع الذي تشهده إيرادات تذاكر الزيارة بحوالي 5 أضعاف خلال عامين.

كان الوزير واللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة قد افتتحا جامع سليمان باشا الخادم بقلعة صلاح الدين الأيوبي المعروف باسم سارية الجبل، وذلك بعد الانتهاء من مشروع ترميمه بحضور أحمد عبيد مساعد الوزير لشئون الديوان والوكيل الدائم للوزارة، والعميد مهندس هشام سمير مساعد الوزير لمشروعات الآثار والمتاحف، وعدد من قيادات وزارة السياحة والآثار، والمحافظة، والمجلس الأعلي للآثار.

وأعرب الوزيرعن سعادته بتواجده  لافتتاح هذا الجامع الذي يعد جزءا من تراث مصر الحضاري، مثمنًا المجهود الكبير الذي بذله فريق العمل منذ بدء العمل بالمشروع.. مشيراً إلي أنه يعد أحد أهم وأدق مشروعات الترميم التي نجحت الوزارة في الانتهاء منها وافتتاحها في الآونة الأخيرة، متمنيا أن يستمتع الزائرون المصريون والأجانب بهذا الأثر الفريد وتصميماته الفنية وتاريخه بصفة خاصة وتاريخ القاهرة التاريخية بصفة عامة.

وصف الوزير افتتاح المسجد بالاستثمار الكبير في مجال السياحة حيث يساهم في تقديم تجربة سياحية فريدة  للزائرين من المصريين والسائحين من كل دول العالم في ضوء حرص الدولة على تحسين جودة التجربة السياحية بالمقاصد السياحية المصرية، لاسيما في ظل النمو المتزايد في الحركة السياحية التي تشهدها مصر في الوقت الحالي.

كان العمل بالمشروع قد بدأ فى عام 2018، واستغرق نحو 5 سنوات بتكلفة بلغت نحو 5 ملايين جنيه، وأن جميع الأعمال  تمت تحت إشراف قطاعي المشروعات والآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلي للآثار، والتي شملت أعمال الترميم المعماري والدقيق وإزالة التكلسات، والأتربة، والاتساخات وتقوية النقوش، وتقوية وعزل الأخشاب وعمل الصيانة اللازمة للرخام.

 هذا المسجد يعد إضافة جديدة للأماكن الأثرية التي يمكن زيارتها بقلعة صلاح الدين الأيوبي، مما يعمل على زيادة الحركة السياحية داخلها.

 أعمال الترميم بالجامع شملت أعمال التدعيم الإنشائي والترميم المعماري والدقيق، من أهمها معالجة واستكمال وتنظيف وعزل الواجهات الحجرية والمئذنة، والوحدات الزخرفية، والتكسيات الرخامية بجدران الجامع، بالإضافة إلي معالجة وتقوية طبقات الملاط بقباب الصحن المكشوف، ومعالجة الأحجار والقباب الأثرية بالضريح الملحق بالجامع، والوجهات الزخرفية، وكافة العناصر الخشبية، كما تم ترميم سقيفة الكُتاب المزخرفة والدكة أعلي السقيفة، وعمل طبقات العزل والحماية للطبق الخشبي المزخرف بالمواد المعروفة عالميا في أسس الترميم، فضلًا عن أعمال تركيب البلاطات الخزفية لجميع قباب الجامع وعددها 23 قبة والتي تم تدعيمها لحمايتها قبل التركيب البلاطات الخزفية، فضلا عن الانتهاء من أعمال تطوير شبكة الإضاءة الداخلية للجامع والكتاب.

وقد شملت الأعمال كذلك ترميم الضريح من الداخل والخارج وترميم الزخارف اللونية بالقباب الداخلية وأيضا ترميم الواجهات وتنظيفها من الاتساخات المتراكمة علي الأحجار وترميم الرخام المتواجد بالصحن وبيت الصلاة والمنبر الرخامي الفريد من نوعه.

وعن تاريخ الجامع وتخطيطه فإن إنشاء الجامع يعود لعام 1528م. وتم تسجيله ضمن عداد الآثار في عام 1951م.

يقع الجامع فى القسم الشرقي من قلعة صلاح الدين الأيوبي، شيد على الطراز العثماني ويتميز بتغطيته بالقباب وتزويدها بالمآذن القلمية، وتكسية الجدران الداخلية ببلاطات خزفية، وشيد الجامع في الأساس للجنود الإنكشارية، وهم طائفة من جيوش العثمانيين الذين دخلوا مصر عام  1517، مع السلطان سليم، وسكنوا داخل الأسوار الشمالية للقلعة، بعد أن تهدم جزء كبير من مسجد الناصر محمد بن قلاوون ولم يعد صالحاً لإقامة شعائر الصلاة.

..وفي مناسبةأخري افتتح  وزير السياحة والآثار، والسفيرة بيث جونز القائم بالأعمال بالسفارة الأمريكية بالقاهرة مركز الزوار الذي تم إنشاؤه حديثاً بسبيل الإمام الشافعي بجوار المسجد والقبة الضريحية للإمام الشافعي بالقاهرة، بحضور رفيق منصور نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون التعليمية والثقافية، والسفير خالد ثروت مستشار وزير السياحة والآثار للعلاقات الدولية والمشرف العام على الإدارة العامة للعلاقات الدولية والاتفاقيات بالوزارة، وعدد من قيادات الوزارة والمحافظة والسفارة.

استمع الوزير والسفيرة  إلى شرح تفصيلي من الكتورة مي الابراشي مدير مشروع ترميم قبة الإمام الشافعي من مكتب مجاورة للعمران، عن مركز الزوار والذي يتيح للزائر تجربة فريدة للتعرف علي جبانة الإمام الشافعي وتاريخها وما تم فيها من أعمال ترميم، وما أسفرت عنه الأعمال من العثور على بقايا جدران قبة فاطمية لم تُذكر من قبل في المصادر التاريخية وأشرطة كتابية خلف العناصر المعمارية و عناصر زخرفية مستترة خلف طبقات من الطلاء الحديث.. حيث تعد هذه الإكتشافات الجديدة والتي تم إظهارها وتوثيقها بالقبة الأثرية، إضافة بالغة الأهمية لعمران القبة الضريحية وتطورها.

أكد الوزير  أن هذا المشروع  يأتي استمراراً للتعاون المثمر بين الوزارة والسفارة الأمريكية بالقاهرة ومكتب مجاورة للعمران "مبادرة الأثر لنا".

وأشار إلي  أن الوزارة سبق أن أنجزت مشروع ترميم قبة الإمام الشافعي في عام  2021 تحت إشراف المجلس الأعلي للآثار والقاهرة التاريخية، وقام بتنفيذه مكتب مجاورة للعمران "مبادرة الأثر لنا"، وبتمويل من صندوق السفارة الأمريكية للحفاظ على التراث الثقافي، لافتاً إلي أنه منذ فَتح المكان للزيارة لاقي اقبالاً كبيراً من الزائرين والسائحين.. حيث يستقبل ما يقرب من 700 زائر خلال أيام الأسبوع، و 1000 زائر في الأجازات والأعياد والمواسم الدينية.

أوضح أنه انطلاقاً من ذلك جاءت فكرة إنشاء مركز زوار الإمام الشافعي ليكون عنصر جذب متميز لإثراء تجربة الزائرين والسائحين بهذه المنطقة الأثرية الهامة ومن ثم تطوير ورفع كفاءة الخدمات المقدمة بها ونشر الوعى بين أهالي المنطقة المحيطة بالأثر..حيث تم إعادة توظيف وإحياء السبيل والكتاب. بعد أن كان المكان مهملاً.

وأكد أن ذلك يأتي فى ضوء حرص الوزارة على تحسين التجربة السياحية لزائري المواقع الأثرية والمتاحف فى مصر ضمن خطة تحسين التجربة السياحية فى مصر بصفة عامة وهو أحد محاور الاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة في مصر.

وأشار الوزير إلي أن الدولة المصرية تولي اهتماماً كبيرا بمدينة القاهرة، وتقوم بتنفيذ العديد من المشروعات التى تسهم فى استعادة الوجه الحضارى لمختلف مناطق القاهرة التى تزخر بالعديد من المواقع التاريخية والتراثية.

وأشار إلى أن منطقة الإمام الشافعي الأثرية بعد افتتاح مركز الزوار  وافتتاح الجامع والقبة الضريحية من قبل، جاهزة لاستقبال كافة الزائرين والسائحين ولتكون إضافة جديدة إلي الافتتاحات الأثرية الأخيرة التى شهدتها مدينة القاهرة ويمكن زيارتها، لافتاً إلى ما تقوم به الوزارة من أعمال تطوير وترميم وصيانة وتأهيل للمباني الأثرية فى القاهرة التاريخية، وتطوير ورفع كفاءة خدمات الزائرين بها.

وأكد الوزير أن ذلك يأتي في ضوء حرص الوزارة على فتح وإتاحة العديد من المواقع السياحية والأثرية الجديدة للزيارة أمام الزائرين والسائحين ولا سيما في القاهرة الكبري.. حيث يساهم ذلك فى تنفيذ خطة الوزارة نحو جعل مدينة القاهرة مقصداً سياحياً قائماً بذاته وخاصة في إطار الترويج لمنتج القاهرة الكبرى الثقافى الجديد الذى يضم القاهرة الخديوية وما بها من مبانى تراثية، ومنطقة أهرامات الجيزة، والمتاحف الأثرية الهامة بها، ومنطقة مصر القديمة والقاهرة التاريخية وما تضمه من معالم أثرية، مما يتيح للسائح الفرصة لاكتشاف سحر القاهرة وتاريخها المتنوع، وآثارها المصرية القديمة، ويساهم فى زيادة عدد السائحين ومتوسط عدد الليالى السياحية بالقاهرة، بالإضافة إلى زيادة رحلات اليوم الواحد التى يتم تنظيمها إليها.

وسلطت السفيرة جونز الضوء على أهمية الحفاظ على الثقافة والتاريخ للأجيال القادمة، "إن تركيز مركز الزوار هذا على الشباب - وغرس الاحترام والشغف بالتاريخ والحفاظ على الثقافة بين الشباب والسياح والمؤمنين على حد سواء - يتماشى إلى حد كبير مع روح الإمام الشافعي ونظرته للعالم.

وقال السفير جونز، إننا نتطلع إلى مواصلة الشراكة مع الشعب المصرى والحكومة المصرية، وخاصة الوزير عيسي وزملاؤه من وزارة السياحة والآثار، لضمان الحفاظ على التراث الثقافى والدينى الغنى لمصر وحمايته لقرون قادمة.

ومن خلال صندوق السفير للحفاظ على التراث الثقافى، استثمرت الحكومة الأمريكية فى الحفاظ على العديد من المواقع الأثرية فى جميع أنحاء مصر، بما فى ذلك مجمع تكية إبراهيم الجولشانى، والمجمع الجنائزى للسلطان قايتباى، ومعبد سيتى فى أبيدوس، والحمام الرومانى فى الكرانيس.

استثمرت الحكومة الأمريكية أكثر من 120 مليون دولار فى جهود الحفاظ على التراث الثقافى فى مصر حتى الآن كما ستتلقى سفارة الولايات المتحدة فى القاهرة طلبات إنشاء مواقع إضافية في مصر للنظر فى تمويلها من خلال صندوق السفراء للحفاظ على التراث الثقافى لعام 2024.

ويعد مركز زوار الإمام الشافعى مشروعاً نوعياً جديداً يتيح لزائري القبة الضريحية للإمام الشافعى التعرف على تاريخ القبة وصفاتها الأثرية والمعمارية، والمجموعة الأثرية للإمام الشافعي بصفة عامة، بالإضافة إلى اكتشاف الهندسة المعمارية الفريدة للضريح من خلال عرض المكتشفات التى تم العثور عليها أثناء مشروع الترميم، والورش التفاعلية لسرد قصة المكان وسيرة الإمام الشافعى، والقرافة الصغرى وما بها من أضرحة وقباب للصحابة والصالحين، كما سيُعرض بالمركز فيلم وثائقى يسرد قصة القبة الضريحية للإمام الشافعى ومراحل العمل لمشروع ترميمها، والتي تمت تحت إشراف إدارة آثار منطقة الإمام الشافعى والإدارة العامة للقاهرة التاريخية بتمويل من صندوق السفراء الأميركى وتنفيذ مبادرة الأثر لنا "مكتب مجاورة للعمران".

ويعد مركز الزوار عنصرا من عناصر مشروع ترميم القبة الضريحية بقيمة 1.4 مليون دولار تم تمويله من الحكومة الأمريكية، جزئيًا من خلال صندوق السفير للحفاظ علي التراث الثقافى، بالتشاور مع وزارة السياحة والآثار، على مدى خمس سنوات.

كما يعد الجهد المبذولة لحماية والحفاظ على المواقع الأثرية مثل ضريح الإمام الشافعى عنصرا حاسما لتعزيز النمو الاقتصادى فى مصر وحماية المواقع التاريخية الهامة للأجيال القادمة.

تم افتتاح مسجد الإمام الشافعى وأقيمت به شعائر صلاة الجمعة عام 2020، كما افتتحت القبة الضريحية للإمام الشافعى عام 2021، وذلك بعد الانتهاء من أعمال ترميمهما وصيانتهما، والتى بدأت منذ عام 2016، تحت إشراف وزارة السياحة والآثار، وبتمويل من صندوق السفراء الأمريكى.

أما عن مسجد الإمام الشافعى فقد شيد فى عهد الخديوى توفيق عام 1892 ميلادية وهو يتبع طراز المساجد المغطاة ومشيد من الحجر الجيري وسقفه من الخشب تتوسطه شخشيخة مربعة، ملحق بالجامع قبة ترجع للعصر الأيوبى.

أما القبة الضريحية، فيتفرد مبناه باحتوائه بأمثلة نادرة للزخارف الجصية والأعمال الخشبية المزخرفة وتكوينات بديعة من الخشب الملون بأنماط مميزة، ليصبح المبنى سجلاً بصريًا لطرز الزخارف الإسلامية على مر العصور.

وتقع القبة الضريحية للإمام الشافعي بجوار المسجد، شيدها السلطان الكامل الأيوبي عام 1211 أعلي قبر الإمام الشافعى
وفي يوم الثلاثاء الماضى افتتح الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، والسفير كريستيان برجر سفير الاتحاد الأوروبى بالقاهرة، ولويس مونريال مدير مؤسسة الأغاخان، واللواء إبراهيم عبدالهادي نائب محافظ القاهرة. المرحلة الثانية والأخيرة  من أعمال مشروع ترميم مسجد الطنبغا الماريدانى بمنطقة الدرب الأحمر.

أكد رئيس المجلس أن افتتاح المرحلة الثانية من  ترميم المسجد يأتي استكمالاً لما يشهده المجلس الأعلي للآثار من إنجازات للحفاظ علي تراث مصر الأثري والحضاري واستمراراً لأداء دوره كمؤسسة علمية تحافظ علي الآثار.

أوضح أن المرحلة الثانية من أعمال ترميم المسجد تمت تحت الإشراف الكامل من وزارة السياحة والآثار  ممثلة في المجلس الأعلي للآثار وفقاً للقواعد الأثرية المعمول بها عالمياً. وبتمويل من الإتحاد الأوروبي ومؤسسة الأغاخان للخدمات الثقافية. بتكلفة بلغت 32 مليون جنيه مصري، وبالتعاون مع وزارة الأوقاف. مثمناً على التعاون القائم والمثمر مع جميع الجهات المعنية والمؤسسات التي تعمل من أجل الحفاظ على التراث الثقافى.. حيث نفذت أعمال الترميم بدقة مع مراعاة الحفاظ على الهوية البصرية والتاريخية للمسجد والطابع الأثري له من خلال إبراز ما يزخر به من نقوش وفنون من العمارة الإسلامية، بإستخدام أحدث النظم والأساليب فى أعمال الترميم الأمر الذى جعل المسجد يظهر فى أبهى صورة له، لافتاً إلى أن المجلس الأعلي للآثار كان قد بدأ أعمال ترميم المسجد فى إطار بروتوكول التعاون بين المجلس مع مؤسسة الأغاخان عام 2018، وتم افتتاح أعمال المرحلة الأولي من المشروع في أكتوبر 2021. كما استمرت أعمال المرحلة الثانية ما يقرب من 18 شهر.

كما تحدث عن أهمية هذا المشروع ودوره فى دمج المجتمع المحلى المحيط بهذه المنطقة والذى نشهد جميعاً سعادته بأعمال التطوير والتغيير والاندماج بينه وبين التراث والحضارة، وهذا هو احد أبرز محاور استراتيجية المجلس الأعلي للآثار خلال الفترة المقبلة لتعزيز مزيد من الوعي المجتمعي وتعريف سكان المناطق المحيطة بالاثر بتاريخهم ومشاركتهم في تطويره والحفاظ عليه.

وفي كلمته، أعرب لويس مونريال عن سعادة من الانتهاء من هذا المشروع الهام، ولا سيما أنه شهد وتابع كافة مراحل العمل به والتي بدأت منذ بضع سنوات، كما أنه يعد إضافة للمشروعات الهامة بمنطقة الدرب الأحمر ويساهم فى تقديم تجربة سياحية فريدة للجمهور وسائحي المنطقة.

 أعرب السفير كريستيان برجر عن فخر الإتحاد الأوروبي للمشاركة فى هذا المشروع الهام، لما يحظى به المسجد من موقع متميز ضمن المسار السياحى لمنطقة الدرب الأحمر، مؤكداً على التزام الاتحاء  الأوروبى للعمل والتعاون من أجل إثراء التراث الثقافى والحضارى وتحقيق الاقتصاد المستدام داخل المواقع الأثرية والثقافية ودعم السياحة الثقافية والمعرفة.

وعن أعمال مشروع الترميم أوضح العميد هشام سمير، أن أعمال المرحلة الثانية تضمنت ترميم الأروقة الثلاثة الباقية للمسجد والصحن.. حيث تم ترميم ومعالجة الأسقف الخشبية المزخرفة وترميم الملاط الأثري بالواجهات الداخلية و الخارجية للمسجد، بالإضافة إلي أعمال تنظيف الأملاح وكحلة الأجر الأثري القديم، و ترميم الأرضيات الحجريّة بالصحن والأروقة وإضافة جلسات رخامية بالصحن لخدمة المصلين وإضافة أحواض للنباتات، كما استكملت أعمال رفع الكفاءة لفوارة الصحن المخصصة للوضوء والتي تمثلت في أعمال الدهانات وحفظ النص الكتابي الخاص بلجنة حفظ الأثار العربية والتوصيلات الخاصة بامدادها بالمياه وكذلك أعمال الصرف، كما تم ترميم البخاريات الجصية المتصدرة للواجهات الداخلية للأروقة.

أضاف أن أعمال المشروع تضمنت أيضاً تجديد شبكات ووصلات الكهرباء. وتنفيذ نظام إضاءة داخلية وخارجية، وعمل نظام الصوتيات داخل المسجد، كما تم تزويد المنطقة بأماكن استراحة على أرصفة الجامع الخارجية لخدمة أهالي المنطقة.

أنشأ المسجد الأمير الطنبغا الماردانى أحد مماليك الملك الناصر محمد بن قلاوون، ويؤرخ إنشاء المسجد على نصوصه التأسيسية بتاريخ 740 هجريا، وهو يقع بشارع باب الوزير بالدرب الأحمر.

وُضع تصميمه على مثال المساجد الجامعة أربعة إيوانات ذات أروقة يتوسطها صحن مكشوف. أكبرها إيوان القبلة.

وتتكون العمارة الخارجية له من ثلاث واجهات من الحجر تتوجها شرفات حجرية مسننة أما عمارته الداخلية فعبارة عن أربعة أروقة تحيط بصحن أوسط مكشوف، أعمقها رواق القبلة، قىسمت هذه الأروقة إلى بلاطات بواسطة بوائك تعتمد على أعمدة ودعائم، وهذه الأروقة بعمق أربع بوائك برواق القبلة، واثنين بكل من الرواق الشمالى والرواق الجنوبى والرواق الغربى.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق