هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

في ظل تزايد ندرة المياه العذبة

ماذا نفعل للتحول من الري بالغمر إلى الري المطور؟ الخبراء يجيبون

أصبحت قضية ندرة المياه العذبة هي الخطر الأكبر الذي يستعد العالم لمواجهته خاصة مع التغيرات المناخية التي تزيد من إحتمالية زيادة سرعة نفادها في وقت قد يكون أقرب مما يظن الجميع، الأمر الذي دعى دول العالم وعلى رأسها مصر للمشاركة في "المنتدى العالمي للمياه".


 ومع بداية موسم أقصى الإحتياجات ببداية الصيف وزيادة إستخدام المياه وضعت بالفعل استراتيجية لترشيد المياه 

وفي هذا التقرير سوف نستعرض الوضع الراهن وفقاً لخبراء الري وما هى السبل لتحقيق أفضل النتائج على مستوى الدولة والعائد والمميزات التي ستعود على المزارع منها.

في البداية يجب أن نوضح أن  مصر قد دخلت بالفعل في مستوى الفقر المائي وهو ما أوضحه الدكتور علي إسماعيل أستاذ إدارة الأراضي والمياه مدير معهد بحوث الاراضي والمياه الأسبق قائلا : "تحديث الري أصبح موضوعا هاما جداً في كل مصر، ، لأن موارد المياه لدينا محدودة وخاصة أن  مصر ليست بظروف طبيعية فقد دخلنا في مستوى الفقر المائي خاصة مع ارتفاع النمو السكاني ، ومع المشروعات الزراعية التي بدأنا فيها" 

وأضاف : "من هنا جاءت الضرورة والحتمية من  أن نطور منظومة الري ، وبالفعل قد بدأنا في تطوير منظومة الري لمليون فدان من الأراضي الرملية الصحراوية  التي كانت تروى بالغمر وعملنا مع وزارة الزراعة ووزارة الري  على تطويرها، أما عن الأراضي في الوادي والدلتا لدينا 3.7 مليون فدان في الوادي والدلتا وهي الاراضي القديمة، ولدينا محصولين نحاول العمل عليهم وهم قصب السكر ومحصول البساتين المرحلة الأولى، قصب السكر حوالي 350 الف فدان والباقي مليون فدان محصول البساتين".

أما عن الجهود التي تقوم بها الدولة أوضح د. اسماعيل أن الدولة قامت بتقديم قرض مدعم بدون فائدة على 10 سنوات لكن مع التغيرات الاقتصادية أضحى القرض قيمته منخفضة قليلا لكن لايزال علينا أن نحدث من أساليب الري ونستخدم نظم ري حديثة سواء ري بالرش أو ري بالتنقيط أو ري مطور تصل كفائته لـ٧٥%  .

وأضاف: كل هذا الكلام يحتاج إلى أن نشجع المزارعين على ذلك، وتقديم الدعم الفني من خلال جهاز مشروعات تحسين الأراضي ووزارة الري تقدم دعما فنيا من خلال التوجيه المائي، بمعنى حينما يحتاج المزارع لتصميم شبكة ري يقوم بالتواصل مع مديرية الزراعة والتى تقوم بدورها بالتواصل وتقديم الدعم الفني من خلال جهاز تحسين الأراضي أو وزارة الري حسب المكان ويساعدهم من خلال عمليات طرح الشبكة وتسعيرها.

وأكد أن هناك مميزات عدة لإستخدام الري المطور للمزارع من ضمنها زيادة عائده المادي إلى الحد الذي قد يصل إلى 25% مضيفا: "أنهم حين يعرفون المردود الاقتصادي من هذا الموضوع ، وان تحديث وتطوير الري بالنسبة له فائدة أكثر حتى من الدولة نفسها، حيث ترتفع الإنتاجية الخاصة به بحوالي 25%، وتدخل كل المساحات التي كانت تستخدم في الري والحوال وغيرها لتوزيع المياه سوف ينتفع بهذه المساحة والتي تصل نسبتها حوالي من 7- 10% من مساحة أرضه في ذات الوقت يستخدم التسميد بالقدر الذي يحتاجه، كل هذه تكاليف اقتصادية ومردود اقتصادي ، أيضا يستطيع أن يتحكم في الري على حسب احتياجاته، مثلا إذا ما امطرت يستطيع أن يوقف المياه أو إذا زادت الحرارة يروي الأرض وهكذا ، كذلك تقلل أمراض العفن والتلف"

على الجانب الأخر أوضح أن هناك العديد من الأمور التي يجب الانتباه إليها والتي من ضمنها رفع قيمة القرض المقدم والذي كان يكفي سابقا عملية التحديث أو إعطاءه اياه في صورة منحة ، بحيث تكون هناك حوافز لتشجيعه في الدخول لهذا المسار ، في ذات الوقت تكون قد دبرت له التمويل اللازم لعملية التحديث من جهة أخرى هذه الموضوعات مرتبطة بالطاقة فالري الحديث سيحتاج للكهرباء والطاقة الشمسية تكلفتها أعلى ، كل هذه الأمور نحن في حاجة لإعادة حساباتها والعمل عليها خاصة ونحن في اتجاهنا للزراعة الخضراء، كما أن توفير كمية المياه سيكون مجزيا للدولة، فالأمر أيضا مجزٍ لدعم هذه المشروعات في ظل دعمها لمشروعات معالجة المياه وإنفاق مليارات الجنيهات، وهو ما قد يصبح لا حاجة له إذا ما قمنا بالحفاظ على ما لدينا من المياه ودعم هذه المشروعات وبالتالي توفير المياه في شهور للأراضي الأخرى التي سوف تستصلح .

أما عن أنواع الري والإستراتيجية التي تضعها الدولة فقد أشاد د. عمرو خيري أستاذ الاحتياجات المائية والري بمركز بحوث الصحراء بهذه الإستراتيجية قائلا: "إن  مصر تضع استراتيجية ممتازة جدا لعملية إدارة المياه سواء التي تقوم بها وزارة الموارد المائية والري ووزارة الزراعة لـ2030 والتي تهدف فيها إلى تطوير الري الحقلي وتحويل الري بالغمر إلى ري حديث وحين نتحدث عن الري الحديث لا نقصد به الري بالتنقيط والرش فقط لكن تندرج تحتها نظم ري عديدة جدا مثل ري السطح المطور باستخدام المواسير المبوبة والري المحوري وهو ما نراه دائما في صور العوينات وتوشكى والري النافوري ويستخدم لري الأشجار المعمرة مثل النخيل والمانجو في الأراضي القديمة، إذن نحن بالفعل نسير في اتجاه ترشيد المياه لكي نحافظ على كل قطرة مياه حيث سيتم تطوير الري الحقلي بكافة الاراضي القديمة وتحويل الري بالغمر إلى ري مطور وفقا لمقومات كل منطقة، ولكل منطقة لها استراتيجية معينة في عملية التحول من الري بالغمر إلى الري المطور وهو ما أصبح مسألة وقت وأمر حتمي وعلى الجميع التكاتف معاً لتحقيق أقصى الإستفادة منه.

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق