حذرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، الولايات المتحدة من المخاطرة بخسارة مكانتها على الساحة العالمية، برفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ونشرت المجلة مقالًا مشتركًا أعده كلٌ من عمر الدجاني، أستاذ القانون الدولي والمستشار القانوني السابق لفريق التفاوض الفلسطيني في محادثات السلام مع إسرائيل، وموشون زير أبيب، وهو كاتب وناشط مقيم في تل أبيب، دعيا فيه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، باعتباره بداية الطريق نحو إنهاء دوامة العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإحلال السلام الدائم بين الطرفين.
استهل الكاتبان مقالهما بالإشارة إلى إعلان عدة حكومات أوروبية عن خططها للاعتراف رسميًا بدولة فلسطين، في الوقت الذي واصلت الولايات المتحدة الضغط ضد القرار الحالي.
وفي وقت سابق من شهر مايو الجاري، وقفت الولايات المتحدة وحدها تقريبًا ضد منح الشعب الفلسطيني مقعدًا متساويًا بين مجتمع الأمم المتحدة.
ووافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على دعم الدولة الفلسطينية بأغلبية 143 صوتًا مقابل 9 أصوات، مع امتناع 25 دولة عن التصويت. وكان التصفيق المدوي الذي أعقب التصويت بمثابة احتفال بالدعم الدولي للفلسطينيين واحتجاج ضد إسرائيل والولايات المتحدة.
ومع ذلك، كان هذا التصويت رمزيًا في معظمه، إذ يجب أولًا أن تتم الموافقة على العضوية الكاملة من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث تتمتع الولايات المتحدة بحق النقض (الفيتو).
وبالعودة إلى عام 2011، كان مجرد التهديد باستخدام الفيتو الأمريكي كافيًا لقتل طلب فلسطين للحصول على عضوية الأمم المتحدة، ولكن في أبريل الماضي، اضطرت إدارة بايدن إلى الإدلاء بصوت واحد يمنع إقامة الدولة الفلسطينية.
ويتلخص الموقف الأمريكي الرسمي في أن الدولة الفلسطينية لا بد أن تتحقق من خلال المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ويرى كاتبا المقال أن هذا الموقف مثير للسخرية بشكل خاص بالنظر إلى أن الولايات المتحدة كانت أول حكومة تعترف بإسرائيل في عام 1948.
ولفتا أن إلى إخفاقات اتفاقيات أوسلو، التي تم التوصل إليها في منتصف التسعينيات، والعقود اللاحقة من الإهمال الدولي، أدت إلى تهميش ما يسمى بالمشكلة الفلسطينية.
لكن المجازر والدمار الذي خلفه الهجوم الإسرائيلي على غزة، ذكّرت العالم بأن أحد صراعاته الأطول أمدًا لن يختفي بطريقة سحرية. والآن، هناك نحو 40 ألف شهيد، وضعف هذا العدد جرحى، وأكثر من مليون نازح على حافة المجاعة. ومع تدمير غزة، واستمرار الحرب، فإن أولئك الذين بقوا على قيد الحياة لم يبق لديهم سوى اليأس العميق والرغبة في الانتقام.
اترك تعليق