مركز الابحاث والمعلومات بالجمهورية
اعداد - أحمد عزام وشريف سرور
بداياته القاسية.. وسخرية الجماهير من فمه
اليوم هو الذكري الـ 52 لوفاة الفنان الراحل اسماعيل ياسين كوميديان السينما المصرية والوطن العربي، وعلى الرغم من ان اسماعيل ياسين هو النجم الذي نشر البهجة وامتعنا بأعماله، الا أن حياته لم تكن سهلة في بداياته فعاش أياما صعبة قبل ان يبدأ مسيرته الفنية.
في البداية.. كان اسماعيل ياسين قد التحق بأحد الكتاتيب ثم تابع في مدرسة ابتدائية حتى الصف الرابع الابتدائي، عندما أفلس محل الصاغة الخاص بوالده نتيجة لسوء إنفاقه ثم دخل والده السجن لتراكم الديون عليه، اضطر الفتى للعمل مناديا أمام محل لبيع الأقمشة، فقد كان عليه أن يتحمل مسئولية نفسه منذ صغره، ثم اضطر إلى هجر المنزل خوفا من بطش زوجة أبيه ليعمل مناديا للسيارات بأحد المواقف بالسويس.
وعندما بلغ من العمر 17 عاما اتجه إلى القاهرة في أوائل الثلاثينيات، حيث عمل صبيا في أحد المقاهي بشارع محمد على وأقام بالفنادق الصغيرة الشعبية، ثم التحق بالعمل مع الأسطى «نوسة»، والتي كانت أشهر راقصات الأفراح الشعبية في ذلك الوقت، ولأنه لم يجد ما يكفيه من المال تركها ليعمل وكيلا في مكتب أحد المحامين حتي يتمكن من كسب المال.
ولكنه قرر أن يبدأ مشواره الفني واتجه إلي بديعة مصابني بعد أن كانت قد اكتشفت صديقه وشريكه في الكفاح الفني المؤلف الكوميدي الكبير أبو السعود الإبياري، ونجح الفنان اسماعيل ياسين في تكوين ثنائي ناجح في المونولوجات في ملهى بديعة مصابني.
وأكمل اسماعيل ياسين مشواره الناجح من عام 1935 الي 1945 ، حتى أصبح يلقى المونولوج في الإذاعة نظير أربعة جنيهات عن المونولوج الواحد شاملا أجر التأليف والتلحين، والذي كان يقوم بتأليفه دائماً توأمه الفني أبو السعود الإبياري.
مشواره السينمائي
بدأ مشواره في السينما عام 1939 بعد أن اختاره فؤاد الجزايرلي ليشترك في فيلم (خلف الحبايب) وكان هذا الفيلم بداية المشوار الفني الناجح له في عالم السينما.
وقدٌم العديد من الأفلام لعب فيها الدور الثاني من أشهرها في تلك الفترة (علي بابا والأربعين حرامي) و(نور الدين والبحارة الثلاثة) و(القلب له واحد). وقد قدٌم أكثر من 166 فيلم في حياته.
نجم الشباك
نجح في الحصول علي أول فيلم بطولة مطلقه في عام 1949، من انتاج أنور وجدي بعد أن كان قد جذبت موهبة الفنان اسماعيل ياسين وانتج له فيلم ( الناصح ) أمام الوجه الجديد ماجدة.
واستطاع ياسين أن يكون نجما لشباك التذاكر تتهافت عليه الجماهير، وكانت أعوام 52 و53 و54 عصره الذهبي، حيث مثل 16 فيلما في العام الواحد، وهو رقم لم يستطع أن يحققه أي فنان آخر.
وعلى الرغم من أن الكوميديان إسماعيل ياسين لم يكن يتمتع بالوسامة والجمال، وهي الصفات المعتادة في نجوم الشباك في ذلك الوقت، فإنه استطاع أن يجذب إليه الجماهير عندما كان يسخر من شكله وكبر فمـه في معظم أعماله. وهكذا استطاع أن يقفز للصفوف الأولى وأن يحجز مكانا بارزا، مما دفع المنتجين إلى التعاقد معه على أفلام جديدة ليصبح البطل الوحيد الذي تقترن الأفلام باسمه حتى وصل للقمة.
وفي عام 1954 ساهم في صياغة تاريخ المسرح الكوميدي المصري وكوّن فرقة تحمل اسمه بشراكة توأمه الفني وشريك مشواره الفني المؤلف الكبير أبو السعود الإبياري، وظلت هذه الفرقة تعمل على مدى 12 عاما حتى 1966 قدّم خلالها ما يزيد على 50 مسرحية بشكل شبه يومي وكانت جميعها من تأليف أبو السعود الإبياري.
وقام بتكوين ثلاثي بينه هو وصديقه الفني أبو السعود الإبياري و المخرج فطين عبد الوهاب وكان ثلاثياً من أهم الثلاثيات في تاريخ السينما المصرية.
وبدأت في إخراج سلسلة افلام اسماعيل ياسين وكانت تحمل أغلبها اسمه، حيث أنتجت له الأفلام باسمه بعد ليلى مراد، ومن هذه الأفلام إسماعيل ياسين في متحف الشمع - إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة - إسماعيل ياسين في الجيش - إسماعيل ياسين في البوليس – إسماعيل ياسين في الطيران – إسماعيل ياسين في البحرية – إسماعيل ياسين في مستشفي المجانين – إسماعيل ياسين طرزان - إسماعيل ياسين للبيع، والتي كان معظمها من تأليف أبو السعود الإبياري.
ولازمه في هذه الأفلام الممثل رياض القصبجي الشهير بالشاويش عطية، حيث كانت مشاهدهما – ولا تزال إلى الآن - محطة هامة في تاريخ الكوميديا والتي يستمتع بها الجمهور حتى الآن بسبب المفارقات العجيبة والمواقف الطبيعية والمقالب التي يدبراها لبعضهما البعض كما شاركهما التمثيل في بعض هذه الأفلام عبد السلام النابلسي واستمر في إمتاع الجماهير بافلامه التي نشرت البهجة.
وكان الرئيس السادات يفكر في تكريمه فقد وافته المنية في 24 مايو 1972 إثر أزمة قلبية حادة قبل أن يستكمل تمثيل دوره الأخير والصغير في فيلم بطولة نور الشريف ولذلك كان يسمى (بالمضحك الحزين) فرغم أن أكثر أفلامه كوميدية ومضحكة إلا أنه كان يعيش حزينا وخاصة آخر أيام عمره.
اترك تعليق