دواره: ابنة الحارة الشعبية التي دخلت كل البيوت
عبير لطفي: ماما توحة زي طشة الملوخية
قال الناقد والمؤرخ د.عمرو دوارة إن الكاتبة الكبيرة فتحية العسال تميزت كتاباتها بالإنسانية الشديدة وقدرتها علي دخول كل البيوت بسهولة. فهي ابنة الحارة الشعبية الأصيلة. التي عرفها وأحبها الجميع.
وأشار خلال اللقاء الذي عقده مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة لتكريمها في دورته الثانية. إلي أنها تأثرت بعدة شخصيات في حياتها ساعدت في تشكيل وعيها بداية من شقيقتها الكبري القاصة نجيبة العسال وزوجها الأديب عبدالله الطوخي. وسعت لكي يكون لها كيانها الخاص وصوتها الحر. مؤكداً أن فتحية العسال ارتبطت بالشارع المصري وبكل الطبقات الاجتماعية ودفعت الثمن غاليا لدفاعها الدائم عن الحرية والحق. سواء هي أو صديقاتها ورفيقات الدرب مثل لطيفة الزيات وفريدة النقاش.
وأضاف أنها قدمت للمسرح عدداً من المسرحيات المهمة التي ناقشت المشاكل الاجتماعية بعمق وتناولت قضايا المرأة وعلي رأسها مسرحية "سجن النساء" التي كتبتها بعد تجربتها في السجن وعرضت علي خشبة المسرح القومي في التسعينيات من بطولة ماجدة الخطيب وسوسن بدر وصفاء الطوخي. وعبير لطفي. و"نساء بلا أقنعة" بطولة إلهام شاهين ود.نجاة علي وجليلة محمود. وكذلك "ليلة الحناء" التي قدمتها الفنان سميحة أيوب من إخراجها. بالإضافة إلي "البين بين" و"لام ألف همزة". وغيرها.
وأكد أن فتحية العسال كان لها دور مجتمعي كبير جداً وارتبطت بهموم وأمال البسطاء وقدمتها بصورة بليغة وبسيطة في كتاباتها وأعمالها. تخاطب رجل الشارع البسيط.
وقالت الممثلة والمخرجة عبير لطفي رئيس مهرجان إيزيس إن فتحية العسال هي أمها الروحية. وكانت معروفة بين كل أحبائها بماما توحه لسعة صدرها واستقبالها لكل الناس من كل الطبقات ودفاعها عن الجميع. مشيرة إلي أن مسلسلها "رمانة الميزان" كان خير مثال علي دفاعها عن التنوير والحرية.
وأكدت أن صدقها كان أهم ما يميزها فهي من الشخصيات النادرة التي لم تتناقض أفعالها مع كلماتها أبداً. كانت تشارك في التظاهرات بقلب صادق وإصرار عجيب حتي أثناء مرضها. مشيرة إلي أنها تعرفت عليها لأول مرة أثناء مشاركتها في المسرح الجامعي. حيث كان فريق التمثيل يخشي اراء النقاد. لكن الخوف من فتحية العسال كان مختلفاً لأنه خوف من صدقها ورأيها الصريح.
وأضافت "فتحية العسال شبه طشةالملوخية التي تختص بها مصر دون أي مكان في العالم. فهي تشبه روحنا ودمنا. أسعدني الحظ أن أعيش في كنفها. وأتعلم منها. هذه السيدة تمسكت بالحياة حتي آخر لحظة. توحة كانت استثناء بكل ما للكلمة من معني".
وأشارت الناقدة د.مايسة زكي إلي أن فتحية العسال قدمت أعمالاً تأسيسية عن المرأة والمجتمع. "هي والمستحيل" علي سبيل المثال أسس من خلال الدراما التليفزيونية لفكرة تعليم المرأة. ولم يقف عند هذا الحد وإنما تطرق لفكرة تفعيل إرادتها وامتلاكها لكامل إرادتها. وأسست في أعمالها أيضاً لبناء العلاقات السوية في المجتمع في أعمال مثل "حتي لا يختنق الحب" وتناولت المشاكل التي من الممكن أن تعيق مستقبل المرأة. مؤكدة أن مسرحية "سجن النساء" عندما عرضت في منتصف التسعينيات ظلمت وتم وقفها بعد فترة قصيرة وهو ما يؤكد وجود أشخاص مناهضين للفكر التقدمي.
اترك تعليق