خلال السنوات القليلة الماضية تم إنتاج عدد من مسلسلات السيرة الذاتية للعديد من الأعلام والفنانين مثل الشيخ الشعراوى والذى حقق نجاحا كبيرا وقدم بطولته القدير حسن يوسف، وأم كلثوم والذى أدته ببراعة الفنانة صابرين ونالت إشادة كبيرة.
ولكن هناك عدد من الأعمال لم يحقق نجاحا يذكر مثل مسلسل السيرة الذاتية للعندليب والذى قدمه شادى شامل .
وبين نجاح بعضها وإخفاق الآخر يرفض بعض النجوم القديرين تقديم سيرتهم الذاتية فى أعمال فنية كما ترفض بعض أسر النجوم الراحلين تقديم سيرتهم الذاتية مما يثير التساؤل هل الأعمال الفنية التى تنناول السيرة الذاتية للمشاهير تخدم تاريخهم أم درب من دروب التشهير ؟!
أكد الكاتب والسيناريست محمد الغيطى : أن العالم كله قدم السير الذاتية من مائة عام واكثر في المسرح وفي الأعمال الفنية , و نحن في مصر منذ نشأة الدراما والتلفزيون كنا اول من قدم هذا فقدمنا سيرة طه حسين وأم كلثوم وقدمنا سير شعبية مثل أبو زيد الهلالي وعلي الزيبق وجحا وأعمال دينية وأعمال تاريخية مثل عمرو عبد العاص حتى أننا قدمنا فيلم عن المسيح قدمته سميحة أيوب مع بداية السينما المصرية في ثلاثينات القرن الماضي وطبعاً من الصعب تقديم شيئ مثله في الوقت الحالي ، ففي كل الأحوال العمل الدرامي عن السير الذاتية والشخصيات الشهيرة سواء فنية أو دينية أو تاريخية أو اجتماعية.
سعد زغلول
وأضاف الغيطى :نحن نقدمها بكل مالها وماعليها ولانتعمد الافراط أو التقليل او التشويه مثل ماقدمت أنا في مسلسل حواري وقصور قدمت سعد زغلول مثل ما هو قائل عن نفسه في مذكراته والرقابة اختصرت أشياء هو نفسه كان كاتبها وانا كتبتها في السيناريو انه يلعب قمار ويسرق فلوس من زوجته وهذه حقيقة نقاط ضعف انسانية تفيد الدراما وتثريها لكن الرقابة اختصرتها عام ٢٠٠١، ومع ذلك حصل العمل على جوائز كثيرة.
نجيب محفوظ وأدهم الشرقاوى
أيضاً لما قدمت خوفو في الاقدار كان رواية قدمت أشياء الاستاذ نجيب محفوظ صاحب القصة قال لي جيدة وأثنى عليها وكان موقفه ايجابي جداً لأنها اضافة عملتها كمؤلف،وأيضاً لما قدمت أدهم الشرقاوي كان هناك مصادر تقول انه مجرم وشقي ومصادر تقول انه بطل شعبي لكن هو بقي في الأذهان الشعبية بطل شعبي فأنا قدمته بطل شعبي ولماقدمت نجيب الريحاني أخذته من مذكراته وتحريت الدقة بنسبة كبيرة في مذكراته لكن بلا شك أضفت من عندي مايفيد الدراما وهو الصراع بين الخير والشر.
في الخارج لم يسألو الأهل ولا الورثة انهم سيقدمون عمل درامي عن شخصية عامة أم لا لأن هذايكون ملك المجتمع مثل ماحصل مع ورثة ليلى مراد لما رفعوا قضية على اسماعيل كتكت لما قدم مسلسل ليلى مراد والمحكمة حكمت بأنه العمل ملك المجتمع وليس من حقهم الاعتراض ويكون الحكم هو ضمير المؤلف وصناع العمل فأنا مع تناول أي شخصية من أي نوع سواء فنية اقتصادية اجتماعية سياسية من خلال رؤية المؤلف وضميره ، وانه يتحرى بقدر الامكان الدقة فيما ورد عن مذكرات هذه الشخصية ان وجدت أو فيما ورد من مصادر حول الوقائع الاجتماعية او التاريخية الموثوق بها ويكون هنا قانون الدراما لكن دون تعمد التشويه.
المؤلف وضميره المهني
وهناك شخصيات قدمت بشكل مختلف مثل هتلر والمسيح قدم بشكل كوميدي وتشرشر قدم بعشرات الاعمال ومسلسل عن الملكة البريطانية والاجيال الأخرى كعصر ديانا ومحمد الفايد قدمت برؤية المؤلف والبلاط الملكي اعترض لكن هذا ليس حقهم لأن هذه رؤية المؤلف وضميره المهني والفني، ولكن في كل مارأيته حول للعالم من غاندي لغاية مارتن لوثر كينغ مروراً بمارلين مونرو وهتلر وتشرشر الحكم هو ضمير المؤلف، نحن لدينا جهل وتخلف في العالم العربي وفي مصر وعندنا حساسية مفرطة ولانملك الوعي وللأسف نحن متأخرين جداً في دراما السير الذاتية وأتمنى في الفترة القادمة يكون هناك اهتمام بهذا لأن الناس لم تعد تقرأ والأجيال الجديدة ترى أكثر فالمفروض أننا نحيي وننشط الوعي و الذاكرة بتقديم أعمال عن السير الذاتية .
اترك تعليق