قالوا: عودة طابا بعد معارك عسكرية وسياسية أثبتت حنكة وصلابة المقاتل المصري في كل الميادين
هناك بطولات وتضحيات كثيرة دونتها سجلات العسكرية المصرية من أجل الحفاظ علي أغلي بقعة في أرض الوطن.
تحتفل مصر بذكري 25 أبريل عندما استعادة منذ 42 عاما آخر شبر من أراضيها لتعود طابا بعد معارك عسكرية وسياسية أثبتت حنكة وصلابة المقاتل المصري في كل الميادين.. بطولات وتضحيات كثيرة دونتها سجلات العسكرية المصرية من أجل الحفاظ علي أغلي بقعة في أرض الوطن.. انها "أرض الفيروز" سيناء الغالية علي نفوس المصريين. بوابة مصر الشرقية وخط دفاعها الأول عن أمنها واستقرارها.
وتحل ذكري تحرير سيناء في الوقت الذي يخوض فيه رجال القوات المسلحة البواسل معركة التنمية التي تتم برؤية حكيمة للقائد الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يتابع الخطط التنموية والتنفيذ علي الأرض لربط سيناء بالوادي وتوفير المشروعات الخدمية لأبناء تلك البقعة المباركة.
وبهذه المناسبة الغالية.. استضافت بوابة الجمهورية أونلاين و جريدة "المساء الإلكترونية" أبطال وبواسل القوات المسلحة في حرب أكتوبر المجيدة.. وفتحوا قلوبهم وتحدثوا عن معركة تنمية سيناء خلال السنوات الماضية وفترة اعداد الدولة لحرب العاشر من رمضان وتنفيذ اتفاقية السلام ومرواغة إسرائيل واللجوء للتحكيم. والدور الوطني لشيوخ وقبائل سيناء ومساندتهم للدولة المصرية.
أكد اللواء دكتور محمد الغباري. أحد أبطال حرب أكتوبر ومدير كلية الدفاع الوطني الأسبق. ان ذكري تحرير سيناء حدث جلل يدعو للفخر لكل مصري. لأن الشعب المصري هو المضحي الأول في هذه الحرب . والأهالي تحملت هذه الفترة العصيبة بكل مشكلاتها ومشقاتها.
أضاف اللواء الغباري- خلال كلمته بالندوة التي نظمتها بوابة الجمهورية أون لاين و جريدة المساء الإلكترونية . أنه يتمني ألا يكون الحديث عن ذكري انتصارات حرب أكتوبر في المناسبات فقط. وان يكون الحديث عنها في كل وقت طوال العام في الإعلام وفي المسلسلات والأفلام. وفي كتب التربية والتعليم وفي الجامعات .
قال اللواء محمد الغباري قبل حرب 6 أكتوبر 73 كنا نفكر كيف ستنظم القوات المسلحة صفوفها بعد حرب الإستنزاف للدفاع عن قناة السويس وكانت مهمتنا في القوات المسلحة إعادة تنظيم وتشكيل الصفوف. وتجهيز الأرض للتدريب حتي نستعد للحرب. وقامت الدولة بتجهيز نفسها من الصفر للقمة في وقت قياسي. وكنا في الوحدات نتدرب علي العمل الشاق من خلال الحفر وعمل خنادق بأيدينا. والتدريب علي السباحة والعوم في البحر. وعلي كيفية تسلق الساتر الترابي. وحمل الشدة. وكيفية عمل الخداع الاستراتيجي. حتي تحقق المراد .
أضاف ان الدولة المصرية قررت تطوير اسلوب اتخاذ القرارات الإستراتيجية لمعالجة خطأ رئيسي في مؤسسات اتخاذ القرار الإستراتيجي المصري وذلك بإنشاء مؤسسات تشريعية لشئون الدفاع عن الدولة. والجمع بين الإستراتيجية السياسية والاستراتيجية العسكرية في مؤسسة واحدة وهي مجلس الدفاع الوطني. وإنشاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة وإصدار القوانين المحددة لاختصاصات كل منها لتأكيد أن قرار الحرب أصبح مؤسسيا وليس فرديا.
أكد ان القيادة المصرية قررت ألا تسمح للعدو بأن يهنأ بما اغتصبه في 1967. وأنه يجب وضعه تحت ضغط الحرب يوميا. عن طريق"حرب الاستنزاف" بمراحلها الثلاث. وتم الإعداد سواء للقوات أو لمسرح العمليات الجديد تحت ساتر هذه الحرب. وتم تنفيذ أكبر عملية إعادة تجميع قوات مهزومة وتنظيمها في ميدان المعركة وتحت ضغط العدو. حيث تم احتلال وحدات وتشكيلات موجودة للقطاعات والمناطق الدفاعية لها علي المحاور الرئيسية والمهمة. وإعادة تشكيل وحدات وتشكيلات جديدة وإعادة التسليح للجميع في منطقة القناة.
كما تم تجهيز مسرح العمليات من خنادق أفراد ومرابض مدفعية ودبابات ودشم أسلحة خفيفة ومتوسطة وتحصينات الردارات والصواريخ والمطارات وأراضي الهبوط. بداية بالجهود الذاتية والإمكانات المحلية وبالإفراد المقاتلين انفسهم. حتي وصول الدعم بالمواد والتجهيزات الهندسية من القيادة العامة بعد توفيرها من الدولة. ووصول معدات المهندسين العسكريين اللازمة لاستكمال إعداد المسرح هندسيا. ومن أمثلة الإعداد بالأفراد للدفاع عن النفس حفر ما يسمي بالحفرة البرميلية لوقاية الفرد المقاتل من غارات الطيران وقذائف المدفعية. وهذه الحفر كانت من أفكار الجنود وعمقها 1.5م وقطرها 90سم ــ100سم. وينزل فيها الفرد أثناء الغارات حيث تحميه وتقيه من الانفجاريات نفسها وشظاياها ولكنها لا تحقق له الحماية او الوقاية من الإصابة المباشرة. لأنها تحتاج الي تحصينات لم تكن الدولة تملك اي إمكانات مادية لتنفيذها في ذلك التوقيت.. وتم ضغط العام التدريبي وهو عام ميلادي الي ستة أشهر. مع تنفيذ الالتزامات التدريبية المخططة للعام الكامل. اي مضاعفة التدريب. كما تم التدريب علي كل ما هو ضروري للحرب. مثل أسلوب فتح الثغرات علي السواتر الترابية والموانع الهندسية لإقامة ممرات العبور. واقتحام مانع مائي وأسلوب مهاجمة النقط الحصينة وأسلوب صد وتدمير الاحتياطيات المدرعة والميكانيكية المحلية والتكتيكية. ثم تم تجهيز مناطق تدريب مشابهة لقطاعات الهجوم للوحدات طبقا لمهمتها بدءا من قطاع العبور والساتر الترابي والموانع الهندسية والنقط الحصينة وطرق ومحاور الاقتراب للاحتياطيات المحلية والتكتيكية والطرق الإدارية ثم التدريب عليها نهارا وليلا مع فرض المواقف المتنوعة الطارئة التي يمكن ان تؤثر علي تنفيذ المهمة والتدريب علي حلها ومجابهتها.
كما تم التدريب علي مهام العمليات وكان يتم تنفيذ الخطة الدفاعية عن غرب القناة لجميع الوحدات والتشكيلات طبقا للمهمة المكلفة بها الوحدة او التشكيل وخاصة الأهداف الحيوية المهمة داخل نطاق المسئولية وفي نطاق الجبهة الداخلية ولرفع الروح المعنوية المتبادلة بين الجيش والشعب. وذلك كان يحدث دوريا حتي اعتاد العدو الاسرائيلي هذا الروتين. مما ساعد بعد ذلك في خطة الخداع الاستراتيجي بكثرة التحركات للقوات وفي اتجاهات مختلفة. وتحت ساتر هذه التدريبات.
أشار الي أن خطة الخداع الاستراتيجي في حرب أكتوبر كانت من أعظم الخطط في العالم. لأنك خدعت مخابرات العالم كله. وجوهرها عبارة عن القيام بأعمال توصلني لدرجة الحرب ولكن العدو يعتبرها أعمال اعتيادية. مضيفا أنه كلما ترفع درجة الاستعداد وتصل للقناة يخاف اليهود ويستعدون. ولكن استعداداتهم مختلفة وليكملوا جيشهم لا بد من التعبئة العامة. فأردنا تأخير عمليتهم للتعبئة.
أضاف: "إنك تعمل عملاً جماعياً لـ180 ألفا في 6 ساعات. في مواجهة 180 كم ويعبروا القناة ويستولوا علي خط بارليف في 6 ساعات. ده عمل إعجاز".
أوضح ان التدريبات وصلت إلي حد الاشتباك المدبر مع العدو كتدريب حي علي تدمير النقط الحصينة. خاصة الموجودة علي محاور الهجوم المنتظرة من الغرب بواسطة الضرب المباشر بالدبابات وغير المباشر بالمدفعية لتدمير تلك النقاط واستخدم أسلوب مبتكر وبما يتلاءم مع شكل وتحصين تلك النقط ومواقعها. وتم اختيار أفضل توقيت وهو قبل الغروب بالحيز الزمني المطلوب للمهمة. علي ان ينتهي الاشتباك مع الغروب ذاته وذلك لوجود الشمس علي خط الأفق في مواجهة المعدات البصرية للإسرائيليين فتحدث الزغللة وعدم وضوح الرؤية وتصعب من عمليات الرد وجدية الاشتباكات مع قواتنا. وكان لي شرف تنفيذ العمليات الخاصة بالنقط الحصينة في مواقع الدفرسوار لتمركزي في منطقة مطار الدفرسوار. وكان العدو في مواقع أعلي من مواقعنا. ولكننا بالمناورة وحسن التدريب والخداع المستمر وبطرق مختلفة كنا نتفوق ونسيطر وننفذ مهامنا والدليل خسائره. وبعد إيقاف النيران ومحاولات السلام لم ينجح العدو في استعادة كفاءة معداته لشدة التدمير الذي لحق بها.
أكد أن مصر دخلت معركة التحكيم الدولي وفق تخطيط إستراتيجي من موقع قوة وبطولات وتضحيات ودماء جنودنا البواسل والتي كانت وقودا لتحركاتنا السياسية المدعومة بالوثائق والأدلة القانونية التي تثبت مصرية طابا من موقع قوة بعد نجاحها في العبور وتحرير الأرض. ونجحت في استرداد طابا نتيجة عمل مخطط ناجح وخرجت من خلاله بدروس مستفادة. فهذه المعركة أوضحت للعالم أجمع أن المصريين أصحاب عقيدة ثابتة وهي أن الأرض كالعرض لا تفريط فيها ولا تنازل عنها.
أكد اللواء طيار حسن محمد حسن الخبير الاستراتيجي. أن هناك حملة ممنهجة ضد الهوية المصرية والوطنية المصرية مشيرا إلي أهمية دور الإعلام في تشكيل وعي الشعوب.
وقال إننا لابد أن نعي أن هناك فرقا بين الهوية والهجمة الشرسة التي تحاول تغيير ثقافتنا المفعمة بالأخلاق والمبادئ وهي مناطق قوتنا.
وأشار إلي أن الحرب التي خاضتها مصر بدأت عام 1967 ولم تنته إلا في 1989 وهي الفترة التي تخللتها معارك عسكرية وسياسية ودبلوماسية وقانونية حتي استرداد طابا عام 1989.
واكد أن قرارات الحروب في الدول تتم عبر مجالس متخصصة ويقوم متخذ القرار بانتقاء الأنسب منها مشيرا إلي وجود مجلسي الدفاع الوطني والأمن القومي في مصر.
وأوضح أن نموذج حرب أكتوبر ينطبق علينا تماما الآن. خاصة بالنظر إلي فرق الإمكانيات والكم والتفوق الإسرائيلي في هذا التوقيت فعلي سبيل المثال في القوات الجوية التي كانت تملك الجيلين الثاني والثالث من الطائرات فيما كنا نملك طائرات الجيل الأول والثاني.
وقال إننا دخلنا الحرب ونحن نعلم أن إمكانياتنا أقل منهم لكن كان هناك عدد من العناصر الهامة التي ساعدتنا علي النجاح في 1973 وأهمها الروح المعنوية: حيث إن مصر لم تفقد الإرادة بعد عام 1967 بدليل معركة رأس العش بعد أسبوعين وتدمير المدمرة إيلات في 21 أكتوبر 1967 وهذا هو أساس الردع بالتأثير علي إرادة العدو في القتال.
ثانياً الإبتكار .. والخروج عن المألوف.. لدينا العديد من الأمثلة علي هذه الجزئية فمدافع المياه ابتكار. واستخدام المشاة ضد الدبابات ابتكار. واستخدام القوات الجوية بآداء لم يكن موجودا في هذا العصر وهو مايسمي الآن بالطائرات متعددة المهام.
وأكد أن مفهوم الأمن القومي هو قدرة الدولة علي حماية أرضها ومواردها مشيراً إلي اقتناعه بمفهوم روبرت ماكيمير الذي يربط الأمن القومي بالتنمية.
وقال: في الماضي كان مفهوم الأمن القومي يرتبط بدول الجوار فقط وتأثيراتها المباشرة. لكن من بعد فترة كورونا والحروب التي تمت بعدها مثل الحرب الروسية الأوكرانية أثبتت أن محيط أمننا القومي امتد ويتأثر بأعمال قد لا تخصنا وهو ما يعمق ويصعب من رؤيتنا للأمن القومي.
وعن دور القوات الجوية عام 1973 أكد أنها تمثلت في الضربة الجوية المركزة يوم 6 أكتوبر وبالنظر إلي أهدافها فالهدف الأساسي كان منع تدخل العدو في مرحلة بناء رؤوس الكباري.
وأضاف : كنت موفقا في المشاركة بحرب أكتوبر بتنفيذ 25 طلعة جوية منذ 6 أكتوبر وحتي وقف إطلاق النار كما أسقطتُ 3 طائرات واشتركتُ في ضرب مركز الشوشرة الإسرائيلي وكان لي حظ في أن أكون من الذين تتبعوا كل مراحل القتال . وأشهد أننا أدينا دورا يجب ان نفتخر به.
وأشار إلي الدعم الأمريكي الكبير لإسرائيل منذ يوم 6 أكتوبر.. مشيرا إلي تكوين مجموعة عمل في واشنطن يترأسها الرئيس الأمريكي. موضحا أنه حتي 14 أكتوبر كان قد تم نقل 85 الف طن مساعدات من أمريكا لإسرائيل. فيما أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي استلام 80 طائرة فانتوم وسكاي هوك. مشيرا إلي أن مستوي الطيارين الإسرائيليين أصبح أكثر احترافا في النصف الثاني من حرب أكتوبر ما يعني اننا كنا نحارب أمريكا وإسرائيل بعد 14 أكتوبر.
وعن القرار السياسي والعسكري أكد ان الحرب امتداد للسياسة من الأساس. فالأساس هو السياسة التي تضع الهدف من الحرب.
وقال إن هناك خطة موضوعة حاليا ومجهودا مبذولا من قبل الدولة لتنمية سيناء مشير إلي أن مايحدث علي أرض سيناء حاليا هو تنمية شاملة تتم في كل المناطق التي تحتاج إلي تنمية وتطوير.
ولفت إلي بعض جهود التنمية في سيناء وعلي رأسها الربط مع الدلتا عن طريق 5 أنفاق. وكذلك المزارع السمكية شرق التفريعة. ومحطة معالجة مياه بحر البقر. وبناء 5 قري في سعل الطينة والتجمعات البدوية. وإنشاء 5 آلاف كيلو متر طرق. و45 محطة تحلية. ثم وصول تغطية الصرف الصحي إلي 85%.
اترك تعليق