معاذ بن داود بن محمد بن عُمَر بن داود بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن المثني بن الحسن السبط بن الإمام علي بن أبي طالب، جاء إلي مصر مع والده برفقة السيدة نفيسة ابنة الإمام حسن الأنور، ودُفن في قرافتها وعاش شبابه في العصر الطولوني.
قضي معاذ طفولته وشبابه خلال العصر الطولوني وتوفي سنة 295 هـ "907م" ودُفن في قرافة السيدة نفيسة أو في القرافة الصغري، وقام أبو الغضنفر أسد الفائزي الوزير الفاطمي بنقل رفاته وإعادة دفنه في ضريحه الحالي بالدراسة، وقد اهتم وزراء وخلفاء الدولة الفاطمية ببناء المشاهد والأضرحة لأهل البيت وخاصة أحفاد الإمامين "الحسن والحسين".
يوجد مسجد سيدي معاذ في شارع مسمي باسمه وهو مقابل لمستشفي الحسين الجامعي علي يمين السالك أول شارع الأزهر والمتجه إلي الحسين، وهذا المسجد ملحق به مئذنة وقبة عظيمة تحتها ضريح الولي سيدي معاذ بن داود.
وتعد مئذنة المسجد هي المئذنة الفاطمية الوحيدة المتبقية من القرن الثاني عشر الميلادي، وتمثل آخر مرحلة من مراحل تطور المآذن الفاطمية.
وجاء في كتاب بحر الأنساب للعلامة النجفي المتوفي سنة 433هـ. أن هذا القبر مدفون به معاذ الحسني بآخر شارع الدراسة بالقرب من السور الشرقي آخر أسوار القاهرة، بناه السلطان قايتباي ومكتوب في الزجاج بكوة من كوات القبر: "السيد الشريف معاذ بن داود بن محمد بن عمر بن الحسين بن علي بن أبي طالب" كما ذكره السخاوي في مزاراته بأن معاذ توفي في ربيع الأول سنة 295هـ.
وقال عنه علي باشا مبارك في الخطط التوفيقية: "ضريحه داخل قبة بها قبر الشيخ محمد المزين وقبر ابنته نفيسة وبدائرة القبة شبابيك من الزجاج الملون مكتوب فيها بالزجاج آيات قرآنية وأحاديث نبوية ومكتوب في شباك منها بنيت هذه القبة سنة "ست وستين وثمانمائة" وعلي الباب لوح رخام فيه كتابة كوفية، وشرع في بنائه علي بك الميهي بعد ما حصل على أمر بإيقاف مائة فدان على عمارته ولوازمه.
أنشأ ضريح سيدي معاذ المكون من القبة الضريحيّة والمئذنة أبو الغضنفر أسد الفائزي الصالحي وزير الخليفة الفاطمي الفائز سنة 552 هـ "1157م"، كما هو ثابت علي اللوحة التأسيسية الرخام المثبتة فوق باب الضريح والتي جاء فيها: "أمر بإنشاء هذا المشهد المبارك الأمير المعظم الهُمام حُصن الإسلام شرف الأنام مقدم الجيوش عصام الدين سيف أمير المؤمنين أبو الغضنفر أسد الفائزي الصالحي ابتغاء مرضاة الله وطلبا لما عنده من أجره وثوابه في سنة اثنين وخمسين وخمسمائة، وبجانب القبة الضريحية مئذنة تتكون من بدن مربع ارتفاعه 12.76 متر طول ضلعه 2.50 متر يعلوه قاعدة مثمنة بني فوقها طابق مثمن قطره 2.50م ويعلو الطابق المثمن رقبة مثمنة بارتفاع 80 سم تعلوها قبة مفصصة ارتفاعها 1.50 متر ويبلغ ارتفاع المئذنة 17.50، وتشبه مئذنة الجيوشي مع اختلاف بسيط هو أنها تخلو من الطبق المربع الثاني.
وقد جدّد الفاطميون مسجده، ثمّ اندثر أكثره، فجدّده السلطان قايتباي. نظرا لشيوع ذكره بالبركة، ولكنه تهدم اليوم.
وقد حاولت العشيرة المحمدية ترميمه وإعادته إلي حالته الأولي، وأن تجعل من موقعه مركزا إسلاميا ومجمعا ثقافيا وإنسانيا، وكان قد جدّده بعض الصّالحين.
اترك تعليق