هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

صحابيات.. الشفاء العدوية.. أول وزيرة تجارة في الإسلام

من النساء اللائي كتب التاريخ اسمهن بحروف من نور هي الشفاء بنت عبدالله العدوية القرشية صحابية من فضليات نساء العرب، فهي من المهاجرات الأوائل، والتي تعتبر أول امرأة تولت إدارة السوق في عهد الخليفة الثاني للمسلمين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو الذي قام باختيارها لهذه المهمة بنفسه، وقد كانت الشفاء " أهلا لذلك ".


تعتبر الشفاء من أوائل المعلمات الجليلات في الإسلام. لأنها كانت من النساء القلائل اللائي يعرفن القراءة والكتابة في الجاهلية من قبل الإسلام. إضافة إلي أنها كانت طبيبة مشهورة بمداواة الأمراض الجلدية في العصر النبوي.. ولذلك قد تغير اسمها من "ليلي" وهو اسمها الحقيقي الي الشفاء بسبب خبرتها بمهارات العلاج.

كانت الشفاء من أوائل النساء المؤمنات برسالة النبي صلي الله عليه وسلم والدين الجديد، فقد أسلمت قبل الهجرة في مكة هي وزوجها أبو حثمة بن حذيفة القرشي، وكانوا من المهاجرين إلي الحبشة في الهجرة الأولي للمسلمين، كما كانوا أول من هاجر في المرة الثانية إلي المدينة المنورة.

* ومنذ أن أسلمت الشفاء العدوية وضعت علي عاتقها تعليم نساء المسلمين القراءة والكتابة تطوعا منها، وتولت ايضا تعليم أبنائهم، في وقت كان التعلم قليلا بين النساء، لهذا أصبحت الشفاء نموذجا مشرفا يدل على تمكين المرأة في الإسلام والعمل على توليها ما تصلح له من أعمال مادامت مؤهلة لذلك.. وكان النبي صلي الله عليه وسلم يكن لها كل التقدير ويشجعها علي العمل، لذلك قد خصص لها دارا بالمدينة بعد أن هاجرت إليها ونزلت فيها مع ابنها سليمان، وكان النبي صلي الله عليه وسلم يزورها في تلك الدار، وهذا يدل على مكانتها عنده.. وقد أصبحت تلك الدار مركزا علميا للنساء، وكان من بين المتعلمات القراءة والكتابة على يديها أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنها بالاضافة إلي دور الشفاء المبكر كمعلمة للنساء، فقد شاركت في الغزوات مع الرسول عليه الصلاة و السلام، لتداوي الجرحي.. حيث كانت تقوم بدور "المطيبة" لأن مهنة "الطب" كانت قديمة من قبل الإسلام، وقد تعلمتها الشفاء العدوية من ضمن مهارات أخري في الحياة، وكان يأتيها الصحابة.

وعائلتهم في بيتها للتطبيب، وقد اشتهرت بتطبيب داء النملة، الذي تصاب به أعضاء الإنسان الخارجية بالقروح لاسيما الجنبين..حيث يشعر المرء كأن نملا يدب في جسده ويعضه. وهو نوع من أمراض الأكزيما المعروفة حديثا.

* وقد كانت الشفاء تجيد ايضا الرقية منذ الجاهلية، فلما جاء الإسلام قالت لا أرقي حتي أستأذن رسول الله. فحضرت إليه وقالت: يارسول الله إني قد كنت أرقي برقي الجاهلية وأردت أن أعرضها عليك فقال: أعرضيها قالت: فعرضتها عليه فقال لها: أرقي بها وعلميها أم المؤمنين حفصة " وكانت تقول: باسم الله اللهم اكشف البأس رب الناس.

* لم تشتهر الشفاء بقدرتها علي العلاج ولا علي معرفتها القراءة والكتابة فقط. وإنما عرفت ايضا بالعقل الراجح والاتزان حتي أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقدر لها هذا، ويثق برأيها وكان يهتم به ويقدمه علي غيرها، وخاصة أنه كان يعرف توقير النبي عليه الصلاة والسلام لها، وأثناء خلافتة قام بتوليها أمر السوق الذي هو ليس بالمكان الهين، ولا مجرد بيع وشراء، بل هو عمليات معقدة من التفاهم بين الناس والوساطات. والصفقات والعقود، وتنظيم حركة البضائع و المبيعات والمشتريات، والحفاظ على نظافة السوق والترتيب والنظام العام، وغيره من الحاجات المطلوبة التي لا يمكن أن تدار إلا بذهن نقي وعقل راجح.. لذلك نجد أن هذا الدور الذي تولته الشفاء العدوية يماثل دور وزير التجارة في عصرنا الحالي.. وكان هذا حدثا لم يتحقق لولا إدراك أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه - لميزات هذه المرأة والقدرات التي تجمعت فى شخصيتها على تولي هذا المنصب، وفضلها علي الرجال في توليه لتصبح رمزا قياديا توفيت الشفاء بعد حياة عامرة بالعمل والإنجازات والإخلاص لرسالتها الإنسانية، التى جمعت بين المعلم والطبيب والإداري، وشئون التجارة، وقد كانت وفاتها سنة 20 هجرية في خلافة عمر بن الخطاب، رضي الله عنها وأرضاها.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق