وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش نداءا عالميا لوقف العدوان على غزة، خلال الزيارة الثانية التى قام بها إلي أرض السلام شمال سيناء، منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، حيث تفقد معبر رفح البري من الجانب المصري، والتقى عدد من العاملين في المجال الإنساني بالأمم المتحدة في غزة في الجانب المصري بالمعبر، وزار الجرحي الفلسطينيين في مستشفي العريش العام.
مصر الركيزة الأساسية التي تسمح بوجود الأمل على الجانب الآخر من الحدود
أهل غزة يعيشون كابوسا لا ينتهى.. معاناة ومجاعة وكارثة حقيقية
غالبية الدول تطالب بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى القطاع
نرفض التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم .. ونحذر من اجتياح رفح الفلسطينية
وخلال وصول جوتيريش إلى مستشفى العريش بمحافظة شمال سيناء المصرية، لتفقد المصابين الفلسطينيين، صرح الأمين العام للأمم المتحدة، أن مصر الركيزة الأساسية التي تسمح بوجود الأمل على الجانب الآخر من الحدود، في إشارة إلى قطاع غزة.
وأشاد "جوتيريش" بجهود مصر في استقبال الجرحى الفلسطينيين، وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
و قال جوتيريش، خلال مؤتمر صحفي أمام معبر رفح البري: "نحن في معبر رفح اليوم لتسليط الضوء على الصعوبات التي يواجهها الفلسطينيون في قطاع غزة، والفلسطينيون يستحقون اتفاقا لوقف النار".
وأضاف: "حاملا أصوات الغالبية العظمى من دول العالم التي سئمت ما يحدث في غزة وتطالب بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى القطاع"، حيث "هدمت المنازل وقضت عائلات وأجيال بأكملها في ظل مجاعة تحاصر السكان".
وتابع: "الكثير من الغزيين ليس لديهم ما يقيتهم في رمضان، وفي القطاع معاناة ومجاعة وكارثة حقيقية، والفلسطينيون من أطفال ونساء ورجال يعيشون كابوسا لا ينتهي".
وأردف: "هناك طوابير طويلة من الشاحنات التي تنتظر في رفح وفي الجهة المقابلة هناك أشخاص يعانون المجاعة".
وتابع: "حان الوقت لوقف إطلاق نار إنساني في غزة" محذرا من أن "أي توسع إسرائيلي في الهجمات سيحمل كارثة حقيقية".
ولفت إلي أنه يجب فورا وقف إطلاق النار أكثر من أي وقت آخر، فهناك عائلات قتلت، والمعاناة تضرب الجميع، وإن رمضان هو وقت لنشر قيم السماحه والتعاطف والسلام والتعاضد.
وقال: "نحن هنا لأقول للشعب الفلسطيني في غزة انهم ليسوا وحدهم، فالناس في كل مكان في العالم يعلم بالمأساة التي حدثت للفلسطينيين، وإنني أحمل صوت ناس كثيرين في العالم لقد سمعنا الكثير ورأينا الكثير".
وصرح جوتيريش، إن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، هي العمود الفقري لتوفير المساعدات في قطاع غزة.
وأكد "جوتيريش"، رفض التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم، والعمل على حشد المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار وتوفير الدعم لأطفال غزة، مضيفًا أن إسرائيل تسببت في عقبات حالت دون دخول المساعدات لغزة، ويجب العمل على منع تفاقم الأزمة الإنسانية في رفح الفلسطينية.
وأوضح أنه على الرغم من وجود 3 آلاف عامل يوزعون المساعدات بالقطاع، فإنه لا يمكن ضمان إتمام هذه العملية بشكل جيد دون وقف إطلاق النار، مطالبًا بوقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات لغزة.
وأشار إلى أنه لا مكان آمن في قطاع غزة، وهناك إجماع واضح من كل المؤسسات والدول بداية من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وغيرها على رفض أي عملية عسكرية في رفح الفلسطينية، وشكك في نجاح العملية العسكرية برفح الفلسطينية دون تأمين المدنيين، محذرًا من أن هذه الطريقة ستؤدي إلى كارثة إنسانية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، قد زار معبر رفح في أكتوبر 2023، إذ دعا حينها إلى فتح المعبر أمام الشاحنات التي تحمل المساعدات الإنسانية لقطاع غزة بـ"أسرع وقت ممكن".
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، برًا وبحرًا وجوًا، منذ السابع من أكتوبر الماضي، مخلفًا أكثر من 32 ألف شهيد، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 74 ألف إصابة، في حصيلة غير نهائية، ولا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.
كما تواصل سلطات الاحتلال منع وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، خاصة إلى مناطق الشمال، فيما لا تكفي المساعدات التي تصل إلى جنوب القطاع حاجة المواطنين، خاصة في رفح الفلسطينية التي تعتبر آخر ملاذ للنازحين، والتي تستضيف رغم ضيق مساحتها المقدرة بنحو 65 كيلومترًا مربعًا، أكثر من 1.3 مليون فلسطيني، يعيش غالبيتهم داخل خيام تفتقر إلى الحد الأدنى من متطلبات الحياة.
اترك تعليق