هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الضفة الغربية.. فوق بركان ساخن

عنف المستوطنين يتصاعد..
واستمرار الاعتداء على البيئة

إسرائيل كعادتها لا تقيم وزنا لردود الفعل الدولية المنددة بنشاطاتها الاستيطانية وبالممارسات الإرهابية للمستوطنين ضد المواطنين الفلسطينيين ومنازلهم وأملاكهم ومزروعاتهم.. وتعير كل الاهتمام للمستوطنين ومشروعهم الاستيطاني في الضفة الغربية وتكافئهم علي ممارساتهم الإرهابية بمزيد من البناء في المستوطنات التي أقامتها في طول الضفة وعرضها خلافا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.


صعد المستوطنون في الآونة الأخيرة من اعتداءاتهم وانتهاكاتهم بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية وذلك بتشجيع من وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن جفير وهو بالأساس من قادة المستوطنين ويتزعم حزب "العظمة اليهودية" الذي لا يؤمن بحل الدولتين أو بالسلام مع الفلسطينيين.

فيما ذكرت حكومة الاحتلال الإسرائيلي إنه من حقها بسط السيادة على مناطق الضفة الغربية كونها "أرضا إسرائيلية منذ الأزل" حسب زعمها.. وجاءت هذه الأقوال علي لسان سكرتير الحكومة الإسرائيلية "يوسي فوكس" حيث ادعي أن الضفة الغربية المحتلة أراضي يهودية منذ فجر التاريخ وأن قرار شرعنة البؤر الاستيطانية تم بناءً علي قرار من الحكومة والكابينت حيث انها أراضي تصنيف "أراضي دولة" وفقاً للقوانين المتبعة.

من جهته حذر الاتحاد الأوروبي فى بيان مطلع الاسبوع الجاري من تصاعد عنف المستوطنين فى ظل العدوان الاسرائلي على قطاع غزة مما يشحن  مشاعر الفلسطينيين فى الضفة تضامنا مع أشقائهم فى القطاع.. مؤكدا على أن هذا الارتفاع فى أعمال العنف التى يرتكبها المستوطنون ضد الفلسطينيين أمر غير مقبول مما يهدد باشتعال طوفان الغضب الفلسطيني وتنفجر الأوضاع فى الضفة وهذا يقوض الأمن فى الضفة الغربية والمنطقة ويهدد آفاق السلام الدائم.

موضحا يجب علي إسرائيل باعتبارها القوة المحتلة أن تحمي السكان المدنيين الفلسطينيين فى الضفة الغربية، كما يجب تقديم المسؤولين عن أعمال العنف إلي العدالة.. وقد بادرت الولايات المتحدة  بقرار غير موقع  بفرض عقوبات على المستوطنات والمستوطنين ثم تصف وزارة الخارجية الأمريكية سلوك المستوطنين بالمتطرف.. وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية في بيان لا يوجد مبرر للعنف المتطرف ضد المدنيين أو إجبار العائلات على ترك منازلهم مهما كان أصلهم القومي أو العرقي أو العنصري أو الديني.

وفي سياق متصل نؤيد تماما تصريحات الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة التى طالبت فيها بربط القضية الفلسطينيية بالبيئة.. ذلك ان الاعتداء علي البيئة الفلسطينية جزء لايتجزأ من سياسة الكيان الصهيوني الاجرامية العدوانية تجاه  الشعب الفلسطيني.

والامثلة عديدة ويمكن ان تملا مجلدات وتعود الى قيام الكيان عام 1948 ففي يوليو عام 1948 استعصت عكا على العصابات الصهيونية التى كانت تحاصرها.. ولم تجد هذه العصابات سوى تلويث منابع المياه التي تغذي المدينة مما ادي الي اصابات  بالتيفود ووفيات عديدة بين سكانها والمدافعين عنها فسهل سقوطها فى ايدى العصابات.. هذا رغم انها لم تكن من نصيب اليهود وفق قرار التقسيم الظالم الصادر من الامم المتحدة عام 1947.

ولو عدنا الى هذه الايام نجد اساليب  عديدة يتبعها الكيان  مع الشعب الفلسطيني  هى عدوان مؤكد على البيئة.. فبرك مياه المجاري التي تملأ قطاع غزة بسبب تدمير البنية التحتية وانتشار الامراض والروائح الكريهة.. وكذلك تلال القمامة التى تملا القطاع هى نوع من الاعتداء على البيئة.

ويضاف الي ذلك الاسلحة المحرمة دوليا التي يستخدمها الكيان وتترك اثارا مدمرة تفوق ماتحدثه من اضرار وقت استخدامها.. وأخطر هذه الاسلحة قذائف اليورانيوم المنضب والفوسفور الابيض والخطير مما يجعلنا نتوقع ارتفاع حالات الاصابة بالاورام في القطاع خلال الفترة القادمة.

وهذا ما حدث في العراق في حرب الخليج عام 1991 عندما استخدمت الولايات المتحدة هذه القذائف في جنوب العراق بزعم انها تؤدي فقط الي تدمير الدبابات العراقية شديدة التدريع وكانت النتيجة ارتفاع الاصابة بالاورام وولادة اطفال مشوهين في جنوب العراق.

وفي الضفة الغربية لا تتوقف قوات الاحتلال عن تدمير البنية التحتية من شبكات مجاري وكهرباء وطرق فى اقتحاماتها للمدن والقري الفلسطينية.. ففي القدس المحتلة تقوم قوات الاحتلال برش المتظاهرين الفلسطينيين بل والمتاجر والمطاعم والبيوت بمياه المجاري او العادمة كما تسمي في فلسطين.. ويرجح باحث فلسطيني ان تكون هناك اضافات لمياه المجاري تساعد علي ثبات روائحها علي الضحية المستهدفة لفترة اطول.

هذا بالاضافة الي تسميم التربة الزراعية مما ادي الي اهلاك مئات الالوف من اشجار الزيتون فى الضفة والقطاع وفى اراضي 48 هذا فضلا عن اطلاق الخنازير على الاراضي الزراعية العربية لاتلاف محاصيلها. ويعاقب الفلسطيني الذى يقتل خنزيرا بغرامة باهظة بتهمة قتل حيوانات محمية.

وفي اراضي 48 تتعدد صور الاعتداء على البيئة بحرمان تجمعات عربية عديدة فى النقب والشمال  من المياه الجارية والصرف الصحي.. واخر صور الاعتداءات اطلاق اعداد مهندسة وراثيا من حيوان ابن اوي في التجمعات العربية لنشر الامراض والاعتداء على الفلسطينيين.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق