نحن اليوم أمام شخصية حفرت اسمها في كتب التاريخ الإسلامي والعربي بحروف من نور.. ولم ينسي فضلها حتي اليوم في الطب الإسلامي.. فهي صاحبه اول مستشفي حربي متنقل في الاسلام.
هي رفيدة بنت سعد الأسلمية صحابية جليلة وممرضة وصاحبة الخيمة الطبية الأولي في التاريخ . وكانت من اوائل أهل المدينة دخولا في الاسلام... بايعت الرسول صلي الله
عليه وسلم بعد الهجرة.. وتمنت بعد إسلامها ان يكون لها نصيب ظاهر في الجهاد . لذلك كانت تشارك في الغزوات وتداوي الجرحي وقد عرفت بعد ذلك بصفتها أول ممرضة وجراحة في الإسلام.
حيث أقيمت لها خيمة في المسجد النبوي.. وعندما أصيب سعد بن معاذ بسهم في غزوة الخندق أمر النبي عليه الصلاة والسلام الصحابة أن يحولوه إلي خيمة رفيدة.. وكان النبي " ص" يمر علي خيمتها ليتفقد حالة الجرحي .
لم يكن عملها مقصورا علي الحروب والغزوات فقط. بل كانت تداوي المرضي من أهل المدينة
وعرف عن رفيدة الاسلمية أنها لم تكن كغيرها من النساء فهي دقيقة الفهم لا تأخذ الأمور بمظاهرها بل تتقصي وتدقق ليكون علمها علي أساس من المعرفة المدعمة وإيمانها علي بينه واضحة لاتحتمل الإيهام او الغموض.. وهذا ما جعلها تنتظر ذلك الجهاد المرتقب... وعلي اي صورة سيكون.. وسألت الله في إخلاص وحرارة ان يكون لها في ميدانه مجال وان تسهم بنصيب يعادل آيمانها وحبها لله ورسوله
وعندما نزل أمر الله بالجهاد الأكبر لنصرة دينه وعلا صوت رسول الله يدعو الناس الي الجهاد امتثالا لأمر الله.. سألت نفسها هل الجهاد اقتصر علي الرجال وحدهم دون النساء.. واذا كان قد قدر علينا ان لا نحمل السلاح فهل نظل قعيدات الدور ورحي الجهاد دائرة.. فرأت رفيدة الباسلة ان للجهاد الوان متعددة.. ووراء الجيش المحمدي في معركة بدر خرجت مع مجموعة من النساء يحملن الماء للمحاربين عسي ان تجد لنفسها دور تقوم به ولما لمعت السيوف وتهاوت لتصيب اهدافها.. وجدت نفسها تقوم بدور المواساة والتطيب وتضميد الجراح واسرعت تنتقل بين الصفوف تأسو وتطيب وتسعف المصاب لترد اليه يقينه ليعود مره اخري للمعركة ان كانت جراحة بسيطه. وعندما كتب الله النصر للمسلمين في بدر عادت معهم رفيدة الي المدينة قريرة العين لأن الله هداها الي طريق جهاد عليها ان تمضي فيه قدما وهي سعيدة مزهوة بأنها استجابت الدعوة الجهاد واسهمت بنصيب في سبيل نصرة دين الله.
وهكذا عرف العرب عن طريق دعوة رسول الله صلي الله عليه وسلم كل جديد فيه سمو
وكان التطيب والتمريض من جملة ما عرفوه.. وكانت رفيدة رائدة اولي من رائدات المواساة.. وأول عربية مسلمة تحترف هذه المهنة عن دراية وخبرة وتجارب وضعتها الظروف في طريقها.
ظهرت بعد ذلك خيمة رفيدة الطبية بدءاً من يوم احد وكانت تستضيف الجرحي وتضمد جراحاتهم وتواسيهم.. وكانت رضي الله عنها تخرج في الغزوات وتنقل معها خيمتها بكل متطلباتها وأدواتها واحتياجاتها فوق ظهور الجمال ثم تقيمها بمعسكر المسلمين وكانت تشاركها العمل الكثير من الصحابيات رضوان الله عليهن وعلي الرغم من بدائية هذه الخيمة الا انها اصبحت اول مستشفي ميداني.
شهدت رفيدة غزوتي الخندق وخيبر.. روي عن مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت اصيب سعد بن معاذ يوم الخندق بسهم أطلقه أبو أسامة الجشمي حليف "بني مخزوم" . فأمر رسول الله صلي الله عليه وسلم رفيدة ان تقيم خيمة في المسجد ليعوده من قريب * لم يكن عمل رفيدة مقتصرا علي الغزوات فقط بل عملت ايضا في وقت السلم تعاون
وتواسي كل محتاج وتقديرا من النبي صلي الله عليه وسلم كان يعطي رفيدة حصة مقاتل.. فقد ذكر ابوعمر عن الواقدي : انها شهدت خيبر مع رسول الله فأسهم لها بسهم رجل لانها بذلت في الميدان من نفسها وقلبها ومشاعرها ما ينوء بحمله الكثير من الرجال .
* وبذلك خلدت رفيدة الاسلمية اسمها في التاريخ حتي يومنا هذا حتي ان الشعراء تناولوا جهادها بشعرهم في الملحمات الإسلامية رضي الله عنها وأرضاها
اترك تعليق