يستعرض موقع "الجمهورية اون لاين" على مدار شهر رمضان المبارك المساجد التى بُنيت فى العهد الاول للاسلام وحملت اسماء الصحابة رضوان الله عليهم
و نتناول اليوم مسجد موسى بن النصير بمناسبة مرور ثلاثة عشر قرنا على تأسيسه _وهو من اوائل المساجد التى بناها القائد المسلم الجليل بالشمال المغربى والتى حمت لغة القرآن و يُعرف الان بـ "الدار البيضاء" بعد ان مر عليه ما يزيد عن عشرة قرون- يحمل فيها اسم مؤسسه موسى بن نصير.
يلاحظ أن هذه التسمية تناساها الناس بعد ان حملت اسمه احقاباً وغلب عليه الان اسم "الجامع البيضاء" لظهوره من بعيد كالنجمة البيضاء اللامعة بعد ضربته يد الاهمال وهجره الناس كمسجد، في أوقات العبادة، وأيام المواسم والأعياد، حتى ظن المارة وبعض الجوار البعيدين عنه، مطلق دار هناك
و(الجامع البيضاء) بنى ببني حسان، قبيلة حاميم المتنبئ المشهور، على بعد نحو ثلاثين (30) كيلومتر من مدينة تطوان.
وهو يتربع على ربوة عالية، قرب سوق الأربعاء، على بضع خطوات من مدشر بني عمران، ويعرف عند العامة بمسجد الملائكة تقديرا لشأنه.
وهو مسجد صغير، مربع الشكل، طوله نحو خمسة أمتار، وعلوه لا يتجاوز الأربعة أمتار، وسقفه بالقبو في نحو نصف دائرة، طول محرابه متر ونصف على 70 سنتميترا عرضا. وهو محكم البناء، بني بالجير والحصى الدقيق (الطابية) وأرضه حصباء، تبدو فيها حفر،
ويقال : إن الناس كانوا يدفنون فيه أمواتهم عند الفزع، وفي معتقداتهم أن كل من أخذ منه شيئا لابد أن يصاب بسوء، ولازال يتبرك به إلى الأهل.
وقد سقط سقف مدخله، وتلاشت أبوابه، وأصاب الوجه الخارجي منه بعض تلاش. ويبدو أنه أدخلت عليه بعض الإصلاحات، عبر عصور التاريخ.
وعلى مقربة منه ثلاث عيون جارية، إحداها من جهة الشرق، وتعرف "بعين التين"، ولعل هذه التسمية جاءتها من كثرة أشجار التين التي كانت هناك.
والأخرى من جهة الغرب، وتدعى "بعين الحجاج"، لنزول الحجاج بها، وربما كانوا يعتقدون بركتها.
والثالثة من جهة الجنوب وتسمى "بعين تطليجات".
وهذه العيون – على ما يبدو- كانت معدة للوضوء وتتفق جميعا في المسافة بينها وبين المسجد، بنحو كيلومتر الواحد.
ومن العلماء الذين زاروا هذا المسجد التاريخي - أبو الحسن مصباح الزرويلي المتوفى (1130هـ) مر به في طريقه إلى تطوان سنة أربع وعشرين ومائة وألف هجرية (1124هـ).
ما تقدم نشرته وزارة الاوقاف المصرية خلال بحث يدعو صاحبه فيه أن تعير وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية اهتماما زائدا بهذه المساجد التاريخية التي أوشكت على الاندثار، وتعيد لها –على الأقل- كرامتها وقداستها – كما كانت.
_و موسى بن النصير هو احد امراء جيش المسلمين من الجيل الثالث الذى عاصر كبار فحول الصحابة وتعلم منهم
فقد ولد موسى بن النصير فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب في عام 19هـ/640م _لاب اُسر غلام من بلاد الفرس لبعض القبائل التى آثرت المواجهة على الصلح حتى استطاع خالد بن الوليد فى ذلك الوقت الى القضاء على مقاومتها واسر 40 غلاماً كان بينهم نُصير وسيرين والد محمد بن سيرين
وقد تزوج سيرين ودخل فى قبيلة لخم اليمنية بالانضمام بعد ان اسلم وكان ثمرة زواجه امير جيوش المغرب موسى بن النُصير
وقد لمع نجمُ موسى بن نصير اللخميّ؛ ذلك الذي أكمل ببراعة لافتة وسرعة مدهشة مسيرة الفتوحات الإسلامية الذى اجتاح المغرب الأقصى وفتح الاندلس
وقد ترعرع موسى في بيت قوة وبأس، وكان شجاعاً عاقلاً كريماً تقياً لم يُهزم له جيش قطّ منذ الأربعين حتى شارف الثمانين.
ذاعت شُهرته أيام ولاية معاوية بن أبي سفيان على الشام، وذلك حين خرج لقتال الإمام علي بن أبي طالب، فلم يخرج معه موسى، فامتعض معاوية من موقفه، ثم رضي عنه وولاّه غزو البحر، فغزا جزيرة قبرص وبنى هناك حصوناً
اترك تعليق