الحسين أبو عليّ بن الحسن الأكبر . هو العارف بالله السلطان حسن الأكبر . يصل نسبه إلي الإمام الحسين بن عليّ وهو أحد العارفين بالله ويُعتقد أنه يرجع بنسبه إلي آل بيت النبي محمد. من جهة علي زين العابدين بن الإمام الحسين.
وقد ذكر الشعراني أنّه مكث في خلوته نحو أربعين سنة . انقطع خلالها إلي عبادة الله. ويعتبره الصوفيون صاحب كرامات ومكاشفات ويترددون علي ضريحه في بولاق.
ولد رضي-الله- عنه بمكة المكرمة في أواخر القرن الثامن الهجري . ثمّ نزح من مكة إلي القاهرة . ونزل بساحل النيل بأرض فضاء مملوءة بالبرك والبوص . واتخذ خلوة . فجاء النّاس من كل فجّ وسكنوا بجواره . حتّي أصبحت منطقة شديدة الزحام . وأصبحت الخلوة زاوية فمسجدا . وألحق بها قبة دفن بها الشيخ أبو العلا بعد وفاته.
لم يسلم السلطان من الحاقدين الذين اتهموه بالسحر . وحرضوا عليه الصبيان ليرموه بالحجارة . وحاكموا عددا كبيرا من تلاميذه . ولكنه صمد وبلغ درجة عالية من المعرفة . وأفاض الله عليه بالكثير من أسراره.
توفي سنة 890 هجرية . الموافق 1485 م . بعد أن قضي حياة امتدت مائة وعشرين عاما قطعها في طاعة ربه وعبادته . ويقام مولده السنوي في شهر ربيع الثاني من كل عام.
وعند مجيئه مصر اختار جزيرة كان النيل قد أهداها لمصر. بانحساره عند منطقة سماها سكانها الأوائل. أرض اللوق. لحسن طميها وخصوبتها. وهي الأرض التي اختارها الحسين بن علي لتكون فيها خلوته. وصار بها سوق لكبار تجار الزيت والقمح والسكر. وأصبحت حاليا "بولاق أبو العلا ".
ويعرف السلطان أبو العلاء بأبو الكرامات حيث يروي أن أحد كبار التجار والذي كان يقوم بإمامة المصلين في المسجد الصغير الذي به الخلوة. راقبه وفتش سره وعرف من تقواه. فقدمه للإمامة. وقال له الناس: "لقد اعتليت العلاء يا أبو العُلا". ومن هنا ظهر الاصطلاح المحرف أبو العِلا. ورأي الناس من كرامات الرجل. حتي صارت نافذة خلوته مقصدهم. وكان التاجر الكبير الخواجة نورالدين علي بن محمد القنيش البرلسي من مريديه. فقام بتجديد خلوة شيخه وزاويته وقام بإنشاء المسجد بمساحته الأولي 343 مترا.
ويذكر أنّ مسجده باب مجرب لقضاء الحوائج . وقد شهد المسجد حوادث كثيرة عام 1922م . وتحديدا في 13 يوليو . حيث سقط جزء من الإيوان الشرقي أثناء الاحتفال بمولده وراح ضحيته عدد من المصلين.
وفي عام 1979 م تسلل لص بعد منتصف الليل وسرق صندوق النذور وبه حوالي 250 جنيها . وقتل اثنين من عمّال المسجد . وأثناء هروبه من الكورنيش صاح عليه النّاس فتسمّرت قدماه في الأرض حتّي قبض عليه وتم إعدامه.
اترك تعليق