هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

رؤية فنية للأعمال الإبداعية

صورة مكاوي والغناوي تأبى النسيان

المسحراتى .. ينتظر الاستدعاء من الماضى

صورة العملاق سيد مكاوى ومعه طبلته مرددا جملته أصحي يا نايم وحد الدايم لا يمكن أن تغيب عن أذهان الكثيرين، لاسيما وأن حالة الإبداع التى كانت تحدث عندما تتعانق ألحانه مع كلمات فؤاد حداد، كانت تخلق عالما سحريا، نفتقده كثيرا خلال السنوات الأخيرة التى أصبح فيها غياب المسحراتى عن الشاشة طبيعيا، فمن المتسبب فى هذا الغياب،


 وهل نضبت مصر من المبدعين القادرين على تقديم صورة المسحراتى بشكل يتواكب مع الثورة التكنولوجية وعصر السوشيال ميديا.. هذا ما نناقشه مع المتخصصين خلال السطور التالية.

ولاء جمال:
نعاني الاستسهال وعدم الابتكار

نحن لا نزال نعيش على ذلك المسحراتى الذى لم يأت مثله بعد.. نحن فى حاجة شديدة لتجديده الأن لأن سيد مكاوى المسحراتى أرهقته وحدته على الشاشة فى رمضان وكل رمضان مازلنا نبحث عن سيد مكاوى وفقط ينقصنا التفرد والإبداع وتجديد المشاعر برمضاننا الجديد لم نزل غير قادرين كمؤلفين وملحنين أن نعيد صياغة ذاك الحنين يمكن لتخمة الزمن الذى امتلأ بالأصعب وطغت عليه المادية والسطحية والإستسهال وعدم الإبتكار واصبح الهم الوحيد ما هو الذى سيخرج به ذلك الملحن اوالمؤلف من هذه العملية الفنية من كم وليس كيف.

أحمد البشري:
شخصية ثرية دراميا

يعتبر الصحابى الجليل بلال بن رباح مؤذن الرسول هو اول مسحراتى في الإسلام بالاشتراك مع عبدالله بن مكتوم فكان اذان الاول بصوته المميز بمثابة اعلان عن بداية تناول وجبة السحور واذان الثانى بصوت آخر مختلف بعده بفترة اعلان اخر عن نهاية الوقت المحدد للطعام والاستعداد للوضوء لصلاة الفجر ثم تطورت الامور بعد ذلك بتعليق فوانيس رمضان اعلي المئذنة اثناء تلك الفترة لكى يصل الضوء لمن لم يصلهم الصوت، اما عن بداية المسحراتى فى مصر فقد كانت تطوعية على يد الوالي عتبة بن اسحاق فى العصر العباسى عندما لاحظ عدم انتباه الناس لمواعيد السحور فبدء يطوف بنفسه شوارع القاهرة ليلا سيرا على الاقدام من الفسطاط الى جامع عمرو بن العاص مناديا يا عباد الله تسحروا فإن في السحور بركة وفى عصر الدولة الفاطمية كان الحاكم بأمر الله يأمر الناس بالنوم بعد صلاة التروايح مباشرة ثم يرسل جنوده لا يقاظهم بعد منتصف الليل بالطرق على الابواب وتطور الامر بعد ذلك فى عهده ايضا الي تعيين مسحراتي خاص بكل منطقة ومن هنا كانت بداية العبارة الشهيرة اصحي يا نايم وحد الدايم ثم يتبعها بالطرق بعصاه على الباب مناديا وحدوه فيرد اهل الدار لا اله الا الله معلنين استيقاظهم فينتقل للدار التالية ويعتبر المسحراتي المصرى هو اول من استخدم الطبلة التى كانت تسمى بازة يقرع عليها وهو يشدوا بالاغانى الدينية، وفى العصر الحديث انتقل المسحراتى للاذاعة المصرية على يد مجموعة من الشعراء والملحنين اشهرهم فؤاد حداد وسيد مكاوى الذى اشترط فى حلقاته ان يؤديها بنفسه مستغنيا عن الفرقة الموسيقية مستخدما الطبلة الاصلية البازة فقط لاغير في مغامرة جريئة منه لكن لما نجحت الفكرة اسندت اليه جميع الحلقات في العام التالى ثم انتقلت الى التليفزيون عن سيناريو لحسن فؤاد محققة نفس النجاح المبهر لكنها اختفت فجأة بدون اسباب وتقول كريمة الشيخ سيد إن هناك حلقات مسجلة له بالمكتبة لم تذع حتى الآن بالرغم من تعلق الناس بها واعتبارها من طقوس شهر رمضان المبارك، و لا تزال شخصية المسحراتى بشكلها التقليدى وأداءها الكلاسيكى تثير الحنين للماضي لدى الصائمين كلما اقترب رمضان والدليل علي ذلك ما حدث فى مسلسل رمضان كريم للنجم سيد رجب الذى تعلق الناس بشخصيته التى كانت تقوم بايقاظ جيرانه ومعارفه للسحور تطوعا وليس مهنة رئيسية كما ظهر علي اشيف المسلسل بملابس وطبلة المسحراتى مما شكل عامل جذب قوى له مما يعكس ارتباط المشاهدين بتلك الشخصية المحورية في الشهر الفضيل كذلك النجاح والإقبال الجماهيرى الذى حققته الامسية الشعرية الغنائية حى على بلدنا طوال رمضان 2018 التي تدور حول الاجواء الرمضانية والمسحراتى عن اشعار لفؤاد حداد الذي لقب بمسحراتى الوطن الذى لم يقتصر دوره فقط على التسلية والامتاع وانما تعداه لايقاظ الوعى وشحذ الهمم وشد العزائم لتلبية نداء الوطن فتخطى المسحراتى بمفهومه الدارج الى صيغة اكبر بكثير، اذا هى شخصية ثرية دراميا وفنيا تحتاج من يتصدي لها رصدا وتحليلا ومعالجة وتناول من زوايا جديدة عديدة واعتقد انه لا ينقصنا في مصر الولادة المبدعين القادرين على ذلك كتابة واداء والحان وسيناريو واخراج لكن ينقصنا رأس المال ممثلا فى انتاج الدولة او منتج القطاع الخاص الجريء الراغب في انتاج اعمال فنية ذات قيمة وهدف ورسالة تعيش عبر الازمان لا اعمال استهلاكية وقتية ننساها قبل بداية رمضان التالي.

شيرين الشايب:
يحــــــــتاج تطـــــــــوير

 المسحراتى للمبدع الراحل الموسيقار سيد مكاوى كان شيئا أساسيا جداً ولسة موجود فى وجداننا ووجدان كل الأجيال، والى الآن المسحراتى بالنغمة الشهيرة موجود وأعتقد أننا نحتاج لاعادتها من جديد بشكل يتناسب مع عصر السوشيال ميديا أو مع طريقة فكر الأجيال الجديدة بالذات مع الشباب الصغير والمراهقين ليكون امتداد لابداع المسحراتى.

دكتورة عطيات أبو العنيين:
المسحراتى بين البدعة والموروث الشعبى

كل عام والأمة الإسلامية جمعاء بخير، والله بعودة يا رمضان، تتجدد الأيام وتمر الأعوام، وتظل بركة رمضان، بصلاتنا واستغفارنا وتوادنا وحنيتا علي الفقير والمحتاج، هو ما نتقرب به إلى الله، ومنذ عهد الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام وبلال كان يؤذن للسحور، للتنبيه ولكن كان التوقف عن الطعام والشراب حينما يؤذن ابن مكتوم، وتهل الليالى الرمضانية بالمسحراتى يطوف الأنحاء حتى يستيقظ الناس من نومهم، ولقد تعددت أسماء المسحراتى فى البلدان العربية ولكنها فى النهاية شخصية واحدة لا تكتمل طقوس رمضان إلا بها وفانوس رمضان، ويقول الدكتور حسين مجيب المصري الشعر الذى كان يستخدمه المسحراتى كان يُسمَّى "فن القوما"، واشتهر به "ابن نقطة" الذى كان موكولاً إليه إيقاظ الخليفة للسحور، ولا يُلتزم فيه باللغة العربية، وذكر نموذجًا منه: وذكر أن ظهور فانوس رمضان ارتبط بالمسحراتي، وكان يُعلَّق بالمآذن، وشاهده ابن بطوطة في رحلته ورأي فى الحرم المكي الاحتفال برمضان، وقال: كانوا يعلقون قنديلين للسحور ليراهما مَن لم يسمع الأذان ليتسحر، وحتما مع التطور تعددت وسائل التنبيه ولكن يظل الحنين للماضى ورمضان الذى علق بأذهاننا بشكله الذى تربينا عليه وعشناه فى ظل الأسرة ولا نستطيع أن ننسي المبدع الرائع الأصيل سيد مكاوى حينما تتعانق ألحانه مع كلمات فؤاد حداد لتخلق لنا جميعا ذلك العالم السحرى الذى نحلق فيه معهما، اصحي يا نايم وحد الدايم رمضان كريم، وعندما يدعونا المسحراتي لأن نفيق من غفوتنا حتى نمتنع عن الطعام والشراب، فالصيام ليس هو الامتناع فقط عنهما ولكن أن تكون مسلما حقا، وكما أيقظنا سيد مكاوى وفؤاد حداد سنوات طويلة ومازالا حتى الآن، كذلك فعلها يحيى حقى وعمل مسحراتى ولكنه لم يضرب علي طبلة ولم يعزف علي آلة لكنه صرخ بأعلي صوته مناديا صح النوم أيها الناس من غفلتكم ويقول عجبتُ للإنسان يوصى غيره بالقناعة .. ولا يقنعُ هو!؟ ولكن وقع اليقظة على بعض النفوس يجيء أحيانا كوقع المفاجأة وليس أشق على نفس الذى ألف الاستعباد من أن توهب له الحرية فجأة أو تلقى على كتفيه لأول مرة مسؤولية تدبير أموره، ويقال له أنت سيد نفسك، دافع عن حقك، وقم بواجبك، إنه كان يطالب بهذه الحقوق، يؤمن أن كل بلائه راجع لحرمانه منها، ويقول أنها لو ردت إليه لتغير حاله في غمضة طرف، من الظلام إلى النور، فإذا واجه النور حين يعم غشيت عيناه، نبهنا يحيى حقى أن نعود لنغرس الفضائل في النفس الإنسانية ومما لا شك فيه أن الفن هو تلك القوة الناعمة التى تتسرب إلي النفوس فتغيرها وتؤثر فيها دون جهد أو مشقة من المتلقى فهل مانراه من فن يدعو لذلك؟ هل ما نراه في رمضان من دراما فيها تجاوز وإباحية فى الألفاظ وفى الأزياء تدعونا لليقظة؟ وهل نرى المبدعين الآن يقدمون مثلا رؤية جديدة توازي خلود مسحراتى سيد مكاوى؟ وقس على هذا ألوان كثيرة وهل لدينا من يوقظ العالم من غفلته ونحن نري أبناء فلسطين يموتون بالآلاف ويرتمون فى الصحراء ربما قسوة الصحراء وبردها أرق من قلوب العالم عليهم، نحن ننتظر عودة الإنسان وصحوته وعودة الضمير الغائب فى العالم .. بحق رمضان ولياليه الجميلة وليالي القاهرة العامرة الساهرة وعلى دقات ضمائرنا وقلوبنا المحبة للإنسان الذي كرمه الله ليعود كل فلسطينى إلى أرضه وداره وإن خلت الدور من أصحابها فحتما سنرجع يوما لإنسانيتنا لقدسنا الغالية لدراما وفن هادف يملأ العقول وينبه النفوس والضمائر التى تجلس أمام وخلف الشاشات الزرقاء.

هبة عبد العزيز:
فلكلور مصري أصلي وأصيل

في هذا التوقيت من كل عام، ومع قرب حلول شهر رمضان الكريم أجدنى أردد  هذه الكلمات "اصحى يا نايم، اصحي وحد الدايم، وقول نويت بكرة اتحييت، الشهر صايم والفجر قايم"، تلك الكلمات التى أشعر وكأنها عنوانا تراثيا اسلاميا لشهر الصيام . كلمات بسيطة سكنت قلوبنا، وارتبطت عندنا جميعا بفرحة شهر رمضان، والتى أبدع فى كتابتها الشاعر العظيم فؤاد حداد ولحنها وغناها الفنان الكبير سيد مكاوى، ويعد المسحراتى من أكثر الشخصيات التى تمثل الروح الرمضانية، واعتبره جزءًا أصيلاً من تقاليد رمضان فى ليس فى مصر وحدها ولكن في العالم العربي بالإضافة إلي مساهمته فى إيقاظ الناس لتناول السحور، فإنه كان يساعد على إيجاد الروح الإيجابية في المجتمع وتعزيز الصلة بين الناس. وأنا حقيقةً مستاءة لاهمال هذا الفلكور والعادة الرمضانية الجميلة التى هى من ضمن الأشياء التي نشم بها رائحة رمضان المصري بعد الراحلين سيد مكاوى وفؤاد حداد، فلم يعد هناك ضخ دماء جديدة فى هذا الموضوع ولا حتي فى المحاولة فى الحفاظ عليه وهذا يدعو للقلق على الطراز بصفة عامة، وأتمني أن اري خلال الفترة القادمة ظهور دور أكبر للمسحراتى سواء بأن المؤسسة الاعلامية تتكلم عن دوره اكثر أو تدمجه فى القوى الناعمة ليظل موجود للأجيال فمثلاً نقدم عمل يرصد دور المسحراتي ونرصد حياته على المستوى الاجتماعى والانسانى والمادى وكيف أثرت عليه مهنة المسحراتي بشكل عام أو نقدم برنامج نستضيف فيه المسحراتية أو أولادهم الموجودين ونتكلم فيه عن الجانب الديني والاجتماعي والثقافي والانساني كما أنه ممكن نقدم أبحاث عن تطور مهنة المسحراتي علي مستوي الزمن ومرورها بمنحنيات، لأننا لم نعد نري المسحراتي حتي في الأعمال الدرامية سواء فى رمضان أو غير رمضان، وهذا حقيقةً تقليد لم نستغنِ عنه رغم وجود العادات الجديدة لكن هناك بعض القنوات محافظة علي اذاعته بصوت سيد مكاوي بشكل دائم فى رمضان وهذا التقليد فيه حفاظ على التراث المصرى واعادة احيائه للأجيال الحالية والقادمة، ولابد ذكره من أي مغترب يزور مصر، وممكن نتناول المسحراتي بشكله المباشر فهو يصحى الناس لصلاة الفجر ويصحيهم لتناول الوجبة الرئيسية فى رمضان "السحور"، فالمسحراتي فكرة والأفكار لاتموت حتى مع مرور الزمن أراه مثل الجوهرة الثمينة جداً وعليها غبار وتحتاج لأحد ينظف هذا الغبار وهم المبدعين مثل الشعراء وكتاب السيناريو والحوار يهتموا اكثر بالمسحراتى وبالمغزي وراء فكرته ونرى أعمال تتناول حياة المسحراتى فهو عادة مصرية أصلية وأصيلة وفلكلور مصرى مرتبط بمصريتنا جداً انتشر بالعالم العربي كله.

محمد شوقي :
لـــــن يأتـــي مثلــــــه

أري أن المسحراتى هو فن لن يأتى مثله ولن يتكرر مرة أخرى، لكن أضيف أنه كان هناك فنانين كُثر قبل الشيخ سيد مكاوى عملوا مسحراتية فى الاذاعة المصرية مثل اسماعيل ياسين ومحمد فوزي ومحمود شكوكو وأكثر، لكن الشيخ سيد مكاوى قدّم المسحراتى بشكل مختلف دون موسيقي فقط بايقاع الطبلة كأنه مسحراتي حقيقي حي قريب من كل بيت مصرى وهذا هو سر عظمة المسحراتى، الى جانب أنه قُدّم بشكل يصحي داخلنا ثقافة وعلم ومعرفة، فقد كان كل حلقة يقدمها علي مدار خمسة عشر عام يقدم معلومة ويتكلم عن شخصية مؤثرة في مصر والوطن العربي سواء كانت الشخصية تاريخية قديمة أو معاصرة، وكان يتحدث عن الصفات والسلوكيات وعادات وتقاليد وحكم وأحداث مرت بها مصر..حيث أنه كان هذا هو هدف سيد مكاوي وفؤاد حداد ولهذا المسحراتي عايش للآن لأنه مختلف ومعمول بحب وبساطة، وأعتقد أنه مهما عملوا مسحراتي ومهما كانت الأسماء الكبيرة حالياً سواء كانوا مطربين أو موسيقيين أو مؤلفين لايمكن يصلوا الى مستوي الشيخ السيد مكاوي رحمه الله لأن هذا بمثابة بصمة وتوقيع خاص من شيخ الملحنين المبهجين سيد مكاوي.

سيد محمود سلام:
فـــن مصـــري خالـــص

المسحراتي فن مصري أصيل موجود منذ زمن اذ أنه مع دخول الاسلام لمصر بدأت عملية المسحراتي وأخذت أشكال كثيرة جدا الي أن تطورت ووصلت لماقدمه سيد مكاوي الذي أخذ من فؤاد حداد لأن فؤاد حداد هو من كتب أغلب الديوان وكان مبني علي فكرة اصحي يانايم وحد الدايم حيث ربط اللحن بالطبلة التي كانت معه فأصبح المسحراتي المشهور، وأيضاً قدموا عليه مسلسلات كتير مثل مسلسل رمضان كريم لسيد رجب قدم شخصية المسحراتي وقدمها بشكل حلو جداً في المسلسل، فعملية المسحراتي أصبحت مرتبطة مع تطور الزمن ومع ذلك لانستطيع نسيان سيد مكاوي..لأن سيد مكاوي لم يأت أحد بعده رغم انه قُدم مسحراتي كثير جداً لكن تظل الروح المصرية التي ارتبطت بحنين سيد مكاوي وتم تصويرها في مناطق شعبية مثل الحسين والسيدة، كما ظهرت معه الطفلة التي تحمل فانوس، فكل هذا العمل من حيث الشكل والمضمون كان محبوك جداً فوصل للناس بشكل جيد جداً وخلانا نفكر بأننا ناخد الروح الأصلية لها دون اضافات عليها مثل الطبلة والرق والمزيكا بالعكس، كما ان العالم العربي ابتكرها وعملها مثل ماعملها سيد مكاوي مثلا فىي عمان والكويت وقطر وجدة القديمة فابتكار سيد مكاوى وفؤاد حداد هم من خلو به تيمة وترند لايستطيع احد اللعب بها.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق