"كييف" تقر بمحنة قواتها.. وموسكو مصرة على تحقيق أهدافها

تدخل الحرب الروسية الاوكرانية عامها الثالث دون أن تظهر أي بوادر على قرب انتهاءها.. فروسيا تصر على تحقيق أهدافها التى حددتها وهى نزع سلاح أوكرانيا ومنع انضمامها إلي الناتو.. وفى المقابل ترفض أوكرانيا هذه المطالب وتشدد على حقها فى الانضمام إلى الناتو كما أنها تطالب بانسحاب القوات الروسية من أراضيها ووسط كل هذا يسقط مئات الضحايا بين الطرفين يوميا.

اعترفت كييف بأن قواتها باتت في وضع "صعب جداً" في مواجهة القوات الروسية التى تشن هجمات فى شرق أوكرانيا وجنوبها بعد سيطرتها علي مدينة أفدييفكا نهاية الأسبوع الماضي.. أقر الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكي بأن قواته تواجه وضعا معقدا جدا في بعض نقاط الجبهة مع تأثير تأخر المساعدات العسكرية الغربية على الوضع الميداني وانتقد إغلاق الحدود البولندية من قبل مزارعين بولنديين.

قال زيلينسكي خلال مراسم أقيمت بمناسبة ذكري اندلاع المعارك بين البلدين إن الروس  يستغلون تأخر المساعدات¢ الغربية .. مضيفا أن بلاده تفتقر إلي المدفعية وتحتاج إلي  وسائل دفاع جوي وأسلحة بعيدة المدي.. فيما تعهد بأن تهزم أوكرانيا روسيا قائلا: إننا نحارب لأجل ذلك منذ 730 يوما وسننتصر في أفضل يوم في حياتنا.. مضيفا أي شخص طبيعي يريد نهاية للحرب لكن لا أحد منا سيسمح بنهاية أوكرانيا.. مشددا علي أن الحرب ينبغي أن تنتهي بشروط بلاده مع سلام عادل.

كما اعرب عن اسفه  أن الحصار الذي يفرضه علي الحدود مع بولندا سائقو الشاحنات والمزارعون البولنديون احتجاجا على دعم صادرات الحبوب الاوكرانية مما  يُظهر "تآكل التضامن" مع بلاده.. مضيفا إن الوضع بالغ الصعوبة فى أجزاء عدة من خط الجبهة حيث حشدت القوات الروسية الحد الأقصي من الاحتياطيات.. يستغلون التأخر فى مساعدة أوكرانيا.. مضيفا أن بلاده تعاني نقصا فى القذائف المدفعية وتحتاج إلي أنظمة دفاع جوي علي خط الجبهة وأسلحة أبعد مدي.

فيما حذر مسؤولون من أن هذا التحرك يهدد أمن أوكرانيا التي تستمر في مواجهة الحرب الروسية.. ويغلق مزارعون بولنديون نقاط عبور أمام الشاحنات الأوكرانية احتجاجا علي ما يعتبرونه منافسة غير منصفة.

ويعتبر تصدير المنتجات برا عبر الحدود البولندية إلي الاتحاد الأوروبي طوق نجاة للشركات الأوكرانية بعدما سيطرت القوات الروسية علي المسارات الرئيسية للتجارة في البحر الأسود .. وقال وزير البنية التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف إن 6 معابر حدودية مغلقة في الجانب البولندي .. لافتا الي ان إغلاق الحدود يشكل تهديدا مباشرا لأمن دولة مدافعة.

وتثير الهزائم الاوكرانية المتوالية قلق السكان الاوكران في المنطقة وبدأ بعضهم في المغادرة بينما اصر الأخرون علي البقاء.. حيث أفاد الجيش الأوكراني بأنه يواجه نيرانا كثيفة من جانب القوات الروسية المهاجمة في منطقة زاباروجيا في جنوب البلاد.. مضيفا مطلع الاسبوع الجاري أن مناطق عديدة تعرضت لهجمات روسية بالطائرات المسيرة والصواريخ استهدفت بنية تحتية حيوية.

من جهتها كثفت روسيا من الهجمات في الأشهر القليلة الماضية والتي استهدفت مواقع عسكرية مهمة وكذلك بنية تحتية للطاقة والنقل ووسعوا الهجوم بعد السيطرة على مدينة أفدييفكا الشرقية.

تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن "انتصار مهم" بعد السيطرة علي أفدييفكا شرقي أوكرانيا.. وقال ان الحرب تشكل  مسألة حياة أو موت بالنسبة لروسيا.. مضيفا ان استيلاء الجيش الروسي علي المدينة الاستراتيجية يعد اول  مكسب كبير لهم منذ استيلائهم علي باخموت في مايو 2023 وقال ان القوات الروسية سوف تنطلق الي قطاعات اخري.

فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها سيطرت علي بلدة تابايفكا في مقاطعة خاركييف وحسنت مواقعها علي محور كراسني ليمان شرقي أوكرانيا.. وتدمير مستودعات للأسلحة الصاروخية والمدفعية والوقود وكذلك قوات ومعدات عسكرية  بالإضافة إلي تدمير 34 طائرة مسيرة للجيش الأوكراني.

قالت الوزارة إن وحدات من مجموعة قوات الغرب علي محور كوبيانسك تمكنت من السيطرة علي بلدة تابايفكا الواقعة في مقاطعة "خاركييف".. مشيرة إلي أن "وحدات من مجموعة قوات الوسط حسنت وضعها علي الخط الأمامي علي محور كراسني ليمان.. مشيرة  إلي أن القوات الروسية صدت عديد الهجمات عند محاور كوبيانسك وكراسني ليمان ودونيتسك شرق وزاباروجيا وخيرسون جنوب وتمكنت من قتل وجرح 680 جنديا أوكرانيا.

ولاتزال امال كييف معلقة بالدعم الامريكي حيث وقال دينيس شميجال رئيس الوزراء الأوكراني أعتقد أن الولايات المتحدة ستدعم أوكرانيا أيضاً مثل الاتحاد الأوروبي واليابان وكل دول مجموعة السبع وصندوق النقد الدولي وجميع المنظمات المالية الدولية.