"يعقوب الشاروني" الكاتب المبدع الذي لا تجف قريحته" ولا ينضب معينه، بل تصفو حلاوته، وتزدان قيمته، وقامته، ليبقي علامة، وقيمة شامخة في تاريخ أدب الأطفال في مصر والعالم، ككاتب استثنائي في عطائه الأدبي والإنساني.
ونظرا لعطاء الشاروني الفكري والأدبي وأنه واحد من أبرز كتاب الأطفال في العالم العربي حيث أثري بإنتاجه، آلاف المكتبات حول العالم، وأغني بحسه النابض وإنسانيته، وقلمه الناضج، عقول ملايين الأطفال في شتي بقاع الأرض..فقد وقع اختيار اللجنة الاستشارية العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55 ليكون شخصية المعرض ورائد أدب الطفل.
وعن هذا الكاتب المبدع، قال الشاعر وكاتب الأطفال: "إن اختيار الكاتب الكبير يعقوب الشاروني ليكون شخصية معرض الطفل لهذا العام، اختيار موفق جدا، خاصة وأن الشاروني هو أحد رواد أدب الطفل فى الجيل الثالث، بعد جيل كامل كيلاني، ومحمد برانق، وسعيد العريان، وقد حصل على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب لعام 2021، ليكون أول كاتب أطفال في مصر يحصل عليها، بعد أن كان كاتب الأطفال لا يحصل إلا على جائزة الدولة التشجيعية، كما أن له إصدارات للأطفال تربو على 400 كتاب بين القصة، والمسرح، ورواية اليافعة، بالإضافة إلي كتب الدراسات والبحوث في مجال أدب وثقافة الطفل".
تابع "هذا بالإضافة إلي اشتراكه في المعارض. والمؤتمرات، والملتقيات العربية الخاصة بأدب الطفل وثقافته، واشتراكه كعضو لجنة تحكيم في كبري المسابقات العربية، مشيرا إلي أن جهوده لم تتوقف على كتابة القصة ورواية اليافعة فقط، بل قدم جهودا بحثية مهمة وتعد مرجعا للباحثين والدارسين".
ولفت إلي دأبه على تطوير نفسه، وحرصه على حضور جميع الفعاليات التى تخص هذا المجال سواء كان على المنصة مشاركا أو متلقيا، وأجمل شيء فيه جعل كل كتاب الأطفال في مصر والوطن العربي تلتف حول أدبه وتقبل عليه، مساعدة الكتاب والباحثين، فلم يبخل يوما على أحد، ولم يرد أحدا طرق بابه، بل كان يفتح بيته ومكتبته الخاصة على مصراعيهما أمام الدارسين والباحثين. فكل هذه السمات وغيرها هى التى جعلت الشاروني يعد كأحد الرواد في مجال أدب الطفل وثقافته.
أضاف أن أهم مؤلفات يعقوب الشاروني التي يعتز بها، كتاب "أجمل الحكايات الشعبية" الذي جمع فيه أجمل الحكايات، وكتبها بلغة بسيطة، وبطريقة جذابة ومحركة للخيال. ويكمن أهمية هذا الكتاب في أنه حافظ علي ذاكرتنا الشعبية باعتبارها جزءا أصيلا من الهوية المصرية.
أشار إلي رواية "ليلة النار" وهي من الروايات المهمة التي دارت أحداثها في أحد الأحياء الشعبية، وهو حي منشأة ناصر، وهي من الروايات الممتعة، وكتاب مهم جدا بعنوان "الكتابة بالحواس الخمس" وهو من الكتب التي تحمل فكرا جديدا علي واقعنا العربي.
قالت الدكتورة عائشة رماش أستاذة جامعية بالجزائر: "إن يعقوب الشاروني يعد من بين الكتاب الذين يتميزون بالأصالة والإبداع والتجديد والتنوع في الموضوعات التي تتلاءم والعصر الذي يعيش فيه الطفل. حيث ألف زهاء 400 كتاب وقضي حياته كلها وهو يكتب ويبدع وفي كل مرة كان يقدم الجديد الذي يستفيد منه أطفال العرب دون أن يكل أو يمل، فرسخ فنا حقيقيا له أسسه الخاصة وطريقته التي تميزه عن غيره حتي أنشأ مدرسة متفردة في أدب الطفل".
أضافت "لقد خاض في موضوعات متنوعة، منها ما هو مستلهم من التراث والتاريخ. ومنها ما هو إبداع ميزه عن غيره، ولقد قدم في كل مرحلة من مراحل تطور الطفل إبداعا خاصا يتلاءم مع هذه المراحل، بل ولم ينس حتي الأطفال ذوي القدرات الخاصة، فلقد كتب للطفل وأبدع ونجح في الوقت الذي كان الكثير من الكتاب يخجلون من الكتابة للطفل، فأقام أسس ودعائم أدب الطفل العربي، حتي بات يعرف برائد أدب الطفل في مصر والوطن العربي".
أشارت إلى أنه من بين الأعمال الإبداعية التى حفرت عميقا فى ذاكرتها منذ أن كانت طفلة، سلسلة المكتبة الخضراء التى دخلت إلى الجزائر فى الوقت الذى كانت فيه القصص باللغة الفرنسية منتشرة علي أوسع نطاق، مضيفة "تعد قصص المكتبة الخضراء من النصوص العربية التى نافست النص الفرنسى وتفوقت عليه بفضل إقبال أطفال الجزائر عليها، إضافة إلى مجموعة من الكتاب المعربين الآخرين منهم عبد التواب يوسف، والكتاب السوريين، وغيرهم".
لفتت "لقد كانت هذه النصوص، نقلة نوعية فى مجال الإبداع الموجه للطفل، إضافة إلي ما كان يقدمه بعض الكتاب الجزائريين فى سبيل خدمة أدب الطفل وثقافته، ولقد كانت تستهويني مؤلفات الشاروني عندما كنت طفلة وزاد اهتمامي بها عندما تخصصت في هذا المجال.
تقول مدرس المسرح بكلية التربية للطفولة المبكرة جامعة الإسكندرية، وعضو اتحاد كتاب مصر، الدكتورة شيرين الجلاب: "إن اختيار الرائد يعقوب الشاروني ليكون شخصية معرض الطفل، ينم عن وعي وإدراك بأهمية أدب الطفل، والفنون المقدمة له نظرا لأن مرحلة الطفولة هي الركيزة الأساسية التي يتشكل من خلالها الإنسان، وهو اختيار مبشر وواع فقد كان معنيا حقا بالطفل.
اترك تعليق