فيروز ونيللى وسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة وغيرها من عمالقة الفن شقوا طريقهم إلى الشاشة فى سن مبكر بعدما كشفوا عن موهبة عملاقة من البداية ،وتم منحهم الفرصة عن جدارة واستحقاق دون واسطة أو سابق معرفة من أحد المنتجين فاستحقوا أن يكونوا أطفال معجزة وظلوا نجوما صغارا وكبارا .
أكد الدكتور صلاح معاطى : حفلت الدراما بوجه عام والدراما المصرية بوجه خاص سواء مسرح أو سينما أو فيديو أو إذاعة أو حتى فوازير بموضوعات يكون الطفل هو محور الاهتمام والخط الرئيسي، بغض النظر عما إذا كان الموضوع موجه للطفل أو لكافة الفئات، وظاهرة الطفل المعجزة في الدراما هي ظاهرة عالمية حيث تبدي هوليود اهتماما كبيرا بالنجوم الاطفال.
وتسعى من حين الى اخر الى اكتشاف طفل موهوب، يتم أسناد ادوار البطولة اليه في افلام سينمائية ضخمة. كما فعلت مع ماكولاي كولكن بطل الفيلم الشهير "وحيدا في المنزل"، والذي حقق في مطلع التسعينات نجاحا تجاريا منقطع النظير. وايضا الفتى البريطاني دانييل رادكليف، الذي تبنته هوليود في العام 2001، وقدمته من خلال اشهر واضخم سلسلة افلام مغامرات بعنوان "هاري بوتر"، وليس من الغريب ان تعهد هوليود الى اشخاص بمهمة البحث والتنقيب عن الاطفال ذوي المواهب الخاصة، فهنالك من يعرف باسم "كشاف النجوم"، ويقوم بالبحث في المدارس والمعاهد والنوادي عن أطفال موهوبين ومن ثم ترشيحهم لشركات الانتاج الكبرى. ويرى صناع هوليود ان تلك الطريقة تساهم في اعطاء فرصة للموهوبين وليس للمحظوظين فقط، أما في عالمنا العربي فالأمر مختلف.
حيث بدأت هذه الظاهرة بظهور سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة وهي طفلة في فيلم عبد الوهاب الشهير "يوم سعيد" بملامحها البريئة، حيث كان الدور هامشيا، لكن المخرج محمد كريم زاد من مساحة الدور عندما اكتشف أن لدى فاتن حمامة موهبة حقيقية. بعد فوزها في مسابقة ملكة جمال الأطفال.
وحقيقة أن طبيعة الدور كان يتطلب طفلة هادئة ساكنة لا تهش ولا تنش وتردد كلمات تقليدية فحسب، أما المخرج العبقري الذي استطاع أن يصنع نقلة نوعية في شخصية طفلته، فهو أنور وجدي، لتتحول طفلته فيروز من طفلة تقليدية إلى طفلة معجزة ترقص وتغني تضحك الجمهور وتبكيه في نفس الوقت. بل وتسحب الأضواء من النجوم الكبار، ويسمى الفيلم باسمها.
بل وناقش موضوعات مجتمعية مهمة قد لا تناسب الأطفال، مثل الوصي وطمعه أحيانا، أو الزوج الذي يطلب من زوجته أن تنجب له ذكرا فتنجب له أنثى فيعاقبها وهكذا، ومع ذلك فمن الصعب التكهن بمستقبل هؤلاء النجوم، فحتى الان لا يعرف احد ما هي العوامل التي تضمن التحول من ادوار الطفولة الى ادوار المراهقة ومن ثم النضوج دون ان تنحسر عنهم دائرة الضوء.
وتشير الارقام الى ان عددا قليلا من النجوم الصغار استطاعوا تجاوز مرحلة المراهقة بسلام، واستكملوا مشوارهم الفني بنجاح. ويعزي الكثير من النقاد والمهتمين هذا الانحسار الى النجومية المبكرة وطبيعة الحياة المضطربة التي يعيشها الطفل النجم، والتي غالبا ما تقترن بشروط قد تنتهي بانتهاء مرحلة الطفولة، وربما نجاح فيروز كان مرتبطا بأنور وجدي، فلم تستطع أن تغير من طريقتها ولم يستطع أي مخرج من الاستفادة منها وقد يكون ذلك راجع أنها تركت مرحلة الطفولة وبدأ جسدها يكبر فلم يتقبلها الجمهور في أدوار أخرى. لكن لبلبة غيرت الأداء بشكل كبير حتى مع أنور وجدي، ودخلت من باب التقليد، بالإضافة إلى التمثيل فتقبلها الجمهور، ومن بعدها نيللي التي أكدت موهبتها في كل الظروف سواء في السينما أو المسرح أو التليفزيون أو الإذاعة أو الفوازير.
وحقيقة الأمر أنه كانت لدينا معامل ومصانع لاكتشاف المواهب الحقيقية والتعامل معها، فكانت عندنا الإذاعة وخاصة أبلة فضيلة من خلال برنامجها الشهير "غنوة وحدوتة" التي كان كشافا للمواهب سواء في التمثيل أو الغناء.
وقدمت العديد من النجوم مثل هاني شاكر وليلى علوي ومدحت صالح&Search=" target="_blank">مدحت صالح وغيرهم، الأمر اختلف الآن رغم التقدم التكنولوجى، فصار الاعتماد على الاكتشاف إما بالواسطة أو بالمعرفة، وصار الطفل في بعض الأحيان مقلدا لطفل معين رآه في فيلم أو في مسلسل، فلا تصدقه، نحن بحاجة ماسة إلى عودة المسرح المدرسي، وفرق التمثيل المدرسية على أن يشرف عليها ويتابعها مخرجون وفنانون لهم وزنهم. فهؤلاء هم نواة للفنانين الحقيقيين في المستقبل.
اترك تعليق