هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

فين زمن نيللي وفيروز؟!

الشاشة مفلسة.. من الأطفال المعجزة

فيروز ونيللي وسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة وغيرها من عمالقة الفن شقوا طريقهم إلي الشاشة في سن مبكرة، بعدما كشفوا عن موهبة عملاقة من البداية، وتم منحهم الفرصة عن جدارة واستحقاق دون واسطة أو سابق معرفة من أحد المنتجين، فاستحقوا أن يكونوا أطفال معجزة وظلوا نجوماً صغاراً وكباراً.


أما فى السنوات الأخيرة، فرغم أن هناك أطفالاً كثيرين يظهرون فى الأعمال الفنية، إلا أن بقاءهم على الشاشة لم يستمر طويلا ولم يقدم ما يستحق عنه لقب الطفل المعجزة ليسقط سريعاً من ذاكرة المشاهدين دون ترك علامة مميزة على الشاشة.. ونحن هنا نتساءل الشاشة لماذا أفلست من الأطفال المعجزة؟!

الفنان علاء مرسي: أزمة كشاف

لم تختف.. ولكن لم يعد هناك الكشاف من المنتجين والمخرجين ولا الصناع أمثال أنور وجدي أو عبدالرحمن الخميسي أو رمسيس نجيب أو حسن الإمام إلي آخره، من الأسماء التي كانت تبحث عن الوجه الجديد الموهوب، والاعتماد على ذاكرة مكاتب الكاستنج في اختيار الممثلين، واعتقد أن للدوله دور مهم في إعاده صياغة الصناعة مرة اخري سواء ممثلين أو استديوهات أو أكاديميات أو شركات توزيع، والمحصلة فى الاكتشاف صفر منذ عشرات السنين.

أحمد سعد الدين: غياب المشروع

مشكلة المواهب الصغيرة والأطفال في السينما تكمن في أنه في الوقت الحالي لا أحد يكتب لهم سيناريو يحتوي أدوار مؤثرة. عكس أيام زمان فمثلاً الطفلة فيروز لماقدمها أنور وجدي لم يقدمها حباً بها لكنه قدمها كمشروع حيث إنه كان متأثراً بالسينما الأمريكية وعمل هذا المشروع وعمل اختبارات بين عدة أطفال وعندما نجحت فيروز أخدها ودرّبها وقدّمها بسلسلة أفلام وليس فيلم واحد. لذلك اشتهرت لأنه كان مشروع كامل، بعدها ظهرت نيللي وسعاد حسني وظهر مجموعة من أطفال التليفزيون منهم محسن محيي الدين والراحل ممدوح عبدالعليم لكن كان آنذاك هناك كتّاب يكتبون أدوار مهمة للأطفال أو أنهم كانوا ممكن يقدموا فيلم بطولة طفل، لكن في الفترة الأخيرة اهتمينا بالكوميديا وظهر تطور تكنولوجيا وتقني بشكل غير طبيعي فى السينما بالوقت الحالي لكن المشكلة هي وجود مشاكل كثيرة بالكتابة، إذ أن الكتابة الموجودة حالياً نوعين إما كوميديا وتكتب لنجم معين أو أكشن. لكن لم نهتم بالأفلام والدراما الاجتماعية بشكل كبير، فعلي هذا الأساس لم نرَ مساحة لوجود طفل بسهولة، ممكن تكون موجودة بشكلي ما في الدراما التليفزيونية ذات الثلاثون حلقة فيوجد الطفل بعشر حلقات، لكن وجود طفل كأفلام بساعة ونصپلم يعد موجود، فالمشكلة الأكبر والعيب الأساسي عدم وجود سيناريوهات تنفع أو تفرز هذا الموضوع، فعندنا أزمة كتابة لكن بالنسبة للممثلين هناك أطفال موهوبة كثيرة جداً.

عماد يسري: السيناريو.. السبب

طبعاً السبب في هذا، السيناريو.. فالسيناريوهات التي تُقدم ويتم فيها توظيف الطفل بحيث انه يكون البطل.پ هذه هي المشكلة، والمشكلة الأساسية أيضاً أننا لا نملك الادارة الذكية في انتاج نوعية تلك الأفلام أو الادارة الذكية لصناعة نجم منذ الطفولة، وهناك سبب آخر وهو الاستسهال في أن الصناع يرون الآن انها ليست النوعية التي تجذب الجمهور، وللأسف هذه النظرة خاطئة بنسبة 100%، والدليل أن أحد الأفلام الموجودة حالياً الذي نجح وكسب أعلي الايرادات ويعتبر بطولة شباب غير معروفين إنما استطاعوا من خلال سيناريو احترافي متميز انهم يقدمون شيء جميل، إذن السيناريو له دور وإدارة الانتاج ورغبة المنتج لها الدور الأكبر في أن تتم صناعة نجم منذ الطفولة مثل ما كان يحدث سابقاً.

د.صلاح معاطي: ظاهرة عالمية

حفلت الدراما بوجه عام والدراما المصرية بوجه خاص سواء مسرح أو سينما أو فيديو أو إذاعة أو حتي فوازير بموضوعات يكون الطفل محور الاهتمام والخط الرئيسي. بغض النظر عما إذا كان الموضوع موجه للطفل أو لكل الفئات، وظاهرة الطفل المعجزة في الدراما هي ظاهرة عالمية، حيث تبدي هوليوود اهتماماً كبيراً بالنجوم الاطفال، وتسعي من حين إلي آخر إلي اكتشاف طفل موهوب، يتم إسناد أدوار البطولة إليه في افلام سينمائية ضخمة، كما فعلت مع ماكولاي كولكن بطل الفيلم الشهير "وحيداً في المنزل"، الذي حقق في مطلع التسعينيات نجاحاً تجارياً منقطع النظير، وايضا الفتي البريطاني دانييل رادكليف، الذي تبنته هوليوود في العام 2001، وقدمته من خلال أشهر وأضخم سلسلة افلام مغامرات بعنوان "هاري بوتر"، وليس من الغريب ان تعهد هوليوود إلي اشخاص بمهمة البحث والتنقيب عن الاطفال ذوي المواهب الخاصة، فهنالك من يعرف باسم "كشاف النجوم" ويقوم بالبحث في المدارس والمعاهد والنوادي عن اطفال موهوبين ومن ثم ترشيحهم لشركات الانتاج الكبري، يري صناع هوليوود أن تلك الطريقة تسهم في اعطاء فرصة للموهوبين وليس للمحظوظين فقط. أما في عالمنا العربي فالأمر مختلف، حيث بدأت هذه الظاهرة بظهور سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة وهي طفلة في فيلم عبدالوهاب الشهير "يوم سعيد" بملامحها البريئة، حيث كان الدور هامشياً، لكن المخرج محمد كريم زاد من مساحة الدور عندما اكتشف أن لدي فاتن حمامة موهبة حقيقية، بعد فوزها في مسابقة ملكة جمال الأطفال.. وحقيقة أن طبيعة الدور كان يتطلب طفلة هادئة ساكنة لا تهش ولا تنش وتردد كلمات تقليدية فحسب، أما المخرج العبقري الذي استطاع أن يصنع نقلة نوعية في شخصية طفلته، فهو أنور وجدي، لتتحول طفلته فيروز من طفلة تقليدية إلي طفلة معجزة ترقص وتغني تضحك الجمهور وتبكيه في نفس الوقت، بل وتسحب الأضواء من النجوم الكبار. ويسمي الفيلم باسمها، بل وناقش موضوعات مجتمعية مهمة قد لا تناسب الأطفال، مثل الوصي وطمعه أحيانا، أو الزوج الذي يطلب من زوجته أن تنجب له ذكراً، فتنجب له أنثي فيعاقبها وهكذا، ومع ذلك فمن الصعب التكهن بمستقبل هؤلاء النجوم، فحتي الآن لا يعرف احد ما العوامل التي تضمن التحول من أدوار الطفولة إلي أدوار المراهقة ومن ثم النضوج دون أن تنحسر عنهم دائرة الضوء.. وتشير الارقام إلي ان عدداً قليلا من النجوم الصغار استطاعوا تجاوز مرحلة المراهقة بسلام، واستكملوا مشوارهم الفني بنجاح.. ويعزي الكثير من النقاد والمهتمين هذا الانحسار الي النجومية المبكرة وطبيعة الحياة المضطربة التي يعيشها الطفل النجم، التي غالبا ما تقترن بشروط قد تنتهي بانتهاء مرحلة الطفولة، وربما نجاح فيروز كان مرتبطاً بأنور وجدي، فلم تستطع أن تغير من طريقتها ولم يستطع أي مخرج من الاستفادة منها وقد يكون ذلك راجع أنها تركت مرحلة الطفولة وبدأ جسدها يكبر فلم يتقبلها الجمهور في أدوار أخري.. لكن لبلبة غيرت الأداء بشكل كبير حتي مع أنور وجدي، ودخلت من باب التقليد، بالإضافة إلي التمثيل فتقبلها الجمهور. ومن بعدها نيللي التي أكدت موهبتها في كل الظروف سواء في السينما أو المسرح أو التليفزيون أو الإذاعة أو الفوازير. وحقيقة الأمر أنه كانت لدينا معامل ومصانع لاكتشاف المواهب الحقيقية والتعامل معها، فكانت عندنا الإذاعة، خاصة أبلة فضيلة من خلال برنامجها الشهير "غنوة وحدوتة" التي كان كشافاً للمواهب سواء في التمثيل أو الغناء، وقدمت العديد من النجوم مثل هاني شاكر وليلي علوي ومدحت صالح وغيرهم، الأمر اختلف الآن رغم التقدم التكنولوجي، فصار الاعتماد علي الاكتشاف إما بالواسطة أو بالمعرفة، وصار الطفل في بعض الأحيان مقلداً لطفل معين رآه في فيلم أو في مسلسل. فلا تصدقه. نحن بحاجة ماسة إلي عودة المسرح المدرسي، وفرق التمثيل المدرسية على أن يشرف عليها ويتابعها مخرجون وفنانون لهم وزنهم.. فهؤلاء نواة للفنانين الحقيقيين فى المستقبل.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق